تحذيرات من فيروس مختبئ في ” الحيوان X “

يخشى علماء الصحّة أنّ يكون هناك حيوان مجهول يُخفي داخله فيروساً قاتلاً، قد يكون السبب في تفشي واحدة من أسوأ الجوائح عبر التاريخ مستقبلاً، ويحصد أرواح ملايين الناس.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة “ميرور” البريطانية، فإن العلماء يسابقون الزمن للعثور على المرض الموجود في “الحيوان X”، قبل أن يصبح المرض العالمي القادم.

قال أنتوني لوكيت، طبيب الأمراض المعوية: “إنّه من الممكن جداً أن تكون الخفافيش مصدر الوباء التالي الذي سيضرب العالم”.

وأضاف لصحيفة “صن” وفق ما نقل موقع “عربي بوست”، أنّ الأنواع التي قد تكون تؤوي المرض هي الخفافيش وأنواع الطيور الأخرى، كونها قادرة على الطيران والسفر لمسافات طويلة، وبالتالي نشر المرض على رقعة جغرافية أوسع.

في حين أوضح الدكتور جوزيف سيتيل من مركز Helmholtz للأبحاث البيئية، وهو مؤلف مشارك لدراسة جديدة على مستوى الأمم المتحدة حول الأوبئة المستقبلية، أنه من حيث المبدأ يمكن لأي نوع من الحيوانات أن يكون المصدر للمرض القادم.

وأضاف أنّ الاحتمال أكبر بالنسبة الجرذان والخفافيش، لكن في النهاية فإن الأمر يعتمد على قدرة الأنواع مع التكيّف.

في حين كشف الكاتب البيئي جون فيدال مؤخراً عن أنّ أمراضاً سابقة مثل الحصبة المُعدية، و الإيبولا القاتلة يمكن أن تتطور وتدمر البشرية، لاسيما أنّ إيبولا وكوفيد-19 قد أصابا البشر بسبب استهلاك اللحوم الملوثة.

وقال فيدال لصحيفة “ديلي ميل”: “إنّ علماء البيئة في جامعة كوليدج لندن أفادوا بأن 335 مرضاً قاتلاً جديداً ظهروا على مستوى العالم منذ عام 1945، أكثر من 200 منهم مصدره الفيروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات الموجودة في الحيوانات”.

وفقاً لفيدال فإن الميكروبات، التي تعيش بشكل طبيعي في الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة تنتقل الآن إلى البشر، فقد غيّرت البشرية علاقتها مع الحيوانات، إذ دمرنا مواردهم وجعلناهم يعيشون قرب بعضهم البعض، وإذا فشل البشر في تقدير خطورة الوضع فإن هذا الوباء الحالي قد يكون مجرد مقدمة لشيء أكثر خطورة.

وحذّر الكاتب البيئي من السيناريو الكابوس الذي قد تواجهه الحكومات في حال ظهور مرض جديد أو سلالة جديدة من مرض قديم مثل الإيبولا القاتل، فحينها ستواجه البشرية وباءً أسوأ بكثير من كوفيد-19، وربما يصل إلى مستوى الموت الأسود الذي قتل نحو 75 مليون شخص، أي 1 من كل 3 أشخاص في أوروبا خلال العصور الوسطى.

تم تصنيف غابات الأمازون المطيرة على أنها ساحة محتملة للوباء القادم، حيث تم القبض على بعض الخفافيش هناك من أجل دراستها وتحديد الفيروسات الموجودة داخلها، وقد تكون قاتلة للبشر.

كما تم تحذير الأستراليين بالابتعاد عن خفافيشهم الأصلية التي يمكن أن تحمل أيضاً عدداً من الأمراض الضارة التي لا ندركها، حيث يُعتقد أن فيروس هندرا الناشئ قد أتى منها.

أما أسواق اللحوم في الصين فلا شك هي من أكثر الأماكن المهيئة لظهور المرض، كونها معروفة بذبح الحيوانات وبيعها، خاصة الخفافيش، على غرار أسواق الصين المخيفة، هناك بعض الأسواق المشابهة في إفريقيا، التي تبيع لحوم القردة، والتي سبق أن تم إلقاء اللوم عليها في ظهور فيروس إيبولا.

وفقاً لمنظمة EcoHealth Alliance المتخصصة بالبحوث العلمية والأوبئة، فإن هناك على كوكب الأرض نحو 1.67 مليون فيروس غير معروف، ويمكن لنحو أكثر من 800 ألف منها أن يصيب البشر عن طريق الحيوانات.

ولا شكّ أنّ كوفيد-19 هو تذكير تقشعر له الأبدان بشأن كيف يمكن للفيروسات التي تعيش في الحيوانات أن تقفز إلى البشر وتنتشر بينهم كالنار في الهشيم.

ولا ننسى أنّ الكثير من الأمراض بدأت في الحيوانات قبل أن يحدث على تلك الفيروسات طفرات جعلتها تنتقل إلى الإنسان ومن بينها إنفلونزا الطيور، وسارس، ومتلازمة الشرق الأوسط، ونيباه، والحمى الصفراء، وأخيراً كوفيد-19.

من جهتها، تحذّر منظمة الصحة العالمية من خطر الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ، كونها تعد خطراً ناشئاً، وهناك حوالي مليار حالة مرضية وملايين الوفيات تحدث كل عام بسبب الأمراض الحيوانية المنشأ.

والأمراض الناشئة هي الأمراض التي لم تكن معروفة سابقاً، والتي تتزايد بسرعة في العالم، بحيث لا يمكن السيطرة عليها، وتشمل هذه الأمراض: “السارس، لايم، الإشريكية القولونية، هانتا، حمى الضنك، فيروس غرب النيل، فيروس زيكا.

أو هي الأمراض التي عاودت الظهور مجدداً بعد أن كانت في حالة انخفاض كبير، وقد تحدث بسبب انهيار تدابير الصحة العامة للأمراض التي كانت تحت السيطرة وفقاً لمركز Johns Hopkins الطبي.

إضافة إلى أنها تظهر على شكل سلالات جديدة من الكائنات الحية المسببة للمرض مثل: الملاريا، السل، الكوليرا، السعال الديكي، الإنفلونزا، السيلان.

تشمل الأمراض التي عاودت الظهور الملاريا، والسل، والكوليرا، والسعال الديكي، والإنفلونزا، ومرض المكوّرات الرئوية، والسيلان.

تعرفوا على أكثر حالات تفشي الأمراض فتكاً في التاريخ، التي تسببت في أعداد وفيات أكبر بكثير من التي سبّبها فيروس كوفيد-19:

الموت الأسود

حصد الموت الأسود، الذي ضرب أوروبا في عام 1347، أرواح قرابة الـ200 مليون شخص في 4 سنوات فقط، أي ما تصل نسبه إلى 60% من سكان أوروبا.

وانتقل الفيروس إلى البشر عن طريق البراغيث، التي كانت تتغذى على الفئران، على متن السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط، ​​قبل أن تنتشر في جميع أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا.

الإنفلونزا الإسبانية

عندما حاولت البشرية التعافي من رعب الحرب العالمية الأولى في عام 1918، وجدت نفسها فجأة في مواجهة كارثة الإنفلونزا الإسبانية، التي قتلت ضعف عدد الأشخاص في الحرب.

وتسببت الإنفلونزا الإسبانية بموت ما بين 50 إلى 100 مليون شخص واستمرت حتى العام 1920، ولكن حتى الآن لا تزال التقارير التي تتحدث عن نشأة المرض مختلفة.

طاعون جستنيان

يُعتقد أنه من البكتيريا المسؤولة عن الموت الأسود، وقد اجتاح أوروبا وغرب آسيا، وقتل ما بين 15 مليوناً و100 مليون شخص في عامي 541 و542 بعد الميلاد.

ويعتقد أنه قد انتشر عن طريق الجرذان التي تحمل البراغيث أيضاً، وانتشر في الإمبراطورية البيزنطية عبر سفن الحبوب القادمة من مصر.

وباء فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”

قُتل ما لا يقل عن 35 مليون شخص منذ بدء ظهور الفيروس في العالم في عام 1981، ويعتقد أنه وصل إلى البشر عن طريق الحيوانات.

الطاعون الدبلي

ضرب الطاعون الدبلي الصين في عام 1855، وقتل ما يصل إلى 15 مليون شخص.

وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن البكتيريا المتسببة في الطاعون بقيت متفشية حتى العام 1960 عندما انتهى الوباء.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها