دراسة جديدة تكشف أن وباء كورونا كاد ألا يحدث
كشفت دراسة جديدة أنَّ فيروس كورونا كان من الممكن ألا يتحول إلا جائحة تنتشر في جميع أنحاء العالم وتتسبب بهذا الكم الهائل من الوفيات، لولا الحظ السيئ والظروف المزدحمة لسوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان بالصين.
شبكة “سي إن إن” نشرت دراسة لدورية Science، جاء فيها أنَّ الظروف المزدحمة لسوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان أعطت الفيروس الميزة التي يحتاجها لينتشر في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، قال مايكل ووروبي، أستاذ علم الأحياء التطوري في جامعة أريزونا الذي شارك في الدراسة: “لو اختلفت الأمور قليلاً، أو قرر أول شخص حامل للفيروس عدم دخول سوق هوانان في ذلك اليوم، أو كان مريضاً يومها لدرجة لا يستطيع معها الذهاب إلى السوق وبقي في المنزل، ربما لم تكن الجائحة لتحدث ولا غيرها الكثير من الأحداث التي وقعت في بدايتها”.
في الدراسة المذكورة، استخدم الفريق التأريخ الجزيئي ومعدل ظهور الطفرات المستمر لحساب مدة وجود الفيروس، كما لجأوا إلى نماذج محاكاة حاسوبية لمعرفة متى ظهر الفيروس، واحتمالات انتشاره، وكيف انتشر بالفعل.
وأوضح جويل فيرتهايم، الأستاذ المشارك في قسم الأمراض المعدية والصحة العامة العالمية في مدرسة سان دييغو للطب بجامعة كاليفورنيا: “صُمِّمَت دراستنا للإجابة عن سؤال حول المدة التي كان يمكن لفيروس كورونا قضاءها هائماً في الصين قبل اكتشافه”.
حيث قال الباحثون إنَّ الأدلة تستبعد بقوة أنَّ الفيروس كان منتشراً قبل ذلك. إذ ظهرت تقارير من إيطاليا ودول أوروبية أخرى تشير إلى أنَّ الفيروس ربما يكون قد أصاب أشخاصاً هناك قبل أكتوبر/تشرين الأول.
لكن الدراسة الجديدة تشير إلى إصابة نحو 12 شخصاً فقط بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الثاني، بحسب قول بروفيسور علم الأحياء التطوري مايكل ووروبي.
وفي بيان، قال الأستاذ المشارك جويل فيرتهايم: “بالنظر إلى ذلك، من الصعب التوفيق بين هذه المستويات المنخفضة من الفيروس في الصين والمزاعم المرتبطة بالعدوى في أوروبا والولايات المتحدة في نفس الوقت. أنا متشكك تماماً في المزاعم التي دارت حول كوفيد-19 خارج الصين في ذلك الوقت”.
ووفقاً للباحثين، تشير الدراسة إلى أنَّ الفيروس نشأ بالفعل في مقاطعة هوبي الصينية، وليس في أي مكان آخر.
وكتبوا: “نتائجنا تدحض أيضاً مزاعم ظهور أعداد كبيرة من المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى بسبب كوفيد-19 في مقاطعة هوبي قبل ديسمبر/كانون الثاني 2019”.
وبسبب عدد قليل من الإصابات “المتقطعة” في نهاية عام 2019، انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لجامعة جونز هوبكنز، شُخِّص بالإصابة بـ”كوفيد-19″ 121.7 مليون شخص، وتوفي بسببه ما يقرب من 2.7 مليون.
ولا تُظهِر الدراسة أي الحيوانات كان مصدر الفيروس. وتشير الأدلة الجينية إلى أنَّ الخفافيش تحمل فيروساً وثيق الصلة، وترجح أيضاً أنَّ نوعاً آخر وسيطاً من الحيوانات ربما كان مصاباً ثم نقل الفيروس إلى الإنسان في مكان ما.
المطلوب للتحول إلى وباء هو شخص مصاب والكثير من الاتصال بأشخاص آخرين، كما هو الحال في سوق المأكولات البحرية المكتظ، حيث قال البروفيسور ووروبي: “إذا لم يكن الفيروس محظوظاً بما يكفي لتوفر تلك الظروف أمامه، فحتى الفيروسات التي يمكنها التكيف جيداً ستختفي من الوجود”.
وأضاف ووروبي: “يمنحك هذا بعض المنظور؛ فربما تقع هذه الأحداث بتكرار أكثر مما ندرك. لكن الفيروسات لا تنجو، ومن ثم لا نسمع عنها أبداً”.[ads3]