دويتشه فيله : هل حان الوقت لألمانيا أن تفتح متاجرها بعطلة يوم الأحد ؟
في الدولة التي تعد قاطرة الاقتصاد الأوروبي تزدهر التجارة، فيما عدا أيام الأحد حيث تغلق المحلات التجارية أبوابها في جميع أنحاء ألمانيا.
وحتى قبل فرض إجراءات الإغلاق بسبب جائحة كورونا واضطرار أصحاب المحال التجارية لإغلاق أبوابها، ظل الأحد يوماً مقدساً للراحة لكل من تجار التجزئة والمستهلكين على حد سواء.
ويرجع الأمر لقانون إغلاق المحلات، وهو قانون فيدرالي صدر عام 1956، ويمنع المتاجر بجميع أنواعها من فتح أبوابها أيام الأحد والعطلات الرسمية، فضلاً عن فرضه لقيود أخرى.
ولا تفتح المحلات التجارية أبوابها يوم الأحد، إلا في مرات محددة متفق عليها كل عام، وفي حالات استثنائية محدودة متاحة لأنواع معينة من المتاجر.
وفي حوار أجراه موقع “دويتشه فيله” (DW) الألماني، يشير أستاذ التجارة بجامعة “نيدر راين” للعلوم التطبيقية، غيرت هاينهمان، إلى ثلاثة أسباب ستحول دون تغيير الوضع حالياً، وهي ”مقاومة الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية ونفوذ الاتحادات التجارية ومجالس العمل ومعارضة مجالس المدن المحلية”.
بينما يشير المدير العام لثلاثة فروع في برلين لمتاجر ريفه “Rewe” الشهيرة، مايكل ليند، في حوار أجراه موقع “دويتشه فيله”، إلى سبب أخر لمعارضة فتح المتاجر بعطلة يوم الأحد، وهو اعتبار الكثيرين لها ”الوقت المخصص للأسرة”.
وبعيداً عن الأسباب القانونية والدينية والثقافية، تؤمن مجموعة أخرى بضرورة السماح بفتح المتاجر أيام الأحد.
وقال الاتحاد الألماني للتجزئة “HDE” أن ”تجار التجزئة لا يستهدفون فتح المحلات يوم الأحد بشكل عام، ولكنهم في حاجة لأن يكون قانون إغلاق المحلات أكثر مرونة، ومن الضروري لمراكز المدن وقطاع التجزئة ككل أن يكون لديهم القدرة على فتح محلاتهم يوم الأحد أحياناً”، كما يرى الاتحاد أن بعد جائحة كورونا، فإن السماح بفتح المحلات التجارية يوم الأحد يعد ضرورياً، ومن شأنه أن يوفر السبيل لإعادة الحيوية لوسط المدن المرهق، ”وبذلك يصبح التسوق حدث وجزء من رحلة تقوم بها الأسرة”، على حد وصف البيان.
ويقول مايكل ليند أنه شاهد على الأرباح التي يمكن تحقيقها، وذلك من خلال المرات القليلة على مدار العام التي سُمح فيها لمتجره بفتح أبوابه أمام الزبائن أيام الأحد، ويؤمن ليند كذلك بالقيمة التي يمكن أن يمثلها الأمر للتجار في مجال الأزياء والأثاث والأدوات الكهربائية، نظراً للضغط المتزايد عليهم بسبب ما يواجههم من منافسة عبر الإنترنت.
ومن المستبعد أن يتحقق ذلك التغيير قريباً، إذ ثارت تساؤلات حول مدى قانونية اقتراح تقدمت به الحكومة بمدينة ريغينسبيرغ في ولاية بافاريا للسماح بفتح المتاجر في المدينة ليومين إضافيين خلال العام لمساعدة التجار في التعافي من آثار الإغلاق، كما ظهرت معارضة محدودة من مجموعة تسمى التحالف من أجل أيام أحد حرة “Allianz für den freien Sonntag”، والتي تتلقى دعم من جمعيات دينية واتحادات تجارية تسعى للإبقاء على الوضع الحالي لمواعيد فتح المحلات كما هو.
أرثر سوليفان – دويتشه فيله[ads3]