ألمانيا : اتحاد الصحفيين يدق ناقوس الخطر

قال فرانك أوبرال، رئيس اتحاد الصحفيين الألمان، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف يوم الاثنين (الثالث من أيار 2021): “إذا كان عدد أعمال العنف ضد صحفيين قد تضاعف خمس مرات خلال عام واحد، فإن الحقوق الأساسية، وخاصة حرية الصحافة، تواجه مشكلة خطيرة في ألمانيا”، وتابع، قائلاً: “يجب ألا يصبح التعصب وكراهية الأصوات المستقلة واستخدام العنف ضد جميع من يتبنون آراء مختلفة، أمرًا مقبولًا اجتماعيًا في بلدنا.. الأوساط السياسية والشرطة والمجتمع المدني مطالبون بالدفاع عن حرية الصحافة”.

ومن جانبها، أوضحت وزيرة الدولة لشؤون الثقافة والإعلام، مونيكا غروترس: “للأسف نرى بصورة متزايدة أن صحفيات وصحفيين يتعرضون للهجوم، وأن الكراهية والحقد على الإنترنت تؤدي أحيانًا إلى اعتداءات جسدية، وأن المعلومات المضللة تهدد ديمقراطيتنا.. إنني أدين بشدة هذا التحريض والعنف الجسدي بأشد عبارات الإدانة”.

ومن جانبه، صرح مالو دراير، رئيس حكومة ولاية راينلاند بفالتس الألمانية: “لن نقف مكتوفي الأيدي عندما يتم منع صحفيين من أداء عملهم أو يتم مهاجمتهم أثناء مظاهرات مثلا”.

يشار إلى أنه لم يعد أحدث مؤشر لحرية الصحافة نشرته منظمة “مراسلون بلا حدود” في نيسان الماضي يضم ألمانيا بين الدول الرائدة.

ومن بين 180 دولة تم تقييمها، جاءت ألمانيا في المركز الثالث عشر، بتراجع مركزين عن ترتيب العام الماضي.

وكان المتحدث باسم مجلس إدارة المنظمة، مايكل ريديسك، صرح آنذاك: “بسبب العديد من الهجمات خلال المظاهرات ضد التدابير الرامية إلى احتواء الجائحة، كان علينا أن نخفض درجة حرية الصحافة في ألمانيا من جيدة إلى مُرضية فقط، وهذا يعد بوضوح إشارة إنذار”.

وبالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، سوف تصدر الطبعة الجديدة من كتاب “صور لأجل حرية الصحافة” من جانب منظمة “مراسلين بلا حدود”، والذي تقول عنه المنظمة إنه يسلط الضوء على “أهم النقاط الساخنة من نحو 20 دولة فضلاً عن خلفيات متحركة لأحداث إخبارية”، ويتم التركيز هذا العام على الاحتجاجات في بيلاروس، وقالت المنظمة إن “الأزمات والنزاعات السياسية وانتشار فيروس كورونا على مستوى العالم كانت السمة المميزة لعام 2020، وتعرضت حرية الصحافة وحرية التعبير لهجمات جديدة في أعقاب الوباء في أجزاء كثيرة من العالم”.

وفي سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي أهمية استقلالية وسائل الإعلام، وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيف بوريل، الأحد: “حرية الصحافة تعد ركيزة أساسية للمجتمعات الديمقراطية التي لا يمكن أن تزدهر إلا إذا توافر للمواطنين إمكانية الوصول لمعلومات موثوقة وتسنى لهم اتخاذ قرارات مستنيرة”، وأشار بوريل إلى أنه في الوقت الذي أصبحت فيه التغطية الإعلامية المستقلة والحرة أكثر أهمية من أي وقت مضى، ما تزال حرية الصحافة مهددة.

يشار إلى أن منظمات غير حكومية انتقدت تزايد الضغط على صحفيين وعدم استقلالية وسائل الإعلام بشكل كاف في بعض دول الاتحاد الأوروبي أيضاً، وأعربت منظمة “مراسلون بلا حدود” عن استيائها من أنه في بلغاريا مثلاً يمتلك عدد قليل من رواد الأعمال، و”أغلب وسائل الإعلام ويحددون الخط التحريري في إطار تشاور وثيق مع سياسيين بارزين”، وأضافت المنظمة أنه في المجر، قام رئيس الوزراء فيكتور أوربان وحزبه الحاكم “بإخضاع وسائل الإعلام لسيطرتهم تدريجياً”.

وقال بوريل حالياً باسم جميع دول الاتحاد الأوروبي إنه يجب دعم حرية المعلومات وحرية التعبير في كل مكان وحمايتها، وأكد أن الاتحاد الأوروبي عازم على فعل المزيد في هذا الشأن داخل أوروبا وخارجها، لافتاً إلى أن العنف القائم على النوع ضد صحفيات يعد مدعاة للقلق بصفة خاصة. (DPA – AFP – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها