استقالة رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم لهذا السبب !
استقال فريتز كيلر، الاثنين، من رئاسة الاتحاد الألماني لكرة القدم، في أعقاب الضجة التي أثيرت بسبب تصريحاته التي شبه فيها نائبه راينر كوخ بالقاضي النازي رولاند فريسلر.
وكان كيلر قد أعلن قبل أيام أنه مستعد للاستقالة، بعدما شبه كوخ بالقاضي النازي الذي حضر مؤتمر “وانسي”، الذي أطلق شرارة الهولوكوست، وذلك خلال تصريحاته في اجتماع للاتحاد عقد في نيسان الماضي، ولم يجر الإعلان عن مزيد من التفاصيل بشأن ذلك التشبيه.
وذكر كيلر، في بيان: “أتحمل المسؤولية الشخصية عن زلة لساني خلال اجتماع اللجنة التنفيذية، والتي ستظل نقطة محزنة في موقف قيادة الاتحاد”.
وكان كيلر قد تقدم بالاعتذار في وقت سابق من أيار الجاري، لكن كوخ لم يقبل الاعتذار.
وكان فرايسلر قد حضر مؤتمر “وانسي” الذي أطلق شرارة الهولوكوست، كما أنه كان رئيساً لمحكمة الشعب، حيث أصدر ما يقرب من 2600 حكماً بالإعدام في الفترة من 1942 وحتى 1945.
وقال كيلر :”الاتحاد الألماني يجب أن يتغير، يجب أن يستعيد المصداقية والثقة في نزاهته وأدائه”، لكنه أشار إلى أنه وجد “مقاومةً وجدران” في الاتحاد، عندما حاول “إضفاء الاحترافية والتحديث” على الهياكل الحالية.
ويواجه الاتحاد الألماني، وهو أكبر اتحاد لرياضة واحدة في العالم، حيث يضم أكثر من سبعة ملايين عضو، عدة فضائح منذ أعوام، كان أبرزها القضية الخاصة بتحويلات مالية مثيرة للشبهات على هامش استضافة ألمانيا لكأس العالم 2006.
وكان فولفغانغ نيرسباخ قد استقال من رئاسة الاتحاد عام 2015 بسبب قضية كأس العالم، كما استقال خليفته راينهارد غريندل من رئاسة الاتحاد في 2019، إثر الضجة التي أثيرت حول قبوله ساعة باهظة الثمن، وقد تولى كيلر المنصب خلفاً لغريندل.
وقال كيلر إنه “لم ينجح في تحقيق تعاون جماعي وموثوق به في أجهزة الاتحاد الألماني”، وأشار إلى أنه بعد إجراء مداهمة ضريبية أخرى لمكاتب الاتحاد الألماني، أدرك أنه “غالباً ما كان الأمر يتعلق بصراع داخلي على السلطة وعلى الحصول على المزايا وكذلك تحسين الصورة في الحياة العامة”.
وأضاف أن تنفيذ برنامجه كثيراً ما كان “صعباً أو مستحيلاً في عدة جوانب”.
وأوضح: “كان علي الدخول في صراعات قانونية من أجل تطبيق الشفافية ومن أجل الحق في الحصول على المعلومات التي كانت تتعلق بمصالح الاتحاد”.
واعترف كيلر بأن سلوكه غير اللائق كان “مخزياً” للاتحاد، مضيفاً: “لكن استقالتي لن تحل مشكلات الاتحاد وكرة القدم”.
ومع ذلك، قال إن المناقشات بشأن التغييرات الضرورية في الاتحاد الألماني والتي بدأت في الأيام الأخيرة، منحته الأمل، ونادى بتدابير قصيرة المدى، مثل التجديد في المناصب الرفيعة في الاتحاد وتوضيح “جميع المخالفات المحتملة وسوء التصرف في الاتحاد الألماني، من خلال متخصصين خارجيين معترف بهم بشكل علني”.
وكان الاتحاد الألماني قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي أنه سيجرى فسخ عقد الأمين العام فريدريش كورتيوس، الذي يواجه أيضاً تحقيقات من قبل المحكمة الرياضية بالاتحاد الألماني وخسر اقتراعاً بالثقة من جانب قادة الاتحادات الإقليمية.
وكذلك ينتظر صدور قرار المحكمة بشأن قضية كيلر خلال الأيام القليلة المقبلة، بغض النظر عن قراره بالاستقالة. (DPA)[ads3]