دويتشه فيله : التبرع بالأعضاء البشرية .. تعرف على البدائل المتوفرة مستقبلاً !

يمكن للأعضاء التي يتم تربيتها وإنمائها في المختبرات أو أعضاء الحيوانات أن تُعوض مستقبلاً الأعضاء البشرية المُتبَرع بها وتحل بالتالي الشح الذي يعرفه مجال التبرع بالأعضاء البشرية.

وبين عامي 1963 و2020، تم إجراء أكثر من 584 ألف عملية لزرع الأعضاء في ألمانيا: أكثر من 90 ألف كلية وحوالي 27 ألف كبد وقرابة 14 ألف قلب و6 آلاف وتسعمئة وستون رئة وأكثر من 4 آلاف بنكرياس.

وكان أول عضو تم زراعته بنجاح في هذا المجال يتعلق بالكلية عام 1954، هذا العضو الذي يتصدر رأس قائمة الأعضاء المرغوب فيها.

وطور دومينغو ليوتا من الولايات المتحدة الأمريكية أول قلب اصطناعي في معهد تكساس للقلب في هيوستن، في 4 نيسان 1969، وتم استخدامه عند مريض يبلغ من العمر 47 عاماً، وبعد 65 ساعة تم استبداله بقلب بشري سليم، ومع ذلك توفي الرجل بعد وقت قصير.

وحتى بعد مرور أكثر من 50 عاماً على هذه العملية، لا يصلح القلب الاصطناعي كحل دائم ولا يمكن أن يحل محل عضو بشري، ولكن يمكنه سد فترة زمنية معينة حتى يتوفر قلب بشري، والأشخاص الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى قلب ينتظرون إلى ما يصل عامين، خلال هذا الوقت يمكن للقلب الاصطناعي أن يدعم قلب المريض الطبيعي على الأقل، لكن الأمر محفوف بالمخاطر.

ولم يتمكن الباحثون حتى الآن من تطوير قلب اصطناعي يعمل بشكل جيد، ولكن هناك أمل على أن تعمل القلوب الاصطناعية مستقبلاً، ليس فقط في المرحلة الانتقالية، وإنما كحل نهائي للعديد من مرضى القلب.

والهدف من هندسة الأنسجة “الهندسة الطبية الحيوية” هو تصنيع أعضاء بشرية في المختبر، وتعتمد هذه الهندسة على خلايا الجسم في إنتاج الأعضاء الكاملة صناعياً، وهذه العملية معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً، ووفقا ًلنظرية الهندسة الطبية الحيوية، يتم تكاثر الخلايا الجذعية أو الخلايا النسيجية للمريض في المختبر ويتم تطويرها إلى عضو جديد لاستخدامه بعد ذلك في الزراعة العضوية.

ويتفق الخبراء على أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يتم زرع عضو اصطناعي يتولى مهام العضو الأصلي، ويرى الخبراء الإشكال في حجم العضو، فالأعضاء التي يتم إنتاجها ليست كبيرة بما يكفي، مقارنةً بالعضو البشري الأصلي، ولذلك، يجب على الباحثين تطوير عمليات يمكنهم من خلالها إنتاج أعضاء تقترب قدر الإمكان العضو الأصلي.

ومنذ فترة طويلة والعمل بطابعات ثلاثية الأبعاد يكتسح المجال تلو الآخر، وكذلك في المجال الطبي تبعث هذه الطابعات الأمل في أن تتمكن يوماً ما من طباعة أعضاء تعمل بكامل طاقتها، ويمكن للطابعات ثلاثية الأبعاد أن تقوم ببناء أجزاء الطبقة تلو الأخرى فوق بعضها البعض بواسطة الكمبيوتر ووفقاً لأبعاد معينة باستخدام مواد صلبة وسائلة لهذا الغرض.

وفي المجال الطبي أيضاً، تمكن الباحثون بالفعل من إنتاج عدد من أجزاء الجسم بنجاح باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد، ومن بين هذه المنتوجات المبايض الاصطناعية وكذلك العظام والغضاريف والأنسجة العضلية، وفي عام 2019، قام باحثون إسرائيليون بطباعة قلب من الأنسجة البشرية، ومع ذلك فإن كل هذه الجهود بعيدة كل البعد عن الغرض المرغوب فيه.

ويعتمد العلماء على الخنزير كحيوان رئيسي في الأبحاث والتجارب، لأن أعضائه تشبه من الناحية الفسيولوجية أعضاء البشر، وهذا من شأنه أن يُحول الحيوانات إلى مصانع للأعضاء، إذا جاز التعبير، وأجرى الباحثون بالفعل تجارب أولية على القردة ولكن لم تنجح بشكل خاص، حيث تم رفض الأعضاء بسرعة كبيرة.

وقام الجراح الفرنسي، البروفيسور آلان كاربونتيي، بتطوير صمامات قلب بيولوجية في وقت مبكر من السبعينيات، وهي مصنوعة من أنسجة حيوانية وخطر رد فعل الرفض لديها منخفض، على عكس صمامات القلب الاصطناعية، وبفضل هذه العملية، لا يضطر المرضى إلى تناول مسيلات الدم مدى الحياة حيف تقوم صمامات القلب بتوجيه الدم في الاتجاه الصحيح مع كل نبضة قلب.

وتم استخدام صمامات قلب الخنزير بنجاح لعقود من الزمن، ولكن عمرها محدود لأنها عرضة للتآكل الطبيعي، وغالباً ما يستخدم الأطباء صمامات قلب الحيوانات، بما في ذلك تلك المصنوعة من أنسجة الماشية، عند كبار السن، والعملية الآن إجراء روتيني.

وخطت الأبحاث الآن أيضاً مرحلةً كبيرةً في عمليات زرع القرنية لندرة المتبرعين، ففي الأبحاث المختبرية التجريبي، يمكن تعديل الخلايا من قرنيات الخنازير بطريقة لا تسبب أي تفاعلات مناعية لدى البشر، ويقوم الجراحون بإجراء 6 آلاف عملية زرع القرنية في السنة، ومثل هذه العمليات ضرورية إذا كانت القرنية غائمة أو مصابة وتعرضت لضعف شديد في البصر أو كان هناك خطر على المريض بأن يصاب بالعمى.

وإذا كان المرض متقدماً بالفعل، يمكن للقرنية المتبرع بها أن تحل محل القرنية المتعطلة، ويمكن استعادة بصر المتضررين إلى أقصى حد ممكن وتحسين نوعية الحياة بشكل كبير، وهناك نوعان من الإجراءات الشائعة لهذه العملية، إما إزالة العين بأكملها أو إزالة القرنية وبياض العين المحيط بها لإجراء العمليد. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها