لوف يحتاج للمغامرة أكثر من المثابرة في التحدي الأخير مع المنتخب الألماني

بعد 15 عاماً قضاها في منصب المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم (مانشافت)، يواجه المدرب يواخيم لوف حالياً التحدي الأخير في مسيرته التدريبية مع الفريق.

وبرهن لوف في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل على أن المثابرة يمكنها أن تسفر عن لقب.

ولكنه الآن لا يمتلك الوقت الكافي للمثابرة، وإنما يحتاج إلى المغامرة وأن يحاول، من خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020)، التأكيد على أن الانتقادات التي وجهت إليه في الفترة الماضية لم تكن صائبة وأنه ما يزال لديه ما يقدمه مع المانشافت.

وصرح لوف (61 عاماً)، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل يورو 2016 بفرنسا، قائلاً: “ألقاب الماضي لا تساعد في الحاضر أو المستقبل.. علينا الآن أن ننظر للأمام ونعيد اكتشاف أنفسنا في بعض الأمور، هذه هي المهمة التي نواجهها”.

وبالفعل يحتاج لوف إلى التركيز بأكبر شكل ممكن في الاختبار الصعب الذي ينتظره في يورو 2020، ليس فقط لأنه لا قيمة لألقاب أو إنجازات الماضي، ولكن لأن هذه البطولة ستكون الفرصة الأخيرة له مع الفريق.

وإزاء الضغوط التي تعرض والاتحاد الألماني للعبة لها في الفترة الماضية، أعلن لوف في التاسع من آذار الماضي أنه سيترك تدريب المانشافت بمجرد انتهاء مسيرة الفريق في يورو 2020، كما أعلن الاتحاد الألماني للعبة في 25 أيار أن هانزي فليك، المدرب المساعد للوف سابقاً والمدير الفني لبايرن ميونخ في الموسمين الماضيين، هو من سيخلف لوف في تدريب المانشافت وذلك بعقد يمتد حتى 2024.

وكانت أبرز اللحظات في مسيرة لوف التدريبية حتى الآن عندما رفع مع فريقه كأس العالم في 13 تموز 2014، بالفوز في النهائي على المنتخب الأرجنتيني بهدف نظيف سجله ماريو غوتزه.

ويتسم لوف، المهاجم السابق، بالميل للنواحي الخططية بشكل كبير، إضافةً لاهتمامه بأدق التفاصيل في أداء الفريق.

وسجل غوتزه هدف الفوز الثمين في نهائي المونديال البرازيلي، بعدما دفع به لوف بديلاً، وقد همس له حينها، قائلاً: “عليك أن تظهر للعالم أنك أفضل من ميسي”، فيما لم ينجح ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة في قيادة المنتخب الأرجنتيني للتتويج باللقب العالمي.

وظل لوف يعمل مع المنتخب الألماني لسنوات انتظاراً لهذه اللحظة، حيث بدأ لوف عمله مع الفريق قبل 2006، وذلك عندما تولى منصب المدرب المساعد للمدير الفني السابق يورغن كلينسمان في 2004، وفاز معه بالمركز الثالث في كأس العالم 2006 بألمانيا، قبل أن يخلف كلينسمان في منصب المدير الفني للفريق بدايةً من 2006ً.

وعلى مدار هذه السنوات الطويلة التي تولى فيها مسؤولية الفريق، نجح لوف في تعليم لاعبيه أن القوة والأداء الخططي وإجادة ألعاب الهواء (التعامل مع الكرات العالية) يمكنها أن تتواجد مع السرعة والأداء الفني والتمرير الجيد والاستحواذ على الكرة، ولكنه سيكون بأمس الحاجة الآن لتعليمهم شيئاً إضافياً، وهو ضرورة اقتناص الفرصة من أجل تحقيق النجاح في الخطوة الأخيرة له مع المانشافت.

واستجاب لوف للمطالبات التي حاصرته في الموسمين الماضيين بأن يعيد المدافع ماتس هوملز وصانع اللعب توماس مولر لصفوف المانشافت، بعدما استبعدهما من الفريق منذ تشرين الثاني 2018.

وبالفعل، ضم لوف مولر وهوملز لقائمة المانشافت في يورو 2020، ولم يعد أمامه سوى أن يخرج ما تبقى في جعبته الخططية ليقود الفريق إلى ترك بصمة جيدة في يورو 2020، رغم صعوبة المنافسة من ناحية، والترشيحات المتوسطة التي تسبق الفريق إلى هذه النسخة من البطولة الأوروبية.

ونظراً للجهد الكبير المبذول على مدار سنوات قبل الفوز بلقب المونديال البرازيلي وحالة الإنهاك التي عانى منها لوف من العمل مع الفريق، استغرق لوف بعض الوقت للاستمتاع بهذا اللقب الذي طال انتظاره، حيث كان الأول للمنتخب الألماني في بطولات كأس العالم منذ 24 عاماً، وبالتحديد منذ مونديال 1990 بإيطاليا.

واعترف لوف، بعد عام من نهائي المونديال البرازيلي: “لم تكن لدي القوة للاحتفال والفرحة بهذا اللقب”.

ولم يكن لقب المونديال البرازيلي وإحراز اللقب العالمي الرابع للمانشافت بمثابة تتويج لفترة عمل طويلة فحسب، وإنما كان، بالنسبة للوف، بمثابة بداية لمرحلة جديدة لها تحديات مختلفة.

واستطاع لوف التعامل مع حالة الارتباك والتوتر التي سادت بعد خسارة المانشافت أمام المنتخب الإسباني في نهائي يورو 2008، وكذلك بعد خروج الفريق من المربع الذهبي في بطولتي كأس العالم 2006 و2010، حيث كان بحاجة إلى التعلم من مثل هذه التجارب في طريقه إلى الفوز باللقب العالمي عام 2014.

ولكن لوف لم يستطع تحمل الضغوط التي طاردته بعد الخروج صفر اليدين من رحلة الدفاع عن اللقب العالمي في مونديال 2018 في روسيا، لا سيما وأن الفريق ودع البطولة من الدور الأول (دور المجموعات).

وقدم لوف والمانشافت مسيرةً جيدةً في التصفيات المؤهلة ليورو 2020، حيث تصدر مجموعته بعدما حقق سبعة انتصارات وخسر مباراة واحدة، وسجل لاعبوه 30 هدفاً في المباريات الثمانية، فيما اهتزت شباكه سبع مرات فقط، ولكن ظل خروج الفريق صفر اليدين من النسختين الأولى والثانية لبطولة دوري أمم أوروبا والهزيمة القاسية صفر / 6 أمام إسبانيا بدوري الأمم في 17 تشرين الثاني الماضي محطات صعبة وسيئة في مسيرته التدريبية مع الفريق.

وإزاء الضغوط الإعلامية وفشل الفريق في ترك بصمة جيدة خلال الفترة الماضية، كان لوف مضطراً للرحيل عن صفوف الفريق، ولكنه أكد أن هذه الخطوة ستكون عقب يورو 2020. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها