دويتشه فيله : منتدى DW للإعلام العالمي .. مكافحة المعلومات المضللة و الشعبوية

يشارك في نسخة هذا العام من “منتدى DW للإعلام العالمي” العديد من الشخصيات الإعلامية وصناع القرار من شتى بقاع العالم تحت شعار ” الاضطراب والابتكار”.

وفي واقع غير مسبوق، انطلق المنتدى في نسخته الرابعة عشر، يوم الثلاثاء، ويستمر حتى الأربعاء، وسيكون في صدارته البحث في كيف تطور الإعلام وواجه المعلومات المضللة خلال وباء كورونا وهل بإمكان الإعلام إيجاد طريقاً للعودة إلى الحقيقة والمصداقية والدقة.

وبعد إلقاء مدير عام شبكة “DW” الإعلامية، بيتر ليمبورغ، كلمته، قام عدد من الشخصيات البارزة من ألمانيا، وعلى رأسهم المستشارة أنغيلا ميركل، وأرمين لاشيت، مرشح الاتحاد المسيحي الحاكم لمنصب المستشارية، وأنالينا بيربوك، مرشحة حزب الخضر الألماني لمنصب المستشارية، بافتتاح المنتدى.

ويعقب هذا مشاركة كبيرة من شخصيات عالمية ذات ثقل كبير على الساحة الإعلامية الدولية، من بينهم الصحافية الاستقصائية ومديرة الموقع الإعلامي الإلكتروني (رابلر)، ماريا ريسا، والمؤخر الأمريكي تيموثي سنايدر، وأستاذُ علم النفس ستيفن بينكر، وليما غبويـ الحائزة على جائزة نوبل للسلام.

ويمثل المشاركون في المؤتمر كافة أطياف المجتمع المدني والثقافة والعلوم.

ويعد من أبرز المشاركين في المنتدى المدون البرازيلي فيليبي نيتو، الذي ذاع صيته بعد انتقاده حكومة الرئيس جايير بولسونارو، ليصبح شخصية مثيرة للجدل في بلاده والعالم بسبب معاركه ضد الرقابة، ما أدى في النهاية إلى تلقيه تهديدات بالقتل وتعرضه لحملات تشويه بسبب هجومه على بولسونارو.

وفي مقابلة مع شبكة “DW”، قال نيتو: “عندما نواجه الفاشية والفاشيين، فإن أي شخص يلتزم الصمت يعد شريكاً لهذا النظام الفاشي”، وأضاف: “من وجهة نظري إنه أمر مخجل أن يلتزم الفنانون والشخصيات المؤثرة في البرازيل الصمت في وقت يتولى هذا النظام زمام الأمور في البرازيل.. أدافع عن رأيي وأعتقد أنه لا يمكن أن أبقى صامتاً عندما يكون رئيس بلادنا بولسونارو”.

ويتابع نيتو 41 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، ويمتلك قناة على اليوتيوب، مشترك فيها 17 مليون شخص، لذا فهو يدرك بشكل جيد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها.

وهو ما يؤكده، بقوله: “عندما يتابعك مليون شخص فإنك إذ قلت غير الحقيقة أو تحدثت عن شيء دون دراية أو بحث، فسيكون نتيجة هذا هو تضليل مليون شخص.. هذه هي المسؤولية الرئيسية التي أتحملها وأخذها على محمل الجد بشكل كبير”.

ويتفق في هذا الرأي الصحافي النيجيري المخضرم سايمون كولاولي، الذي أشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “تويتر” و”فيسبوك”، أصبحت سلاحاً ذو حدين في سياق نشر المعلومات.

ويوضح هذا، بقوله: “يمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لصالح الخير والشر، فكما ساعدت المنصات الكبيرة، مثل تويتر وفيسبوك، الصحافيين في نشر أعمالهم الصحافية وانتشارها، إلا أنها في الوقت نفسه وفرت مساحةً كبيرةً للغوغاء، لكي يتجمعون ويعبرون عن آرائهم بطريقة سلطوية ومزعجة”.

ومن بين المشاركين في المنتدى قادة في كبرى الشركات التكنولوجية، مثل جاسبر دوب، رئيس الشراكات الإعلامية لـ”فيسبوك”، وأيضاً فيليب جوستوس، نائب شركة “غوغل” لمنطقة وسط أوروبا.

ومع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي واتساع تأثيرها والرقابة، تزايد القلق حيال سلامة الصحافيين، ليس فقط المخاوف من تعرضهم لاعتداءات أو مضايقات، وإنما أيضاً ملاحقات قانونية.

وتسلط أيرين خان، المقررة الأممية الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، الضوء خلال مشاركتها في المنتدى على حرية الإعلام ومخاوفها حيال سلامة الصحافيين خاصة الصحافيات، وتقول خان في مقابلة مع شبكة “DW” إنها تلاحظ مؤشرات مقلقة فيما يتعلق بسلامة الصحافيين وتعمل على مكافحتها.

وتضيف خان في هذا السياق، قائلةً: “يعتمد الصحافيون على الوصول إلى مصادر تشعر بالأمان لمشاركة معلومات في قضايا حساسة، وفي كثير من الأحيان يعاني الصحافيون من إجراءات انتقامية بسبب عملهم الاستقصائي، وفي كثير من الأحيان أيضاً يُرغمون على الإفصاح عن مصادرهم التي تتعرض في أحيان كثيرة لاعتداءات ومضايقات ومحاكمات”.

والكاتبة البريطانية التركية، إليف شفق، هي الأخرى ممن سيتحدثن خلال المنتدى عن قضية الاعتداء على حرية التعبير والحاجة إلى التنوع والتباين في الأصوات الإعلامية، وتوضح إلى هذا الأمر في مقابلة مع شبكة “DW”، بقولها: “أنا من تركيا، لذا أعرف جيداً ثقل الكلمة وتداعيات أي تصريح يمكن قوله خلال مقابلة صحافية.. قد يسفر كتابة عبارة أو جملة في كتاب عن مواجهة المحاكمة أو حملات شيطانية أو التعرض لهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي أو من الإعلام”.

وأضافت: “نعيش في عالم لا يحتفي بالتعددية أو حتى يفهمها.. نعيش في عالم يختزلها في هويات ضيقة فقط مجرد تهديدات للهويات، أريد أن أحتفي بالتعددية”.

يشار إلى أن شفق تعرضت للمحاكمة في تركيا بتهمة “إهانة الهوية التركية” في روايتها “لقيطة إسطنبول”، التي تطرقت إلى مذابح الأرمن في الحرب العالمية الأولى، لكن تم تبرئتها في عام 2006.

وسيركز منتدى “DW للإعلام العالمي” على إيجاد حلول من أن أجل تعزيز الصحافة وتقدمها إلى الأمام، وفي ذلك، يؤكد نويل كوران، المدير العام لاتحاد الإذاعات الأوروبية، على ضرورة تعزيز دور وسائل الإعلام العامة في قضية تأخذ حيزاً كبيراً في الوقت الحالي على الأقل في القارة الأوروبية.

وهو ما يوضحه كوران في مقابلة مع شبكة “DW”، بقوله: “خلال الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا، تقدمت وسائل الإعلام العامة وتزايد دورها في بث أخبار جديرة بالثقة، فضلاً عن تقديمها مواد تثقيفية وترفيهية فقد كان الناس في حاجة ماسة إليها.. تظهر الإحصائيات أن الجمهور اتجه إلينا بأعداد كبيرة”.

بيد أن كوران يسلط الضوء على قضية تمويل وسائل الإعلام العامة بعد أزمة كورونا وهو ما يعد أمراً هاماً، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي “في حاجة إلى تمرير تشريعات ذات مغزى” لصالح وسائل الإعلام العامة، وقال إن “هناك حاجة ماسة لضمان السيادة الرقمية لأوروبا حتى يستمر الجيل القادم في الاستفادة من وسائل الإعلام العامة القوية”.

يشار إلى أن القادة الأوروبيين قدموا مشروعاً يسمى “السيادة الرقمية” من أجل تضافر الجهود لتعزيز الابتكار داخل الدول الأوروبية وتعزيز السيادة الرقمية للاتحاد الأوروبي ودعم التحول الرقمي.

كاثلين شوستر – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها