أم بريطانية تقضي شهراً كاملاً مع جثمان رضيعتها الميتة
في واقعة غريبة، حصلت سيدة بريطانية على جثة ابنتها التي توفيت عقب ولادتها ببضعة أشهر، بعدما لم تتحمل فراق طفلتها الميتة؛ فقضت معها شهراً وأخذتها إلى المنزل وقرأت لها القصص، طبقاً لما أوردته صحيفة “صن” البريطانية.
إذ صدر تصريح يسمح لـ “إيمي دوتش” بأخذ جثمان ابنتها “أليسيا ماي” إلى المنزل أثناء التحضير لجنازتها بعد ولادتها في الأسبوع الـ26 في 18 أبريل/نيسان من العام الجاري، وكانت تزن نحو نصف كيلو فقط.
من جهتها، قالت السيدة، التي كانت أماً لأول مرة، والبالغة من العمر 25 عاماً، إنها تمكنت من الوصول إلى سرير الوداع الخاص المدمج بمرتبة تبريد لمنع فساد الجثة، مما أتاح لها الفرصة لصناعة “ذكريات لا حد لها”، منها أنها قضت ساعات تقرأ لها قصص حرب النجوم Star Wars، والتجول معها حول المنزل، وهزها، والغناء لها.
كما تمكنت إيمي، التي تعيش في لندن، من التقاط الكثير من الصور، والأهم من كل ذلك أنها أمضت أسابيع تنام بجوار طفلتها الميتة، بداية في المستشفى ثم في منزل عائلتها لاحقاً.
يشار إلى أن السرير المجهز بنظام التبريد الخاص يتيح للآباء المفجوعين قضاء وقت ربما لن يتمكنوا من الحصول عليه بطريقة أخرى، مع أطفالهم الميتين.
في هذا الإطار، تروي إيمي لمجلة Fabulous البريطانية جانباً من مأساتها، إذ أشارت إلى أنها طوال فترة حملها كانت متعلقة بذلك التصور، خاصة حينما تخلد إلى النوم، في حين كانت تحتضن سلة رضيعتها على سريرها ثم تستيقظ على صوت بكائها.
إيمي أردفت: “لن تكتمل هذه الصورة أبداً، لكن حقيقة أنه لا يزال بإمكاني جعل نصفها حقيقة غمرت أجزاء من قلبي، ظننتها ماتت مع ابنتي، بالدفء”، موضحةً أنها تعلم أن “فكرة البقاء في المنزل مع طفل ميت قد لا تكون فكرة مريحة للجميع، لكن أظن أننا نتعامل مع الحزن بشكل مختلف. فاصطحابها إلى المنزل سمح لي بتغيير ملابسها وبطانيتها، وأن أمارس دور الأمومة بنشاط”.
في حين أكملت الأم المكلومة: “صار لديَّ الآن صور لطفلتي في غرفتي وهذا يغمرني بالبهجة. كان هناك شيء مريح للغاية عند رؤيتها في المنزل بين أشيائها التي تنتمي إليها. أشعر بأن رحلتها صارت أكثر اكتمالاً”.
وبحسب موقع “عربي بوست”، كانت إيمي تزور ابنتها كل يوم في المشرحة، بعد مغادرة المستشفى.
إلا أنها بعد مرور أكثر من أسبوع، بدأت تشعر بالتعب وصارت طريحة الفراش، بسبب الإنفلونزا، ولم تعد قادرة على زيارتها.
على أثر ذلك، رتبت إحدى الممرضات، التي كانت تشعر بالحزن على فقد الطفلة، لإعارة إيمي سرير وداعٍ؛ حتى تتمكن من أخذ رضيعتها إلى المنزل لآخر 12 يوماً قبل الجنازة.
انطلاقاً من تجربتها، عقدت إيمي العزم على التأكد من أن سرير الوداع يشكل خياراً لمزيد من النساء، وأن تكون تلك المرافق متاحة بسهولة في جميع أنحاء البلاد. وهي بصدد إنشاء جمعية خيرية للمساعدة في الوصول إلى نساء مثلها.
بدوره، ذكر متحدث باسم مؤسسة NHS Foundation Trust التابعة لمستشفى كينجز كوليدج في لندن، أن أسرَّة الوداع تم التبرع بها للمستشفى عن طريق مؤسسة 4Louis الخيرية، منوهاً إلى أن تلك الأسرَّة تدعم الآباء خلال أصعب أوقات حياتهم، إذ تسمح لهم بأخذ طفلهم إلى المنزل في ظل استيعابهم للمشاعر المدمرة بعد ولادة الجنين الميت أو الإجهاض.[ads3]