عُثر عليها في ألمانيا .. ما الذي تكشفه هذه العظمة المزخرفة بشأن تفكير إنسان نياندرتال ؟
تغير قطعة صغيرة من العظم كانت تنتمي إلى غزال عملاق من العصر الجليدي طريقة تفكيرنا في إنسان نياندرتال.
وتم العثور على إصبع غزال مزخرف في كهف “Einhornhöhle” شمال ألمانيا، وتتميز العظمة بنمطها الهندسي المحفور، وهي تعود إلى ما لا يقل عن 51 ألف عام.
ويجدد هذا الاكتشاف الجدل حول مدى قدرة إنسان نياندرتال، الذي اختفى منذ حوالي 40 ألف عام ، على التعبير الفني، والتفكير الرمزي، وما إذا كان قد طور هذه المهارات بنفسه، أو من خلال التفاعل مع البشر المعاصرين الأوائل.
وتُعتبر العظمة “أكثر أشكال التعبير الثقافي تعقيداً، والمعروفة حتى الآن، لدى إنسان نياندرتال”، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة “Nature”.
ويبدو أن ليس للعظمة الصغيرة فائدة عملية، بحسب ما قاله فريق الباحثين الألمان، ويبدو أن الخطوط الثلاثة المتوازية التي تزينها أُنشئت عن قصد، ومن المحتمل أنه كان عبارة عن حلية شخصية.
وأكدت الباحثة في مركز أبحاث التطور البشري، وفي قسم علوم الأرض بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، سيلفيا م بيلو، في تعليق مرفق بالبحث أن “اختيار المادة، وتحضيرها قبل النحت، والتقنية الماهرة المستخدمة في النقش جميعها تدل على الخبرة المتطورة”.
ولم تشارك بيلو في البحث.
وتنتمي العظمة إلى غزال عملاق، وهو حيوان كان من الممكن أن يكون نادراً جداً شمال جبال الألب في ذلك الوقت.
ولذلك، قال الباحثون إن اختيار عظم الغزال يؤكد الطابع الخاص للقطعة، ويدعم فكرة أنه كان يتميز بمعنى رمزي.
ولفهم كيفية صنع القطعة، صنع الباحثون نسخهم الخاصة منها، وقاموا بالنحت على 5 عظام تنتمي إلى أبقار من نوع “Limousin”.
وعولجت العظام بطرق مختلفة، وكانت إحداها طازجة، وجُففت أخرى بدرجة حرارة الغرفة، بينما جُففت الثالثة في الهواء الطلق، وسُلقت العظمة الرابعة مرة واحدة، وسُلقت العظمة الخامسة مرتين.
وذكر باحث مشارك في الخدمة الحكومية للتراث الثقافي في ساكسونيا السفلى في ألمانيا، ومؤلف الدراسة، ديرك ليدر، أن العمل مع العظم الطازج كان “صعباً جداً”.
ولاحظ ليدر وزملاؤه أن العظام المسلوقة وفرت سطحاً أكثر ليونة لإجراء شقوق بطريقة تشبه إلى حد كبير القطعة الأصلية.
واستغرق الأمر حوالي ساعة ونصف لصنع الجسم باستخدام مزيج من القطع، والكشط.
ويُعتقد أن الإنسان العاقل وصل لأول مرة إلى أوروبا منذ حوالي 45 ألف عام، وتداخل مع إنسان نياندرتال لآلاف الأعوام.
وخلال ذلك الوقت، صادفت المجموعتان بعضهما البعض، وقامتا بممارسة الجنس، وإنجاب الأطفال، وترك ذلك آثار الحمض النووي لإنسان نياندرتال في جيناتنا.
ونظراً لعمره، قال مؤلفو الدراسة إنهم يعتقدون أن عظم الغزال المزخرف كان ناتجاً من إنسان نياندرتال، وأنه ليس مرتبطاً بأي تفاعل مع الإنسان العاقل. (CCN)[ads3]