الأطباء ظنوا أنهم أعطوه أوكسجين .. غاز الضحك يقتل مولوداً في أستراليا
كشف تحقيق قضائي، في مدينة سيدني بأستراليا، أن طفلاً حديث الولادة توفي بعد حوالي ساعة من إعطائه غاز الضحك عن طريق الخطأ، بدلاً من الأوكسجين.
صحيفة “إندبندنت” البريطانية، قالت إن الطفل جون غانم تلقى غاز الضحك (أكسيد النيتروز) بسبب خطأ ناجم عن الإهمال في تركيب المعدات في المستشفى الذي وُلد به، وهذا الخطأ الفادح كان قد أدى بالفعل إلى إصابة طفلة بتلف دائم في الدماغ قبل حادثة جون.
وفي اليوم التالي لوفاة جون، قدم مدير قسم التوليد في مستشفى بانكستاون ليدكومب “طلباً ذا أولوية قصوى” لفحص لوحة الغاز في غرفة العمليات، لكن هذا الفحص لم يُنفذ إلا بعد ستة أيام أخرى، وفقاً لتقرير صادر عن التحقيق في صحيفة Sydney Morning Herald.
من جانبها، قالت دونا وارد، المحامية في التحقيق، إنه “من قبيل الصدفة ألا يحتاج أي طفل آخر إلى الأكسجين” من لوحة الغاز خلال تلك الفترة، مشيرةً إلى أن التحقيق في محكمة ليدكومب كورونرز، الذي بدأ يوم الإثنين 12 يوليو/تموز ومن المقرر أن يستمر أسبوعين، سيركز على ملابسات وفاة جون “لتقليل احتمالات تكرارها”.
وُلد جون، الطفل الرابع ليوسف وسونيا غانم، بعملية قيصرية في الساعة 11.54 صباحاً في 13 يوليو/تموز عام 2016 بعد اكتشاف الأطباء عدوى بكتيرية في مجرى الدم (إنتان الرضع).
وقد وضع في غرفة إنعاش حديثي الولادة حين لاحظ الأطباء التفاف جزء من الحبل السري حول رقبته وعدم تنفسه بشكل سليم، وقالت دونا: “كان جون يبكي بكاءً ضعيفاً، ولكن تنفسه لم يكن منتظماً”.
ثم جرى تزويد المولود بالأوكسجين من منفذ غاز عليه علامة الأوكسجين على لوحة مثبتة على الحائط، وأجريت له عملية إنعاش قلبي رئوي، ولكن أعلنت وفاته بحلول الساعة 12.51 مساءً.
وبحسب ما ذكر موقع “عربي بوست”، في الحادث السابق في غرفة العمليات نفسها في يونيو/حزيران عام 2016، أصيبت أميليا خان بتلف في الدماغ بسبب تلقيها غاز الضحك، ولم يكن متوقعاً أن تعيش أكثر من بضعة أشهر. وتبلغ أميليا من العمر الآن خمس سنوات وتعاني من شلل دماغي رباعي.
ما غاز الضحك؟
غاز الضحك هو أكسيد النيتروز، وهو مادة عديمة اللون والرائحة، عند استنشاق هذا الغاز، فإنه يُبطئ من وقت رد فعل الجسم، وهذا يؤدي إلى الشعور بالهدوء والبهجة، يمكن استخدام أكسيد النيتروز لعلاج الألم، وهو يعمل أيضاً بمثابة مهدئ خفيف، لهذا السبب، يستخدم أحياناً قبل إجراءات طب الأسنان لتعزيز الاسترخاء وتقليل القلق والتوتر، يعمل غاز أكسيد النيتروز سريعاً بمثابة مسكن، لكنه لا يستغرق وقتاً طويلاً حتى تتلاشى آثاره.
اكتشف الكيميائي همفري ديفي أكسيد النيتروز في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وقد استخدم طبياً لسنوات عديدة، لكن له العديد من الاستخدامات الأخرى، فغالباً ما يُستخدم في صناعة تجهيز الأغذية، وصناعة أشباه الموصلات، وهي مواد صلبة تكون مقاومتها الكهربائية ما بين الموصلات والعوازل.
يوجد أكسيد النيتروز بشكل شائع في علب معدنية مضغوطة، تفتح العلبة وينقل الغاز إلى وعاء، عادةً ما يكون بالون، ثم يستنشق من البالون، استنشاق أكسيد النيتروز مباشرةً من العلبة أمر خطير للغاية لأن الغاز يتعرض لمثل هذا الضغط العالي، ويمكن أن يُسبب تشنج في عضلة الحلق وإيقاف لتنفس الشخص.
كيف يشعر الشخص بعد استنشاق أكسيد النيتروز؟
كما سبق الذكر، يُبطئ أكسيد النيتروز عقلك واستجابات جسمك، وتختلف آثاره حسب مقدار الاستنشاق، تلقي أكسيد النيتروز يمكن أن يُسبب: مشاعر النشوة والاسترخاء والهدوء، نوبات الضحك، ومن هنا جاءت تسميته “غاز الضحك”، حدوث الهلاوس السمعية والبصرية فترى أو تسمع أشياء غير موجودة.
يعتمد طول المدة التي تستغرقها التأثيرات أيضاً على مقدار ما تناولته، وحجم جسدك، وما إذا كنت قد تناولت الطعام أم لا، وما هي الأدوية الأخرى التي تناولتها أيضاً.
وعلى الرغم من أن الآثار الجانبية يمكن أن تحدث بمُجرد استنشاق أكسيد النيتروز، فإن العديد من الذين استنشقوا الغاز ليس لديهم ردود فعل أو مضاعفات سلبية على الإطلاق.
عندما تحدث الآثار الجانبية، فإنها تحدث غالباً نتيجة لاستنشاق الكثير من الغاز أو استنشاق الغاز بسرعة كبيرة، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة على المدى القصير:
التعرق المُفرط، الصداع، الارتجاف، الغثيان، القيء، الدوخة، الإعياء، ويُعاني بعض الأشخاص أيضاً من الهلوسة بعد استنشاق أكسيد النيتروز.[ads3]