شركة بريطانية تطور شمساً من صنع الإنسان لتزويد الأرض بالطاقة

يعمل مجموعة من العلماء البريطانيين على تطوير ما يمكن أن يسمى شمساً من صنع الإنسان، عبر إعادة إنشاء الاندماج النووي، وهي العملية التي تجعل النجوم تحترق وتطلق كميات هائلة من الطاقة.

وكان تسخير الاندماج على نطاق تجاري هدفاً لقطاع تكنولوجيا الطاقة منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، والآن، لم يعد هذا الهدف ضرباً من الخيال العلمي، ولكنه يقترب بسرعة من التحول إلى حقيقة علمية، والخبر السار أن شركة Tokamak Energy البريطانية تعمل على تطوير جهاز اندماج قابل للتطبيق تجاريًا من شأنه إحداث ثورة في قطاع توليد الطاقة.

وعلى عكس مفاعل الانشطار النووي التقليدي – حيث يتم إطلاق الطاقة عن طريق تقسيم ذرات اليورانيوم – لا يمكن لمحطة توليد الطاقة الاندماجية أن تذوب، فمفاعل الاندماج الذي تتعطل وظيفته سيصبح باردًا ببساطة، حيث تتلاشى عملية الاندماج. علاوة على ذلك، فإن وقود مفاعل الاندماج لا ينضب ورخيص التكلفة لأن مادته الخام وهي الهيدروجين يمكن اشتقاقها من مياه البحر.

وبحسب شبكة “24” الإماراتية، يمكن استخدام النسخ المحمولة الأصغر حجمًا لتشغيل الطائرات وسفن الحاويات، مما يقلل من مصدر رئيسي آخر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويمكن الاستفادة من الحرارة التي ينتجها مفاعل الاندماج بواسطة جهاز – اخترعه فريق هيئة الطاقة الذرية بالمملكة المتحدة، ومقره أيضًا أوكسفوردشاير – يُسمى المحول. ويمكن استخدام هذا الجهاز لتسخين البخار لتشغيل التوربينات، وبالتالي توليد الكهرباء التي من شأنها تشغيل المراوح.

ولن تكون الكهرباء التي ينتجها الاندماج خالية من الكربون فحسب، بل – على عكس طاقة الرياح والألواح الشمسية – فهي محصنة ضد تغيرات الطقس.

وفي غضون بضعة أشهر سيمر مفاعل ديدكوت الحالي في مرحلة هامة، عندما تصل البلازما فيه إلى 100 مليون درجة مئوية، وهي أكثر بست مرات من حرارة قلب الشمس، ويقول الدكتور ديفيد كينغهام المؤسس المشارك لشركة توكاماك إنيرجي إن الشركة تسير على الطريق الصحيح لتقديم أول محطات طاقة اندماج نووي تجارية في العالم بحلول أواخر العقد الثالث من القرن الحالي.

وستعمل الشركة على إنتاج العديد من المحطات، ليتم نشرها عالميًا، وكل آلة قادرة على إنتاج ثابت يبلغ 150 ميغاوات، وهو ما يكفي لتشغيل مدينة يبلغ عدد سكانها 150 ألف شخص، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها