نظام الإنذار في ألمانيا موضع تساؤل بعد الفيضانات المدمرة

هل فشلت إدارة الارصاد الجوية والحماية المدنية في ألمانيا بالنظر إلى حصيلة ضحايا الفيضانات هذا الأسبوع؟.

يحتدم النقاش بعد الكارثة التي حصلت وتتكاثر الدعوات لتوعية السكان.

وقال غريغور ديغين، الذي ولد وما زال يعيش في “باد نوينار-آرفايلر”، إحدى أكثر المدن الألمانية تضرراً بالفيضانات: “قبل يومين (من الكارثة) كنا نعمل هنا بشكل طبيعي جداً، كنا نسمع عن هطول أمطار غزيرة في توقعات الطقس وشاهدنا طرقاً مغمورةً بالمياه في المنطقة، لكنّ أحداً لم يتصور أن شيئا مماثلاً سيحدث”.

وروى: “في الليلة التالية، ورد تنبيه وجيز، لكنه في الحقيقة جاء في وقت متأخر جداً، نظراً إلى مدى ارتفاع الفيضان”، مع وصول المياه الهائجة إلى ارتفاع 2,5 متر في المدينة، إذ “لم تكن هناك فرصة لنحمي أنفسنا”.

وعلى غرار العديد من سكان هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة في راينلاند، خسر ديغين كل شيء تقريبا.

وتواجه الحماية المدنية وخدمة الأرصاد الجوية اللتان من المفترض أن تنبها السكان في الوقت المناسب وتصدرا تعليمات الإخلاء، انتقادات في ظل الخسائر البشرية: أكثر من 150 قتيلاً ومئات الجرحى، وفقاً لآخر إحصاء.

وقالت هانا كلوك، أستاذة الموارد المائية في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، عبر محطة “تيست دي إف” التلفزيونية الألمانية، متحدثة عن فشل نظام الإنذار: “في العام 2021، لا يجوز أن نفجع بهذا العدد الكبير من الضحايا”.

وتابعت: “قبل أيام، كنا نتوقع ما سيحدث، ورغم ذلك، انقطعت سلسلة الإنذار في مكان ما بحيث لم يتلق الناس التحذيرات”.

وكتبت صحيفة “بيلد”، الأكثر انتشاراً في ألمانيا: “الفشل قبل الفيضانات”، مضيفةً: “صمتت صفارات الإنذار في مواقع كثيرة، ولم تصدَر أي إنذارات” عبر المحطات الإذاعية والتلفزيونية، “وكل ذلك هو كارثة للحماية المدنية، وهي إحدى المهمات الأساسية للدولة”.

ودافعت إدارة الأرصاد الجوية عن نفسها، مؤكدةً أنها حذرت من هطول أمطار غزيرة.

وأكدت مالو دراير، رئيسة حكومة ولاية راينلاند بفالتس الأكثر تضررًا، الأحد، أنه تم تفعيل كل أنظمة التحذير من الفيضانات، لكنها أقرت بأن تعطّل نظام الهاتف المحمول بسبب الفيضانات صعّب مهمة تحذير السكان.

وقال رئيس إدارة الإخطار في الحماية المدنية الألمانية، فولفرام غايير، للإذاعة العامة: “لم يكن يدرك الناس أن المجرى الصغير، الجدول الصغير قرب منزلهم، سينفجر من فراشهم في وقت قصير جدا”.

لكن رئيس الهيئة يعترف بأوجه قصور، وصرح غيرد لاندسبيرغ، الأحد، لمجموعة “فونكه” الصحافية الإقليمية أن السكان “كان لديهم انطباع بأنها كانت أمطاراً غزيرة”، لكن “لم يبلّغوا عن حجمها” بشكل واضح بما فيه الكفاية.

ودعا إلى “تعزيز كبير جداً” لخدمات الهيئة، “سواء من حيث العديد أو المهارات”، وكذلك، حضت وزيرة البحوث الألمانية، أنيا كارليتسيك، السلطات على الاستعداد بشكل أفضل.

وقالت: “أحد دروس هذه الكارثة التي حصلت في غرب ألمانيا هو أننا نحتاج إلى تحسين البحوث بشأن الظواهر المناخية القصوى خلال السنوات القليلة المقبلة”، لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تفقّدت الأحد الأضرار التي خلفتها الفيضانات، حذرت من التوقعات المبالغ فيها.

وأضافت: “نحن بالطبع نفكر بعد كل حدث في طرق لتحسين أنفسنا، لكن في بعض الأحيان، تحدث الكوارث الطبيعية بسرعة كبيرة بحيث لا يمكننا الهروب منها”. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها