تغير المناخ يهدد مدينة ألمانية مدرجة ضمن مواقع التراث العالمي ( فيديو )
كيف يمكن حماية مواقع التراث العالمي من تغير المناخ؟.
مراسل شبكة “يورونيوز” الإعلامية، جيريمي ويلكس، أعد تقريراً من مدينة لوبيك التاريخة في ألمانيا، حيث تقول منسقة التراث العالمي في لوبيك، كاتارينا فوغيل، إنه من المهم أن تكون المدينة محمية، وأن يتم في الآن نفسه التعامل مع التراث بمسؤولية.
وتطلعنا أحدث البيانات من خدمة “كوبرنيكوس” بكل ما يتعلق بتغير المناخ.
وهذه هي المرة الرابعة التي تسجل فيها خلال شهر حزيران أعلى درجة حرارة بنسبة 0.2 درجة، فوق متوسط الدرجات المسجلة بين سنوات 1991 – 2020.
وكان الشهر استثنائياً بسبب سلسلة من موجات الحر، ولقد شهدت سيبيريا درجات حرارة أعلى من المتوسط، إذ سجل في منطقة ياقوتسك خلال شهر حزيران رقم قياسي جديد بلغ 35.1 درجة.
وكان شهر حزيران في فنلندا الأكثر ارتفاعاً لدرجات الحرارة، وسجلت هيلسنكي رقماً قياساً خلال ذلك الشهر، بلغ 31.7 درجة.
وبعد ذلك، كان شهر حزيران أحر شهر في أمريكا الشمالية، حيث دمرت الحرائق غابات ليتون في كندا، بعد أن سجلت أعلى درجة على الإطلاق في كندا بلغت 49.6 درجة.
وفي أوروبا، لوحظ في فنلندا ودول البلطيق أن المنطقة كانت أكثر دفئاً من المتوسط خلال الشهر الماضي، ثم أضحى الجو أكثر برودة من المتوسط عبر البحر الأسود وشبه الجزيرة الأيبيرية.
وبالنظر إلى حالة الاختلال المرتبطة بنزول الأمطار سجل هطول نسبة أكبر، أكثر من المتوسط عبر البحر الأسود مرة أخرى وأوروبا الغربية.
وفي خضم هذه التغيرات، تواجه مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو التهديد الناجم عن تغير المناخ، ومدينة لوبيك في ألمانيا معنية بهذا التهديد، وهي مكان يشقه نهر “تراف”، وغير محمي من بحر البلطيق القريب.
وكان موقع المدينة يعكس أهميتها كمركز تجاري في العصور الوسطى، لكنها أصبحت اليوم عرضة لارتفاع مستوى المياه.
وترغب سلطات المدينة في التمع بهذا الميراث لقرون أخرى، ما يعني مواجهة تغير المناخ، في وقت اجتاحت ألمانيا في الأيام الأخيرة فيضانات مدمرة.
وتقول منسقة التراث العالمي، كاتارينا فوغيل، إنه يتم الآن تقييم المخاطر، وتضيف: “نحن لا نتحدث فقط عن الفيضانات عندما يرتفع مستوى مياه سطح البحر، وإنما نتحدث أيضاً عن هطول الأمطار الغزيرة، كما نتحدث عن الجفاف الشديد.. هذه هي المسائل التي يتم التعامل معها الآن، أو بدأ العمل عليها بالفعل”.
وتعد الفيضانات مشكلة تتصاعد حدتها، ويقدم أستاذ الهندسة الساحلية في جامعة روستوك المشورة إلى المدينة فيما تعلق بالمخاطر المستقبلية، اعتماداً على سيناريوهات المناخ والسجلات التاريخية.
ويقول آرنس: “نرى هنا علامة ارتفاع منسوب المياه خلال موجة عواصف 1872، وكانت أعلى موجة عواصف في الألفية الماضية، وإذا تصورنا الآن أن مستوى مياه سطح البحر سيرتفع بنحو متر وربما متر ونصف خلال قرن آخر، فهذا يعني أننا سنصل إلى أعلى مستوى يمكن أن نتوقعه هنا”.
ويثير الاستعداد لمثل هذه الآثار المترتبة عن تغير المناخ العديد من الأسئلة، إذ أن الدفاعات المضادة للفيضانات يمكن أن تدمر جمال المدينة التاريخية، وتعرض وضعها على قائمة اليونسكو للخطر، ولكن هناك إجراءات ينبغي اتخاذها.
وفي هذا السياق، يضيف آرنس: “عندما ننظر إلى هذه المنطقة، نرى أننا أمام مساحة ضيقة نسبياً، وبسبب ذلك لا نجد مرونة عندما يتعلق الأمر بتطوير أو تثبيت آليات الحماية، ويعني ذلك أن الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو منع ارتفاع المياه من بلوغ نهر “تراف”، أو التفكير في عنصر وقائي مثل جدار الحماية من الفيضانات”.
وفيما تدرس المدينة خياراتها، يستعد السكان لما هو آت، ويقوم يان دوميير وهو من أهالي المدينة، بترميم منزل يعود تشييده إلى نحو ستة قرون، بتركيب مضخات الصرف وحواجز الفيضانات.
وأعرب دوميير عن قلقه من ارتفاع مستوى مياه سطح البحر والفيضانات، قائلاً إن الماء يرتفع سنوياً بمعدل مليمترين أو ثلاثة، بينما الأطفال يكبرون، ولا يعرف ما الذي سيحدث خلال خمسين عاما. (EURONEWS)