ألمانيا : تضامن اجتماعي و مدني منقطع النظير مع ضحايا الفيضانات
بعيداً عن الإجراءات الرسمية لاحتواء تداعيات أكبر كارثية بيئية عصفت بالبلاد منذ الحرب العالمية الثانية، تأهب المجتمع المدني بمختلف قواه، وكان للتحرك الفردي بصمة فريدة نفخت مجدداً روح المواطنة في البلاد.
الجميع كان كريماً وعلى أهبة المساعدة، سواء تعلق الأمر بالأفراد أو بالجمعيات أو الشركات في هذا الظرف الاستثنائي.
الجيران: الجيران هم الأقرب حتى من أفراد العائلة الكبيرة، حقيقة لمس أهميتها ضحايا الفيضانات الذين فقدوا وبسرعة السيول التي أطاحت بمنازلهم أهميتها، فالمساعدات الفورية تمّ تقديمها بحسب بيانات رجال المطافئ من قبل الجيران أو سكان المناطق المجاورة الأقل تضرراً، والكثيرون فتحوا بيوتهم أمام أولئك الذين باتوا من دون مأوى.
وأعدّ الطعام والحلوى ووزعت المساعدات على المتطوعين والمتضررين، أما المخابز القريبة من مكان الحدث فقد وزعت الخبر والمعجنات.
مجموعات الفيسبوك: وسائل التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك كانت منبراً مؤطراً شديد الأهمية لحملات الدعم الشعبية، فعلى سبيل المثال، تمّ تأسيس عشرات المجموعات من قبل أشخاص لا ينحدرون بالضرورة من المناطق المنكوبة وإنما من جميع أرجاء ألمانيا، ففي مجموعة “Flood Aid Lohmar 2021” على سبيل المثال، يسأل الأشخاص من بلدة لومار في منطقة “راينزيغ”، عن المساعدة التي يمكنهم تقديمها، فهناك من عرض جرارات مزودة بمقطورات، وملابس للبالغين والأطفال، وأثاث منزلي إلى غير ذلك، وهناك حتى من قدم المساعدة بالأيدي في تنظيف الأقبية الغارقة بالمياه.
متاجر مواد البناء: هناك شركات عديدة لبيع مواد البناء كـ”أوبي” أو “باوهاوس” أو “هورنباخ” أو “توم” وغيرها، هذه الشركات وباختلاف أسمائها عرضت على المتضررين مجارف وأجهزة تجفيف ومضخات غاطسة من دون مقابل، وشركة “أوبي” ذهبت إلى إعارة المعدات مجانًا، كما أنها فتحت الباب أمام الأفراد الذين يمتلكون المعدّات اللازمة ويريدون منحها للمتضررين أجهزة التجفيف أو المضخات الغاطسة إلى وضعها في أحد أسواق “أوبي”، وهناك يتلقون قسيمةً بقيمة جهاز جديد مشابه لـ”التبرع المادي”، كما تسميه الشركة التي تقوم بتنظيم عملية النقل إلى المناطق المتضررة، وفق ما أوردته على حسابها في فيسبوك.
متاجر المواد الغذائية: العديد من متاجر المواد الغذائية تبرعت ليس فقط بمبالغ كبيرة من المال، ولكن أيضًا بالمواد الغذائية لقوات الإطفاء والمتطوعين، كما فعلت شركة “كاوفلاند”.
“هاريبو” العملاقة: تعمل شركة الحلويات في غرافشتات بالقرب من مدينة بون كنقطة تجميع التبرعات العينية، ويمكن تسليم ملابس الأطفال أو البطانيات أو طعام الكلاب أو الألعاب مباشرة إلى حارس البوابة، ولأن الاندفاع كان كبيرًا، طلبت الشركة بعدم يوم واحد فقط عدم إحضار أي شيء آخر، لتعلن أنه بات “ضرورياً” تنسيق التخزين و”التوزيع الإضافي على أساس الاحتياجات”.
الفنادق: بالنسبة للعائلات التي فقدت منزلها بالكامل أو على الأقل لم يعد بإمكانها العيش هناك في الوقت الحالي، الاتصال بسلاسل الفنادق المختلفة، كسلسلة “هيلتون كولونيا” التي تقدم غرفاً مجانيةً، أو سلسلة “HRS Group” التي تقدم شروطًا مخفضة للحصول على شقق، وقد أعلنت عن ذلك على موقعها في فيسبوك.
أندية كرة القدم: بالنسبة للآباء والأمهات الذين يواجهون هذه الظروف العصيبة ولديهم بالكاد الوقت لرعاية أطفالهم بشكل مناسب، فتحت نوادي كرة القدم أبوابها لاستقبال الأطفال مجاناً من “أجل توفير أجواء إيجابية لهم”، ومن أجل “التخفيف عنهم”، كما يقول مدرب كرة القدم خوسيه دي ألميدا فريسيم، من “مدرسة كرة القدم بالأسود والأبيض” في مدينة ترويسدورف التابعة لمنطقة راينزيغ.
التبرعات المالية: فتحت قنوات عديدة لتقديم تبرعات مالية لأسر الضحايا والمتضررين، وبات بإمكان أي شخص يريد تقديم تبرعات مالية الاختيار بين جمعيات ومنظمات أو حتى المؤسسة البنكية المنخرط فيها، وعلى سبيل المثال، أطلقت منظمة “Aktion Deutschland hilft” (ألمانيا تساعد)، والتي تضم العديد من منظمات الإغاثة، حملةً كبيرةً لجمع التبرعات.
جينيفر فاغنر – دويشته فيله[ads3]