الإمارات : السجن المؤبد لرجل قتل صديقته بزعم علاجها من الجن
قضت محكمة الاستئناف في إمارة دبي، بالسجن المؤبد لرجل أجنبي وإبعاده عن البلاد، بعد إدانته بقتل صديقته وإغراقها في حوض الاستحمام، بزعم أنه كان يعالجها من المس بالجن، بعد أن أشاع وقبل ارتكاب جريمته أنها مسكونة بالجن وأنه الوحيد القادر على علاجها.
وتعود علاقة الجاني بالمجني عليها لفترة طويلة، وتربطهما علاقة غرامية، حيث إنه كان يغار عليها ويلاحقها، فضلا عن أنه كانت لديه علاقات نسائية متعددة، ما تسبّب في خلافات متكررة بينهما، ومحاولتها الانفصال عنه، لكنه كان يتمسك بها ويطاردها.
وبحسب صحيفة ”الإمارات اليوم“ فقد وقعت جريمة القتل في آذار/ مارس 2020، حيث عقد الجاني العزم على قتل صديقته بعد فشل محاولات إقناعها لعلاجها من الجن بعد أن استعان بصديقاتها لإقناعها بالعلاج.
وأقدم الجاني يوم ارتكابه الجريمة على تعاطي المخدرات، ثم قام بالاعتداء على صديقته بالضرب المبرح، مسببا لها إصابات عدة في مناطق مختلفة من جسدها، ثم اقتادها إلى الحمام وثبت رأسها تحت صنبور الاستحمام وثبته أسفل المياه حتى لفظت أنفاسها، ثم تركها على هذا الوضع نحو خمس ساعات وسحبها بعد ذلك، محاولا اختلاق سيناريو على أن الحادثة انتحار، قبل أن يطلب الإسعاف.
وكشف شاهد من شرطة دبي عما حدث يوم الواقعة، قائلاً ”إنه انتقل إلى موقع الحادثة عقب ورود بلاغ بشأنها، ووجد المتهم والذي قال له إن المجني عليها انتحرت، وأبدى انزعاجه من إجراءات الشرطة والإسعاف، وكان يطلب من المسعفين إجراء التنفس الاصطناعي لها، لكنهم أبلغوه أنها فارقت الحياة منذ ساعات“.
وأوضح الشاهد أن ”الجاني كان يبدو في حالة غير طبيعية، كأنه تحت تأثير المخدرات، وعند استجوابه في اليوم الثاني، أفاد بأنه لاحظ على المجني عليها التي تربطه بها علاقة منذ نحو 3 سنوات، تصرفات غريبة في الفترة الأخيرة، وأنها مسكونة بالجن، فقرأ عليها الرقية الشرعية“.
وأضاف الجاني في استجوابه ”أنه فعل لها الرقية الشرعية يوم الواقعة، ثم لكمها في بطنها وسحب شعرها وثبّت يدها، ثم ذهب معها للاستحمام، وغادر حوض الاستحمام وتركها بمفردها، وحين عاد إليها بعد دقائق وجدها في وضعية السجود، وأثناء ذلك تشنجت يده اليسرى، فحاول إخراجها وإجراء التنفس الاصطناعي لها لكن دون جدوى“.
وحول الإصابات التي كانت موجودة بيديه نتيجة مقاومة المجني عليها له، زعم الجاني أن الإصابات حدثت أثناء محاولته تثبيتها لضرب الجن، وحين كان يحاول سحبها من شعرها.
وتم عرض الجاني على لجنة مختصة بالطب النفسي في مستشفى راشد، وتأكدت أنه لا يعاني أي أمراض عقلية أو نفسية تؤثر في إرادته أو إدراكه في تاريخ الواقعة.
وأكد تقرير الطب الشرعي، أن وفاة المجني عليها حدثت بصورة جنائية بإغراقها داخل حوض حمام غرفتها، وجميع الإصابات تتنافى مع ادعاء المتهم بأنه كان يحاول إنقاذها من الغرق.
وكانت النيابة العامة قد استمعت إلى شهادة جارة المجني عليها التي سمعت صوت الشجار يوم الواقعة، حيث قالت ”إنها سمعت صوت مشاجرة بينهما، ومن ثم تم تشغيل القرآن بصوت مرتفع، وفي منتصف الليل سمعت صوت اعتداء وارتطام شيء بالأرض، وكان الرجل يتحدث باللغة العربية، فيما كانت تتوسل إليه المرأة حتى لا يقتلها، وتكرر صوت الارتطام، وعبارات ذات مدلول ديني، فاتصلت بالشرطة ثم تحدثت إلى حارس الأمن“.
وبحسب المادة 332 من قانون العقوبات، ”يُعاقب مرتكب جريمة القتل عمدا بالسجن المؤبد، وتكون العقوبة الإعدام في حال وقعت الجريمة مع الترصد، أو مسبوقة بإصرار أو مقترنة بجريمة أخرى، أو إذا وقعت على أحد أصول الجاني أو موظف عام أو مكلف بخدمة عامة“.
وتكون عقوبة جريمة القتل السجن لمدة لا تقل عن 7 أعوام إذا عفا أولياء الدم عن حقهم في القصاص في أي مرحلة من مراحل الدعوى، أو قبل تمام التنفيذ.[ads3]