شركات ألمانية ناشئة تطمح للمزاحمة في مجال الصواريخ الصغرى

هل ستشتهر ألمانيا يوماً ما بصواريخها بقدر ما هي مشهورة بسيارتها؟

تطمح شركات ناشئة ألمانية لمزاحمة “سبايس اكس” في تطوير القاذفات الصغرى المستخدمة لإطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة.

في نهاية تموز، نجحت شركة “روكيت فاكتوري آوغسبورغ” (آر اف ايه) التي تتّخذ في بافاريا مقرّاً لها في تشغيل محرّك صاروخها “آر اف ايه وان” للمرّة الأولى لمدّة ثماني ثوان في موقع كيرونا للتجارب في السويد.

ويسمح هذا النظام العامل بتقنية “الإحراق على مراحل” المستخدم في صواريخ “سبايس اكس” (إيلون ماسك) و”بلو أوريجن” (جيف بيزوس)، لكن الأول من نوعه في أوروبا “بوضع حمولة إضافية في المدار بنسبة 30 %”، وفق ما يكشف يورن شبورمان، المدير التشغيلي لـ “آر اف ايه”.

ومن الشركات الناشئة الأخرى في هذا المجال “هاي إمبالس” التي تتّخذ في بادن-فورتمبرغ مقرّا لهاـ والتي جرّبت أيضا محرّك صاروخها النموذجي لمدّة أكثر من 20 ثانية، في أيار في جزر شتلاند (اسكتلندا)، مستخدمة وقوداً مصنوعاً من الشمع يُفترض به أن يحترق بسرعة ليعطي المفعول المرجوّ.

ميكانيكي يعمل في شركة “روكيت فاكتوري آوسبورغ” في جنوب ألمانيا في 16 حزيران لينارت برايس ميكانيكي يعمل في شركة “روكيت فاكتوري آوسبورغ” في جنوب ألمانيا في 16 حزيران 2021، ويؤكد كريستيان شميرير (33 عاماًـ) الذي شارك في تأسيس الشركة: “تقنيتنا متطوّرة بما فيه الكفاية لتزويد السوق بقاذفات صغيرة”.

أما الشركة الثالثة التي خاضت غمار هذا المجال، فهي “ازار ايروسبايس” بالقرب من ميونيخ وتتحضّر لإجراء تجربتها الأولى، وهي تتمتّع بأكبر محفظة تمويلية مع مستثمرين من قبيل صندوق “اتش في كابيتال” ومجموعة “بورشه” القابضة وبنك لومبار أودييه السويسري، وقدّم هؤلاء مع غيرهم من المستثمرين ما مجموعه أكثر من 150 مليون يورو لهذه الشركة الناشئة التي يديرها مهندسون بالكاد بلغوا عقدهم الثالثـ ومن المرتقب القيام بمهمة تجريبية لصاروخ “سبيكتروم” في خلال العام 2022.

وتجعل هذه المشاريع من ألمانيا أحد المرشحين الأكثر جدّية لخوض غمار سوق الأقمار الاصطناعية المخصصة لمراقبة الأرض وتوفير الإنترنت للسيارات والأكسسوارات الموصولة.

ومن المرتقب أن “تتخطى قيمة السوق 30 مليار يورو بحلول 2027، من بينها 10 مليارات يورو للأقمار الاصطناعية الصغيرة والمتوسطة الحجم” المطلوبة من زبائن خواص أو مؤسستيين، بحسب “ازار ايروسبايس”.

ويشبّه كريستيان شميرير “الصاروخ الكبير بالحافلة التي تنزل الركاب في مكان واحد، في حين أن القواذف الصغرى هي بمثابة سيارات أجرة تضع الأقمار الاصطناعية في الموقع المحدّد من الزبون”.

وتزن هذه الأقمار الصغيرة بضعة مئات الكيلوغرامات، في مقابل 10 أطنان تقريبا للأقمار التي يرسلها صاروخ “أريان” إلى الفضاء، وهو الرائد على الصعيد الأوروبي.

والهدف الذي تسعى هذه الشركات الناشئة إلى تحقيقه أيضا هو تقديم أسعار أرخص من المنافسين على المدى الطويل.

وتعوّل هذه الشركات الألمانية الثلاث على أسطول من 20 إلى 40 صاروخاً ممكن إعادة استخدام قسم منها تُستعمل لتنفيذ عشرات المهمات في السنة، غير أن ألمانيا ليست وحدها من يسعى إل خوض غمار هذه السوق الواعدة، فبالإضافة إلى “سبايس إكس”، التي تتعاون مع “ناسا” وقد سبق لها أن وضعت في المدار أقمارا اصطناعية صغرى، تعدّ الأميركية “روكيت لاب” من الرائدين في هذا المجال وهي قد نفّذت رحلات تجارية.

وتنشط الصين أيضاً على هذا الخط وتضمّ أوروبا حوالى خمسة مشاريع واعدة، أبرزها في إسبانيا وبريطانيا.

وتشير كارلا فيلوتيكو، المتعاونة مع مكتب الاستشارات الألماني “سبايستك”، إلى أن “موثوقية النموذج الاقتصادي ستكون مسألة أساسية في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة”، ما قد يؤدي إلى استبعاد عدّة جهات من السوق. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها