الأردن يعلن عن اكتشاف أثري يعود لأحد الأنبياء
أعلن خبراء أردنيون، الجمعة، اكتمال اكتشاف ديار النبي لوط في منطقة الأغوار الجنوبية بمحافظة الكرك جنوبي البلاد.
جاء ذلك خلال ورشة علمية ثقافية أقامتها جمعية أدلاء السياح، بالتعاون مع الجامعة الهاشمية وجامعة آل البيت وملتقى المزرعة الثقافي بالأغوار الجنوبية، واتحاد الكُتاب والأدباء، وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، ومنظمات المجتمع المدني.
من جانبه، أشار رئيس جمعية أدلاء السياح الأردنية، محمد حماد، في بيان، إلى استمرار الجمعية في احتضان الفعاليات العلمية والاكتشافات الحديثة التي يقوم بها علماء وخبراء أردنيون وفرق بحثية ميدانية في إطار منهج جديد في الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، وفقاً لما نشرته وكالة “بترا” الأردنية الرسمية.
فيما تطرق إلى أهمية الإعلان عن الاكتشافات العلمية، خاصةً اكتشاف ديار النبي لوط، مؤكداً أنه من أبرز الاكتشافات في المئوية الثانية للدولة الأردنية، مثمناً “جهود العلماء والخبراء الأردنيين الذين شاركوا بعرض الإنجازات التي تم القيام بها عبر عدة عقود من العمل التشاركي الجماعي الهادف، بالتعاون مع المجتمعات المحلية في الأغوار الجنوبية”.
بدوره، قدّم مدير منتدى ياجوز الثقافي، فريد الشريدة، شكره لفريق العمل الذي شارك في أعمال الاكتشافات الميدانية والمسوحات والتنقيبات الأثرية والنشر العلمي بحقول الآثار والجغرافيا والتاريخ والأنثروبولوجيا والسياحة والتوثيق العلمي منذ بدء أعمال التنقيب في المنطقة عام 1965 وإلى يومنا الحاضر.
في حين قدَّم مقرر اللجنة العلمية لفريق البحث العلمي الأردني المشارك، محمد وهيب، الأدلة والبراهين العلمية المادية على اكتشاف ديار لوط.
من بين تلك الأدلة، الدلائل الفلكية، والجيولوجية، والجغرافية، ونتائج التنقيبات الأثرية، والمسوحات الميدانية، والطرق التجارية المرتبطة بالمنطقة مثل طريق البخور الدولي، وطريق الإيلاف القرشي، والألواح الكتابية المكتشفة في بابل، والواح إيبلا، والألواح الاكادية، والطرق الرومانية اللاحقة، والإعجاز القرآني.
وهيب لفت إلى أن الأردن أمام اكتشاف عالمي ساهمت فيه السواعد الأردنية والكفاءات المحلية بشكل واسع، مؤكداً أن فريق البحث الأردني أصدر عدة كتب احتفاءً بإعلان الاكتشاف ومنها كتاب بعنوان (اكتشاف ديار النبي لوط في الأغوار الجنوبية 2019)، وكتاب مختصر بعنوان (اكتشاف ديار النبي لوط 2021)، إضافة إلى عدد من المقالات العلمية المنشورة في مجلات علمية دولية أوروبية متخصصة.
كانت دراسة علمية قد كشفت نهاية عام 2016، مسار ديار النبي لوط، في الجزء الجنوبي من البحر الميت، بالأراضي الأردنية، حيث يبدأ المسار من النصب الحجري لامرأة النبي لوط، مروراً بتليلات الغسول، وباب الذراع، والزارة، وتل النميرة، والنقع، وفيفا، ودير القطار البيزنطي حتى متحف لوط في غور الصافي.
هذه الدراسة قام بها فريق من علماء الآثار والجيولوجيا والتاريخ الأردنيين منذ عام 1963، وأعلنوا عن نتائجها في جمعية النميرة البيئية السياحية بمحافظة الكرك، تعنى من خلال البحث والتحليل، بالعوامل الجغرافية والجيومورفولوجية لحادثة خسف المدن في زمن النبي لوط.
كما نوّه الباحث وأستاذ علم الجغرافيا عواد النواصرة، إلى الجهود الميدانية التي قام بها فريق العمل، والإصدارات العلمية، والكتب التي ألفها بهذا المجال والتي سهَّلت عملية اكتشاف ديار النبي لوط على مر العقود الماضية، مضيفاً: “احتفالنا اليوم بهذا الإنجاز ثمرة وطنية لجهود تكللت بالنجاح، ليكون هذا الإنجاز للأجيال القادمة للبناء عليه وتطويره ونشره على وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية”.
من جهته، أكد عضو جمعية “أدلاء السياح”، غسان عويس، أنهم أصبحوا يمتلكون وجهة سياحية عالمية جديدة في الأغوار الجنوبية تستند إلى إثباتات علميه متينة وقوية، مضيفاً: “آن الأوان للاستفادة منها في شتى المجالات”.[ads3]