دوناتا هوبفين .. تعرف على أول سيدة ترأس أهم مؤسسة كروية في ألمانيا

من خلال الصور لا تبدو دوناتا هوبفين بأنها سيدة قادمة من الملاعب، وإنما قد تعتقد للوهلة الأولى أنها تعمل في أحد الشركات الكبرى أو في مؤسسة إعلامية، وبالفعل، فالأمر كذلك.

والسيدة البالغة من 45 عاماً اختيرت نهاية الأسبوع رسمياً، موازاة لانطلاق منافسات الدوري الألماني لكرة القدم، رئيسةً لرابطة الأندية الألمانية لكرة القدم، على أن تتولى منصبها مع بداية العام القادم، كما جاء في تغريدة مقتضبة على موقع الرابطة بـ”تويتر”.

دعم المستثمرين والداعمين لفرق بوندسليغا حصلت عليه السيدة فوراً عقب الإعلان عن الخبر.

وكان لارس فيندهورست، أهم الداعمين لفريق العاصمة هرتا برلين، أول المهنئين على “تويتر”، وكتب: “حظاً سعيداً وبالتوفيق لإنجاز المهام الجديدة”.

وإعلامياً، ظهر الرئيس الحالي شتيفان زايفرت نهاية الأسبوع، على القنوات الرياضية المحلية المعهودة للتعقيب على أسئلة الصحفيين حول بداية الموسم وعودة الجماهير، لكن ذلك لن يحدث حتماً عند انطلاق الشطر الثاني من الموسم في كانون الثاني القادم، فعندها سوف تتولى أول امرأة في تاريخ ألمانيا دفة قيادة مؤسسة لها تأثير رياضي واجتماعي قوي داخل البلاد.

وكان من المفترض أن يظل زايفرت في منصبه إلى نهاية عام 2022، لكن ولضمان “انتقال سلس”، حصل توافق بين جميع الأطراف على نهاية مبكرة، مع بقاء الرجل في منصب الإدارة العامة كمستشار ومساعد لمدة سنة، والقرار لا علاقة له بهوبفين، وإنما باختيار زايفرت الرحيل بعد نهاية العام القادم، وقد استمر البحث عن خليفة له سنة كاملة، وفق الصحافة المحلية.

ولا يعني ذلك أن شتيفان زايفرت أخفق في مهمته، إطلاقاً، فقد برز اسمه ليس فقط على المستوى الألماني وإنما الأوروبي أيضاً، حين طورت الرابطة بقيادته حزمةً من الإجراءات الصحية لمواجهة أزمة كورونا، ونجحت في اقناع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، فتم تعميمها لاحقاً في باقي الدول، وهو الأمر الذي سمح بعودة الكرة إلى الدوران على الملاعب، وبعد ذلك بعودة الجماهير إلى المدرجات، وكانت خطوة أنقذت على وجه الخصوص فرق دوري الدرجة الثانية، التي كانت على وشك السقوط، علماً أن الدوري الألماني كان الأول الذي عاود نشاطه في أوروبا بعد انقطاع لأشهر.

وعكس شتيفان زايفرت، الذي كان يوماً لاعباً بين فرق اليافعين، لا تتوفر هوبفين على خلفية كروية، بل هي قادمة من عالم الأعمال والرقمنة، كما أنها عملت في المجال الإعلامي في فترات مهمة من حياتها، وفي حقيقة الأمر، لم يخلق هذا الأمر بالنسبة للرأي العام جدلاً يذكر، فالدوري الألماني الذي يواجه كغيره من الأندية الأوروبية تبعات جائحة كورونا، بات عليه تغيير قواعده وسياسته وأولوياته، ولهذا فإن الحاجة إلى عهد وفلسفة جديدة بات ملحاً أكثر من أي وقت مضى.

ومن هذا المنطلق، كانت الحفاوة كبيرة من قبل مواقع صحفية ألمانية لاختيار سيدة، وذلك من منطلق أنها “إشارة جديدة” نحو التغيير، كما أشارت إلى ذلك صحيفة “برلينه روند شاو”، لكن صحف أخرى، كصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”، حذرت هوبفين من حجم التحديات التي تنتظرها للنهوض بالكرة الألمانية دعماً للأجيال القادمة.

وكانت هوبفين تعمل في شركة ” Digital Ventures” التابعة لمؤسسة “بوستون” للاستشارات، وقد تولت منذ بداية هذا العام منصب المتحدث الإعلامي لهذه الشركة أيضاً، لكنها قبل ذلك كانت تعمل في مجلس إدارة مجموعة “بيلد” التابعة لـ”شبرينغر فيرلاغ”، إحدى أهم المؤسسات الإعلامية الألمانية، وحازت في عام 2014 لقب “الإعلامية الأولى” في ألمانيا. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها