في ألمانيا .. سوري ينتحر برمي نفسه من الطابق التاسع
أقدم شاب سوري على الانتحار عبر رمي نفسه من الطابق التاسع في بناء بمدينة بادربورن في ولاية شمال الراين، في ألمانيا.
وقالت مصادر مقربة من الشاب (د ش 38 عاماً) لعكس السير، إن الحادثة وقعت يوم السبت الماضي (14/8)، حيث استيقظت زوجته لتجده قد قام بإلقاء نفسه.
وأضافت المصادر أن الشاب الذي كان يعمل مدرساً في سوريا، كان يعاني من اكتئاب حاد.
وأظهرت دراسة علمية نشرت نتائجها هذا العام في مجلة “بي أم سي بابليك هيلث” الدورية العلمية، أجراها معهد الصحة العالمية في الجامعة الأمريكية ببيروت، إن معدل انتشار الاكتئاب عند اللاجئين السوريين في ألمانيا بلغ 14%.
وبحسب إحصاءات نشرتها دويتشه فيله العام الماضي، فإن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية أوروبيا بعد “لوكسمبورغ” في ارتفاع نسبة الأشخاص الذي يعانون من الاكتئاب، وتبلغ نسبة من يعانون من الاكتئاب إلى 9,9 في المائة، وهذه النسبة تعتبر أعلى من متوسط الإصابة بالاكتئاب في بلدان الاتحاد الأوربي، بحسب دراسة قدمتها مؤسسة روبيت كوخ الألمانية لسنة 2019.
وفي تصريحات سابقة لإريس هاوت، من مجلس رئاسة الجمعية الألمانية للطب النفسي والعصبي، قالت إن الكثير من اللاجئين في ألمانيا “يعانون من ذكريات تجارب مؤلمة نفسيا، وكثيرا ما ترتبط حياتهم في ألمانيا أيضا بشعور الافتقاد للأمان فمعظم اللاجئين يعانون من إجهاد مزمن يستمر لسنوات بسبب حياتهم في وضع المترقب، والإجهاد يمثل أحد الأسباب التي يمكن أن تصيب الإنسان بالاكتئاب واضطرابات الخوف والإدمان، بل والانتحار”.
ورغم ذلك، وحسبما ذكر ديتريش مونس رئيس الغرفة الألمانية للأطباء النفسيين، فإنه من الصعب بالنسبة للاجئين العثور على مساعدة نفسية، “حيث لا يحق للاجئين خلال الأشهر الـ15 الأولى من حياتهم في ألمانيا الحصول سوى على علاج للمتاعب الجسدية الشديدة”.
كما أن هناك نقصا في المعالجين النفسيين الذين يتحدثون لغة اللاجئين، بالإضافة إلى الافتقار للمترجمين الفوريين المدربين للمشاركة في العلاج النفسي، فضلا عن النقص في اللوائح الإدارية الخاصة بتحمل تكاليف الترجمة من قبل شركة التأمين الصحي.
وترى هاوت أن “هناك في ألمانيا بعض المنارات المتفرقة التي توفر علاجا صحيا باللغة الأم للاجئ، ولكننا بعيدون للغاية عن الرعاية الصحية الجيدة مما يعوق عملية الاندماج في المجتمع″.
وأوضحت الخبيرة الألمانية أن “المرضى الذين لم يعالجوا من حالات الإصابة بالاكتئاب واضطرابات الخوف لا يستطيعون رؤية هذه العروض على نحو جيد”.[ads3]