انتخابات ألمانيا : شكوك في تحالف يساري و تحذيرات من تلاعب روسي
عرض رئيس حكومة ولاية تورينغن، بودو راميلو، من حزب اليسار، نفسه، الجمعة، كمفاوض، إذا اختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي استكشاف تشكيل ائتلاف ثلاثي مع حزبه وحزب الخضر، لا سيما وأن راميلو يقود حكومة ولاية تورينغن بتحالف من نفس الأحزاب.
وقال راميلو، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن حزبه أظهر “أنه يريد أن يحكم” على المستوى الاتحادي.
وفي المقابل، أعربت كاترين غورينغ إيكارت، البرلمانية البارزة من حزب الخضر، عن شكوكها إزاء تشكيل مثل هذا الائتلاف، مضيفةً أن موقف حزب اليسار اتجاه الاتحاد الأوروبي، وكذا دعواته إلى تفكيك حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، تقصيه من أي ائتلاف محتمل، لكن راميلو صرح بأن هذه السياسات “قابلة للتفاوض”.
وإلى جانب القيادة البارزة عن حزب الخضر، أعربت المرشحة عن ذات الحزب أنالينا بيربوك، إلى جانب منافسها على منصب المستشارية، أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، عن ذات الشكوك بشأن إمكانية تشكيل ائتلاف حاكم بين حزبيهما واليسار.
ويأتي ذلك بعد أيام من نشر أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد “فورسا” لقياس مؤشرات الرأي في ألمانيا لصالح قناة “إر تي إل” التلفزيونية، والذي أظهر تحسناً طفيفاً لنتيجة التحالف المسيحي، الذي تنتمي له المستشارة أنغيلا ميركل، ليحصل هذا الأسبوع على نسبة 21%، وفي المقابل، لم تتغير نتيجة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ليستقر في المركز الأول عند نسبة 25%، كما لم تتغير شعبية باقي الأحزاب، باستثناء الحزب الديمقراطي الحر، الذي فقد نقطة مئوية هذا الأسبوع، ليحصل على 11%، ليتساوى بذلك مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي.
وحصل حزب الخضر على نسبة 17%، بينما حصل حزب اليسار على 6%، وحصلت أحزاب صغيرة أخرى على نسبة 9% مجتمعة.
وارتفعت شعبية مرشح التحالف المسيحي للمستشارية، أرمين لاشيت، بمقدار نقطتين مئويتين إلى 11%، بينما استقرت شعبية منافسته من حزب الخضر، أنالينا بيربوك، عند 15%، وكذلك شعبية مرشح الاشتراكيين أولاف شولتس، الذي احتل المرتبة الأولى بنسبة 30%.
وفي سياق متصل، حذر مسؤولون حكوميون في ألمانيا نظراءهم في الكرملين الروسي بشأن ضرورة وقف سلسلة من الهجمات السيبرانية الروسية، التي زادت وتيرتها قبيل الانتخابات الألمانية.
وصرح مسؤولان ألمانيان مطلعان على الهجمات بأن هذه الأنشطة الضارة تشير إلى أن عملاء روس يهدفون إلى عرقلة عملية التصويت أو التأثير عليها.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” للأنباء عن المسؤولين، اللذين اشترطا عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية القضية، قولهما إن هذه الهجمات تندرج في إطار حملة واسعة النطاق تقوم بها جماعة لنشر الشائعات تحمل اسم “غوست رايتر” (الكاتب الشبح)، وأن ألمانيا ربطت هذه الجماعة بالاستخبارات العسكرية الروسية.
وأضافا أن هذه الأنشطة تزايدت بعد أن أبدت برلين اعتراضها عليها، موضحين أن المسؤولين الألمان يشعرون بالقلق من أن المعلومات التي يتم نشرها، والتي تم الحصول عليها على الأرجح من خلال عمليات قرصنة إلكترونية وتسريب بيانات، ربما يجري استغلالها لإثارة الفرقة أو توجيه عملية التصويت. (DPA – DW)[ads3]