ألمانيا : ” شارع العرب ” .. شاهد على إرث ميركل السياسي

مع اقتراب وصول المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى نهاية مسيرتها السياسية، سلط تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الضوء على سياستها التي عُرفت بالانفتاح على المهاجرين، واستعرض نماذج من حياة اللاجئين السوريين في شارع بات يبدو كما لو كان “خارج ألمانيا”.

ووفقاً للوكالة، فقد غيّر اللاجئون التركيب الثقافي للعاصمة الألمانية، برلين، بطريقة لم تشهدها منذ ستينيات القرن الماضي.

وألقى تقرير “بلومبيرغ” الضوء على شارع “زونين ألي” الواقع في برلين، الممتد على مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات، والذي بات يُعرف محلياً باسم “شارع العرب”، ووصفته بأنه “الأقرب إلى موطن الكثير من السوريين”.

وبحسب الوكالة، ففي هذا الشارع يتمتع السوريون بتمكنهم من شراء اللحوم الحلال، والفستق الحلبي الطازج، والحلويات المحشوة بالقشدة والجوز من بائعين يتحدثون لغتهم، كما يمكن للنساء ابتياع الحجاب وارتياد صالونات تصفيف الشعر المخصصة للسيدات فقط، أما الرجال فيستطيعون أداء الصلاة في المساجد، والاجتماع في المقاهي التي تحاكي الإحساس بالوطن.

ووفقاً للوكالة، فإن شارع سونينالي يتمتع بأصداء سياسية أيضا، فبينما تتحضر ألمانيا لوداع ميركل الوشيك، بات الشارع يشكل واحداً من أبرز رموز إرثها والتحديات المتواصلة المرافقة للاندماج في مجتمع جديد.

وعن تداعيات سياسة ميركل المنفتحة على اللاجئين، وقرارها بفتح الحدود أمام ما لا يقل عن مليون لاجئ، في 2015، قالت الوكالة إنها لم تتسبب بظهور صدع في أوروبا وتحفيز الأحزاب المناهضة للهجرة فحسب، بل تسببت بتغيير التركيبة الثقافية للعاصمة الألمانية، برلين، بطريقة لم تشهدها منذ انتشار العمال الأتراك على أراضيها، في ستينيات القرن الماضي.

ووصفت الوكالة “زونين ألي” بأنه بات يبدو كما لو كان “سوريا صغيرة” في قلب ألمانيا.

ونقلت الوكالة عن اللاجئ السوري، محمد مندو (55 عاماً)، وصفه لـ”زونين ألي”، بالقول إن “هذا الشارع يذكرني بالأيام الخوالي في سوريا”.

وبحسب الوكالة، فإن الانتخابات الفيدرالية المرتقبة إقامتها يوم 26 أيلول ستقرر من سيخلف ميركل في التعامل مع الملفات المرتبطة بالشرق الأوسط، كقضايا اللاجئين.

وعلى حد تعبير الوكالة، فربما كانت ميركل هي الزعيمة التي أتت باللاجئين إلى هذا الشارع، لكن المفارقة هي أن رواده عندما سُئلوا عن الانتخابات، كان ردهم شبه الموحد: “أي انتخابات؟”.

ونقلت “بلومبيرغ” عن أستاذ الصحافة بجامعة العلوم التطبيقية في برلين، ماركوس زينر، تأكيده وجود مخاوف بشأن مناطق مثل سونينالي ومستوى مشاركة سكانها الجدد.

وقال زينر إنه “سيكون من الأفضل لو اندمج اللاجئون بشكل أكبر، إذا كانوا يتحدثون اللغة، وإذا كانوا يشعرون بأنهم جزء من ثقافتنا الألمانية بشكل أكبر”.

ورغم عدم اكتراث الكثيرين لشأن الانتخابات، نقلت الوكالة عن لاجئ يتحدث الألمانية ويتابع الشؤون السياسية، يُدعى إبراهيم محمد، ويبلغ من العمر 49 عاماً، قوله إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي جيد، لا سيما وأنه يرغب برفع الحد الأدنى للأجور، كما أشاد محمد بوعد حزب الخضر بفرض حدود للسرعة على الطرق السريعة، ووصف حزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بأنهم “ليسوا سيئين”.

وقدّرت إحصائية صدرت في آذار 2021 وجود ما لا يقل عن 800 ألف لاجئ سوري في ألمانيا، فروا من الحرب في بلادهم. (ALHURRA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها