ألمانيا تنتخب .. ما دور الاقتراع البريدي في حسم نتائج الانتخابات ؟
إلى جانب التصويت في مراكز الاقتراع، يسمح في ألمانيا أيضاً بالتصويت عبر البريد، وبسبب الوضع الوبائي الناجم عن جائحة كورونا، فإن التصويت بالبريد في هذه الانتخابات يحظى بأهمية كبيرة، نظراً لتزايد عدد المصوتين الذي اختاروا الإدلاء بأصواتهم عبر البريد.
وأعلنت ولاية هامبورغ، على سبيل المثال، أنها تلقت عدداً قياسياً من رسائل التصويت، قد يفوق أربعين بالمائة من مجموع عدد الناخبين، وحتى الإدارة الاتحادية للانتخابات، تتوقع استخدام نحو 40% من مجموع الناخبين حقهم في التصويت البريدي، وفق استطلاع قدمته القناة الألمانية الأولى، علماً أن العدد قبل أربع سنوات كان قد بلغ 28,6%.
بينما يتوقع روبرت فيركامب من مؤسسة “بيرتلسمان” أن تصل نسبة المصوتين عبر البريد إلى 50%، وإذا ما ثبت ذلك، فإن النتيجة التي سيعلن عنها عند الساعة السادسة مساء، كما هو التقليد في ألمانيا عبر الإعلان عن أولى التوقعات، ستكون أولية وغير مكتملة إلى حين احتساب عدد مهم من رسائل التصويت البريدي، وهي سابقة لم تشهدها ألمانيا، حيث لم تعط أهمية كبيرة إلى التصويت البريدي سوى في سنوات الجائحة وقبلها بقليل.
يذكر أنه تم السماح بالتصويت عبر البريد لأول مرة في عام 1957، وكانت النسبة آنذاك لا تتعدى 5%، وبعد ستين عاماً، وبالتحديد في الانتخابات البرلمانية 2017، قفزت النسبة إلى 28,6%.
ويشير فيركامب، في تصريحه لصحيفة “فيست دويتشه ألغمانيه تسايتونغ”، أن “تحديد وقت التصويت في يوم الأحد من الثامنة صباحاً إلى السادسة مساء لم يعد يواكب العصر بالنسبة للكثير من الناس”.
ومن جهته، يشير الباحث في مجال الانتخابات، ماتياس يونغ، إلى أن تزايد التصويت بالبريد سيكون له تأثير إيجابي لأحزاب على حساب أخرى، فبينما تفوق عدد الأصوات التي يحصل عليها التحالف المسيحي عن طريق البريد الأصوات، التي يحصل عليها من صناديق الاقتراع، تحصل أحزاب اليمين على أصوات أقل عبر البريد، مقارنةً بالتصويت في مراكز الاقتراع.
ويخلص يونغ، في حواره مع صحيفة “فيست دويتشه ألغيمانيه تسايتونغ”، إلى أن التصويت بالبريد يساعد الناخبين على حسم أصواتهم بشكل أبكر من التصويت في مراكز الاقتراع، ويوضح بهذا الخصوص أن “الكثير من الناس لا يحسمون في الحزب الذي يصوتون إلا في الأيام الأخيرة، بخلاف المصوتين عبر البريد، الذين تزايد عددهم، والذين اتضح أنهم يحسمون اختياراتهم ثلاثة أو أربعة أسابيع قبل التصويت”.
وهناك قسم مهم من المحللين يعتقدون أن غالبية الأصوات البريدية لن تكون في صالح الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إذ وعند انطلاق عملية التصويت البريدي قبل ستة أسابيع كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم واضح لغريمه الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 26%، مقابل 21% لمعسكر المحافظين، لكن استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة قلّصت الفارق بين الحزبين إلى ثلاث نقاط. (DW)[ads3]