تجارب لاستخدام فيتامين ” أ ” لعلاج فقدان حاسة الشم بعد الإصابة

قال باحثون بريطانيون إن قطرات من فيتامين أ في الأنف قد تعالج حالة فقدان حاسة الشم، أو تغيرها، لدى بعض الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد، وتجري جامعة إيست أنغليا البريطانية حاليا تجربة تستغرق 12 أسبوعا.

وسيتلقى بعض المرضى المتطوعين فقط العلاج، لكن سيُطلب من الجميع شم الروائح القوية، مثل رائحة البيض الفاسد، والورود.

وستبين صور مسح الدماغ إن كان الفيتامين قد أصلح المسارات الشمية المصابة أو “أعصاب الشم”، أو لا.

ويعد فقدان حاسة الشم، أو تغيرها، من الأعراض الشائعة لكوفيد، على الرغم من أن هناك عددا آخر من الفيروسات، مثل الأنفلونزا، يمكن أن يسببها أيضا.

وبينما يستعيد معظم الناس القدرة على الشم بشكل طبيعي في غضون أسبوعين، يعاني كثير منهم من اضطرابات مستمرة في التعرف على الروائح.

فقد أصيبت لينا النادي، وهي في الـ29 من عمرها وتعيش في لندن، بفقدان حاسة الشم، أو ما يعرف بـ “باروزميا” بعد كوفيد، وكان معنى ذلك تغير رائحة كثير من الأشياء الشائعة بالنسبة إليها.

فمياه الصنبور، على سبيل المثال، أصبح لها رائحة كريهة، تشبه رائحة مستنقع أو رائحة المجاري.

ورائحة عشب الكزبرة تماثل رائحة مزيل العرق، والبيض – وهو أحد الأطعمة المفضلة للينا- أصبحت رائحته مثل المطاط المحترق.

وتقول لينا: “حاسة الشم لدينا أمر لا نفكر فيه عادة، ولا يشغلنا”.

وتضيف: “لكن فقدانها أمر مدمر. فقد أثر في نظامي الغذائي بشكل كبير. فأصبح هناك الكثير من الأطعمة التي لم أتمكن من تناولها. وأصبح الأمر مزعجا فعلا.”

ووفق ما اوردت “هيئة الإذاعة البريطانية”، هناك أشياء بسيطة مثل الاستحمام، أو تنظيف الأسنان بالفرشاة أصبحت مزعجة بسبب فقدان حاسة الشم.

لكن حالة لينا تحسنت تدريجيا، وتوصلت إلى بعض الحيل التي تساعدها على التغلب على صعوبة الحياة. وتقول: “إضافة الليمون، أو الفلفل الحار إلى الأطعمة يمكن أن يجعل رائحتها أفضل”.

وتضيف: “جربت أيضا، وأعددت قوائم بالأطعمة الآمنة، التي لا تثير لدي الشعور بالتقيؤ، كان علي أن أكون مبدعة، حتى أتأكد من أنني أتناول ما يكفي من الطعام الصحي للبقاء في صحة جيدة”.

وقال كبير الباحثين، البروفيسور كارل فيلبوت، في كلية طب نورويتش في جامعة إيست أنغليا: “نريد معرفة إن كان هناك زيادة في حجم ونشاط مسارات الرائحة التالفة في أدمغة المرضى بعد علاجهم باستخدام قطرات فيتامين أ في الأنف”.

وأضاف: “سنبحث عن التغييرات في حجم البصلة الشمية، وهي منطقة فوق الأنف، تتحد فيها معا أعصاب الرائحة وتتصل بالدماغ. سننظر أيضا في النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالتعرف على الروائح”.

ويساعد فيتامين أ، أو الريتينول، في الحفاظ على:

– جهاز المناعة – دفاع الجسم ضد المرض والعدوى
– البصر وخاصة الرؤية في الضوء الخافت
– الجلد وبطانة بعض أجزاء الجسم بما في ذلك الأنف

ويحتوي عدد من منتجات الألبان، وبعض الخضروات، على هذا الفيتامين القابل للذوبان في الدهون، لكن يجب على الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين أ أن يدركوا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون ضارا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها