لماذا نعتمد في التنفس على فتحة أنفية واحدة دون الأخرى ؟
ما رأيك في إجراء تجربة بسيطة؟ اقترب من المرآة وتنفس من أنفك، عندما تقوم بالزفير ستلاحظ انتشار بخار الماء على المرآة بكل تأكيد، إذ ستتشكل علامتان من بخار الماء على سطح المرآة، واحدة من كل فتحة أنف، إلا أنك ستلاحظ أن إحداهما أكبر من الأخرى، لكن لماذا؟
ببساطة لأننا نعتمد في التنفس غالباً على فتحة أنف واحدة دون الأخرى، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”:
لماذا لا نتنفس من فتحتي الأنف بالتساوي؟
يقول الدكتور مايكل بينينغر، الطبيب في عيادة كليفلاند، إن فتحة أنف واحدة مسؤولة عن حوالي 75% من تنفسنا، فيما نتنفس من الفتحة الأخرى بنسبة 25% فقط.
ولا يوجد فتحة مهيمنة بشكل دائم، إذ تتبدل فتحة الأنف المهيمنة طوال اليوم، وهذا ما يسمى بالدورة الأنفية.
ورغم أننا لا نلاحظ ذلك عادةً، فأثناء الدورة الأنفية تحتقن إحدى فتحتي الأنف، وبالتالي تقل مساهمتها في تدفق الهواء، في حين يكون الاحتقان قد زال عن الأخرى.
وفي المتوسط، يتغير نمط الاحتقان كل ساعتين تقريباً، وفقاً لدراسة محدودة أجريت عام 2016 ونُشرت في مجلة PLOS One. وعادة ما يقضي الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى مزيداً من الوقت في التنفس من فتحة الأنف اليسرى، وفقاً للدراسة.
أسباب الدورة الأنفية
وفقاً لما ورد في موقع Medical Discovery News، يتم التحكم في الدورة الأنفية عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم أيضاً في الأمور التي لا نفكر فيها مثل معدل ضربات القلب والتنفس.
حيث تقوم أجسامنا بإرسال المزيد من الدم إلى النسيج الموجود بين فتحتي الأنف لزيادة حجمه وتوجيه الهواء المتدفق عبر إحدى فتحات الأنف، وبعد بضع ساعات، يتحول تدفق الهواء إلى فتحة الأنف الأخرى.
لكن لماذا يحدث ذلك؟ يعتقد بعض العلماء أن تدفق الهواء المتناوب يسمح لكل فتحة أنفية بالحفاظ على مستويات الرطوبة المثلى حتى لا يجف جانب واحد. وقد تحمي الدورة الأنفية أيضاً من التهابات الجهاز التنفسي أو الحساسية.
وفي حين لا يوجد سبب معين معروف للدورة الأنفية، إلا أنه يعتقد أنها قد تكون مرتبطة بحاسة الشم، فمن الممكن أن يؤدي تدفق الهواء الأسرع والأبطأ في كل فتحة أنفية إلى تحسين قدرتنا على التعامل مع مجموعة واسعة من الروائح.
قد ترتبط الدورة الأنفية أيضاً بمعدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الجلوكوز في الدم وغير ذلك.
الدورة الأنفية تزداد وضوحاً عند النوم
يقول بينينغر إن معظم الناس لا يشعرون بهذه الدورة الأنفية، إلا أنها تزداد وضوحاً أثناء النوم.
إذا استلقى الشخص على جانبه الأيمن، على سبيل المثال، فالجاذبية ستؤدي إلى أن تصبح فتحة الأنف السفلية- فتحة الأنف اليمنى- أكثر احتقاناً.
وإذا احتقنت فتحة الأنف اليمنى بشكل طبيعي في ذلك الوقت، فلن يحدث تأثير ملموس، ولكن إذا احتقنت فتحة الأنف اليسرى بفعل الدورة الأنفية وكانت فتحة الأنف اليمنى محتقنة بسبب النوم على الجانب الأيمن فقد يصعب على الشخص التنفس ويستيقظ من نومه.
وعادة لا يلاحظ الناس هذه الدورة إلا إذا كان لديهم انسداد ثابت في جانب واحد من أنوفهم، وفقاً لما أشار إليه بينينغر. وهذا قد يحدث إذا كان الشخص مصاباً بانحراف في الحاجز الأنفي، حيث يكون الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف منحرفاً عن مكانه، ما يؤدي إلى ميله إلى أحد الجانبين.
وبعض الأشخاص أيضاً تتشكل في أنوفهم زوائد طرية غير مؤلمة، يُطلق عليها الزوائد اللحمية، وقد يكون لها التأثير نفسه، والأورام قد تلفت الانتباه إليها أيضاً، إلا أنها أقل شيوعاً.
ورغم أنك قد تشعر بالاحتقان في أنفك عند إصابتك بنزلة برد، فإن هذا لا يكون بسبب الدورة الأنفية. وبشكل عام تحتقن فتحتا الأنف حين تكون مريضاً، لذلك ستواجه صعوبة في التنفس من أنفك بغض النظر عن المرحلة التي وصلت إليها الدورة الأنفية، وفقاً لما ورد في موقع “Live Science” الأمريكي.
وثمة طرق لتخفيف احتقان فتحتي الأنف في وقت واحد، وتنفس الشخص مؤقتاً من فتحتي الأنف بالتساوي إلى أن تعود الدورة الأنفية لمسارها.
يقول بينينغر إن الأدوية مثل بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان، وكذلك التمارين الرياضية، يكون لها التأثير نفسه.[ads3]