نجم برشلونة في نزول ليس فقط بسبب رحيل ميسي
كان فوز، الأحد، الرابع توالياً للغريم ريال مدريد بهدفين مقابل هدف في موقعة الكلاسيكو، وذلك في سيناريو لم يحصل منذ 56 عاماً، هزيمة تقلب المواجع على برشلونة، لأنها أثبتت أن المسألة لا تتعلق بلاعب حتى وإن كان بحجم ليونيل ميسي، وذلك لأن النجم الأرجنتيني كان متواجداً مع الفريق في خساراته الثلاث الماضية قبل أن يغادر باتجاه النادي الباريسي.
هناك أشياء تستحق الإشادة في الأداء الذي قدمه برشلونة في موقعته الأخيرة أمام الريال، وهي تمسكه بفلسفة الاستحواذ على الكرة، وإصراره على أن يكون الأكثر تسديداً على المرمى.
نقطة إضافية تحسب للبارسا تكمن في كفاحه الصلب وأداءه الجيد ضمن إمكانياته المتوفرة، وهذا ما أشار إليه لاعبه سيرجيو بوسكيتس عن حقٍّ حين قائل لقد “واصلنا السيطرة على الكرة لكن كان من الصعب علينا خلق فرص واضحة”. وتابع “لقد سجلوا هذا الهدف في الشوط الأول واستندوا إليه. كان أمراً مؤسفاً لأننا حاولنا لكن الأمور لم تسير كما أردنا”.
معاناة أمام الفرق الكبيرة
في المقابل، كان ريال مدريد الأكثر خطورة على مرمى منافسه والأكثر صلابة والأكثر اجتهاداً في اتباع خطة أوضح رسمها مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي. الوصفة سرّها يكمن في الهجوم المضاد الذي جاء منه الهدفين، ناهيك عن خلق المزيد من الفرص. ولو لم يقلص البديل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو الفارق لصالح برشلونة في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، لكانت نتيجة فوز الريال هدفين نظيفين، كما كانت النتيجة التي فاز بها جاره أتلتيكو على النادي الكاتالوني في ملعبه “واندا متروبوليتانو” قبل فترة التوقف الدولية، في أحد أكثر انتصاراته المقنعة على برشلونة منذ أعوام طويلة.
بدأ يظهر جليا أن البارسا بات يعاني أمام الفرق الكبيرة، إذ ومنذ تولى المدرب كومان المنصب، لعب فريقه ست مباريات ضد أتلتيكو وريال فخسر في خمسٍ منها وتعادل في واحدة. وأمام سان جرمان في الدور الثاني لدوري الأبطال الموسم الماضي، خسر برشلونة 2-5 في مجموع المباراتين، ثم خسر هذا الموسم بنتيجة واحدة صفر-3 أمام بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي في دور المجموعات.
ومنذ فوزه على المتصدر الحالي للدوري المحلي ريال سوسييداد في المرحلة الأولى، جاءت انتصارات برشلونة الأربعة على أرضه ضد فرق أقلِّ مستوى بكثير بدء بخيتافي وليفانتي وصولا إلى فالنسيا ودينامو كييف الأوكراني (في دوري الأبطال).
تراجع على مستوى الليغا
حاليا، يبدو كلُّ من ريال وأتلتيكو وسوسييداد وإشبيلية أقوى من برشلونة. التفسير الذي أدلى به المسؤول الفني للنادي رامون بلانيس ذهب إلى أن الفريق اليوم لم يعد يمتلك “لاعبين يتمتعون بالجودة والقوّة اللتين كانتا لدينا سابقاً. هذا فريق في طور إعادة البناء”.
مفهوم جدّا أن بديلا ملائما للاعب مثل ميسي أو الفرنسي أنطوان غريزمان الذي عاد هذا الموسم الى فريقه السابق أتلتيكو، أو الأوروغوياني لويس سواريس الذي انضم الى أتلتيكو الصيف قبل الماضي وساهم في قيادته الى لقبه الأول في الدوري منذ 2014، لن يتم الحصول عليه في يوم وليلة.
لكن أثناء عملية إعادة البناء، لا يمكن لبرشلونة تحمّل الانجراف بعيداً لأن العواقب المالية لفشل التأهل الى دوري أبطال أوروبا ستكون وخيمة جداً وستزيد من حجم الأزمة الاقتصادية التي يعانيها راهناً.
كما لا ينبغي أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فأمام برشلونة مباريات في المتناول، على الأقل على الورق، وذلك ضد رايو فايكانو، ألافيس، سلتا فيغو وجاره إسبانيول في الدوري المحلي، لأن ذلك سيمنحه فرصة إعادة نفسه لدائرة الصراع في حال نجح في استثمارها.
لا وقت للتراخي
ويجب القول أيضا إن برشلونة لا زال يمتلك طاقات قوية لولا نحس الإصابة، كما هو حال الهولندي فرنكي دي يونغ ونجمه الشاب أنسو فاتي العائد للتو إلى الملاعب بسبب الإصابة، لكنه أصيب ولسوء الحظ مجددا الأحد في الركبة على أمل أن ألا تكون خطيرة. كما أن عودة أغويرو والفرنسي عثمان ديمبلي وبيدري ستحدث فرقاً كبيراً في الهجوم.
هذا ما يحاول كومان شدّ الانتباه إليه حينما يقول إن “البطولة طويلة جداً وعلينا أن نستمر في التحسن”.
ومع ذلك، لا يمكن لبرشلونة التراخي ولو للحظة، لأن هزيمتين في مبارياته الثلاث الأولى في دوري الأبطال تركته ثالثاً في المجموعة الخامسة بفارق 6 نقاط عن بايرن ميونيخ المتصدر، فيما يحتل في الدوري الإسباني المركز التاسع بفارق ثلاث نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال وست عن سوسييداد المتصدر. وبالنسبة لبوسكيتس “هناك فجوة صغيرة لكن أعتقد أننا ننمو شيئاً فشيئاً. علينا الاستمرار”. (AFP)[ads3]