” الاستحمام بالنووي ” .. تجربة روسية تثير المخاوف و الجدل
ذكرت تقارير صحفية، مؤخرا، أن روسيا تعكف على تجريب إمداد المنازل بالمياه الساخنة عن طريق الطاقة النووية في منطقة سيبيريا، وسط مخاوف من أضرار وحوادث محتملة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن السلطات الروسية تسعى للإمداد بالمياه الساخنة، عبر استخدام “مفاعل عائم” في إحدى بلدات سيبيريا التي تسجل درجات متدنية للحرارة.
وجرى وضع هذا النظام الطاقي، في ميناء “بيفيك”، شمالي روسيا، وهو يستخدم طاقة تم توليدها على متن بارجة محاذية في المحيط المتجمد الشمالي.
وكانت هذه البارجة قد وصفت في وقت سابق بـ “تشيرنوبل العائمة”، في إشارة إلى الكارثة النووية التي وقعت سنة 1986، خلال أيام الاتحاد السوفياتي، وما زالت تبعاتها البيئية مستمرة حتى اليوم.
وتم تطوير هذا النظام من قبل شركة الطاقة النووية المملوكة للدولة الروسية “روستوم”.
وتقوم الفكرة على طرح الحرارة، على شكل بخار، من خلال أبراج التبريد الموجودة بمنشآت الانشطار النووي في البارجة.
وبحسب قناة “سكاي نيوز”، تقرر اللجوء إلى هذه التقنية من أجل توليد حرارة المياه، حتى لا يكون مآلها هو الضياع، ويقول مشرفون على المشروع إن الهدف منه هو التصدي لتغير المناخ.
ويقول بعض الخبراء إن هذا المشروع بوسعه أن يساعد على خفض تغير المناخ، لأنه يقلل الاعتماد على خيارات الفحم والغاز.
ويضيف المدافعون عن المشروع أن العمل جار أيضا في الولايات المتحدة والصين وفرنسا، لأجل إنشاء مفاعلات مماثلة.
وكتبت “ديلي ميل” أن سكان بلدة بيفك لا يحق لهم أن يتخذوا قرارا بشأن مصدر الطاقة، أي ليس بوسعهم أن يرفضوا الحرارة التي جرى توليدها عبر الطاقة النووية.
وتساءل بعض السكان حول الجوانب المتعلقة بالإشعاعات أو الانفجارات المحتملة، وقال أحدهم “نحاول ألا نفكر في الأمر”.
في المقابل، قال نائب عمدة بلدة بيفيك، مكسيم زوربن، إن السلطات لم تتلق أي شكوى بشأن المشروع من قبل السكان قبل وصول البارجة”.
وأوضح المسؤول المحلي “لقد شرحنا للناس ما يمكن أن يقع بشأن المشروع، فلم تكن ثمة أي اعتراضات”.
وفي بريطانيا، تعد الطاقة النووية من بين البدائل التي يدرسها رئيس الوزراء، بوريس جونسون، في إطار خطته الحكومية الساعية إلى خفض انبعاثات الغاز، أملا في الوصول إلى منع سخانات المياه التي تعمل بالغاز داخل البيوت بحلول 2025.
في غضون ذلك، لا يخفي بعض الخبراء خشيتهم من استخدام الطاقة النووية في تدفئة المياه التي يستخدمها الناس، في حاجياتهم الحيوية، بشكل يومي.
ويقول الباحث في مجموعة “بيلونا” البيئية بالنرويج، أندري زولوتكوف، أن الأمر يتعلق بتكنولوجيا نووية، وهذا يعني أن الخطر قائم.[ads3]