” الحياد الكربوني ” .. ألمانيا و دولة عربية تحضران مشروعاً رائداً في مجال الهيدروجين
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع ألمانيا، بذل الجهود لتسجّيل حضورٍ عالمي بارز على صعيد إنتاج مادة الهيدروجين الأخضر الذي يعوّل عليه في تسريع عملية الانتقال إلى الحياد الكربوني، وقدّمت أبو ظبي مؤخراً خارطة طريق لتحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وصولاً إلى الاستحواذ على 25% من حصة سوق الهيدروجين منخفض الكربون بحلول العام 2030.
ويقصد بـ”الحياد الكربوني” هو أن يكون صافي الإنبعاثات الكربونية صفراً، ويعدّ الهيدروجين عاملاً حاسماً للتخلص من الكربون في الصناعات الثقيلة، مثل صناعة الصلب، كما أنه يلعب دوراً رئيساً في جهود أوروبا للوصول إلى الحياد المناخي بحلول العام 2050.
وتؤكد الإمارات أنها تنفذ أكثر من 7 مشاريع طموحة في مجال الهيدروجين.
وتقول المندوبة الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، في حديثٍ أدلت بها على هامش مشاركتها في مؤتمر الأطراف للمناخ “كوب 26″، المنعقد في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، تقول إن بلادها تستهدف من خلال تلك المشاريع أسواق التصدير الرئيسة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، وألمانيا التي كانت سبّاقة في مدّ اليد للتعاون مع الإمارات في إنتاج الهيدروجين.
وأقامت شركة “سيمنز” الألمانية في دبي، العام الماضي، أول منشأة هيدروجين تعمل بالطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و”تم تصميم وبناء المحطة التجريبية لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك إنتاج الطاقة والتنقل”، وفقاً لوزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي.
وفي شهر كانون الثاني الماضي، تمّ نشر دراسة إماراتية ألمانية مشتركة حول أهمية الهيدروجين في تحول الطاقة، وفي الرابع من شهر تشرين الثاني الجاري، تم الاتفاق على إطلاق برنامج موسع يشمل تشكيل فريق عمل بين الجانبين في مجال الهيدروجين والوقود الصناعي.
ووزير الدولة للاقتصاد والطاقة في ألمانيا، أندرياس فيشت، قال في أعقاب مباحثاته مع المسؤولين الإماراتيين، لترسيخ أطر التعاون في مجالات الطاقة النظيفة: “تتمتع الإمارات العربية المتحدة بإمكانيات كبيرة للطاقة المتجددة”.
ويضيف فيشت أن “شراكتنا مع الإمارات في مجال الهيدروجين والوقود الصناعي تقربنا أكثر من أهدافنا الطموحة لإزالة الكربون، ولدينا العديد من مجالات التعاون مع الإمارات وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة”، على حد قوله.
ويؤكد الوزير الألماني أن بلاده حددت حاجتها السنوية من الهيدروجين بواقع 110 تيراواط/ ساعة، بحلول عام 2030، و”هي كميات غير متوفرة محلياً لذلك يتعين علينا استيراد معظمها، وبالنظر إلى الظروف المتميزة للطاقة المتجددة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإنها في وضع جيد لتصبح مصدراً رئيسا للهيدروجين الأخضر، ومساعدتنا في هذا المجال”، بحسب قوله.
وبالنسبة لألمانيا المتعطشة للطاقة، فإن تعزيز اقتصاد الهيدروجين الدولي ليس مجرد مسألة تضمن الوصول إلى ناقلات الطاقة الكربونية والمواد الأولية، بل هي أيضاً فرصة سانحة لها لكي تصبح في المستقبل القريب لاعباً رئيساً في عمليات توريد الهيدروجين على الصعيد العالمي. (EURONEWS)[ads3]