خسرت البشرية علومها و معارفها .. 10 تقنيات قديمة لا يمكن تكرارها اليوم
كلما كشف المختصون بعضاً من أسرار الماضي، اكتشفنا المزيد عن مقدار المعارف البشرية التي فقدناها؛ فكثير من الأدلة في التقنيات القديمة والتحف البائدة تشير إلى أن تطوُّر نوعنا البشري ربما لم يكن في اتجاه المستقبل دائماً.
توصلت الحضارات القديمة إلى اكتشافات وتقنيات مبتكرة لايزال يصعب علينا تكرارها، رغم كل التقنيات الحديثة والثورات العلمية والتكنولوجية.
نستعرض في هذه القائمة أبرز 10 تقنيات قديمة مدهشة ورائعة، لاتزال لغزاً بالنسبة للإنسان المعاصر، وفق ما اورد موقع “عربي بوست”:
1- أهرام الجيزة
من الصعب عدم الكتابة عن أهرام الجيزة في مقال يتحدث عن التقنيات القديمة الغامضة. أذهلت أهرام الجيزة العالم بأسره لآلاف السنين، ولا يعرف أحد حتى الآن على وجه اليقين كيف بُنيت.
فالهرم مصنوع من ملايين القوالب الحجرية، يزن كل منها عشرات أو مئات الأطنان.
ألَّف العلماء عشرات النظريات حول كيفية قيام قدماء المصريين بتحريك وتشكيل ورصّ تلك القوالب الحجرية، حسب ما نشره موقع History.
هناك نظريات المنحدر المستقيم، ونظريات المنحدر المتعرج، ونظريات المنحدر الداخلي، ونظريات استخدام المياه، ونظريات الخرسانة، حتى إن بعض النظريات تشير إلى استخدام آلات ضخمة ومعقدة وغير معتادة اختفت بمرور الوقت.
2- الفولاذ الدمشقي
كان الفولاذ الدمشقي معدناً مستخدماً بالشرق الأوسط في العصور الوسطى، وله شهرة أسطورية بفضل صلابته وإمكانية تشكيله إلى حواف حادة للغاية.
وبرغم الانتشار الكبير نسبياً للسيوف في العالم القديم ومرور 1100 عام على تصنيعها، ضاعت طريقة صناعة السيوف بهذا المعدن بمرور الزمن، حسب موقع Listverse النيوزيلندي.
حاولت العديد من النظريات تفسير كيفية زوال تلك التقنية تدريجياً، وركَّز معظمها بشكل أساسي على سرية عملية التصنيع وازدياد صعوبة الحصول على الخامات اللازمة.
وبالمثل، حاول العديد من الحدادين المعاصرين صناعة سيوف بنصال تحمل الخصائص الفريدة نفسها للفولاذ المدشقي، لكن لم يصل أي منهم للنتائج المثالية المنشودة.
3- بطارية بغداد
وهي أحد أكثر الاختراعات القديمة إثارة للجدل، بل إن الجهاز المثير للفضول سُرق في عام 2003 ولم يُعثر عليه بعد.
وبطارية بغداد، المعروفة أيضاً باسم بطارية بارثيان، قطعة أثريةٌ عمرها 2000 عام يمكن أن تكون نسخة قديمة من البطارية.
تم اكتشاف الاختراع القديم في عام 1983 من قِبل عالم آثار ألماني في خوجوت ربو، وهي منطقة خارج بغداد مباشرة.
بداخل الجرة الفخارية، توجد أسطوانة نحاسية وقضيب حديدي. إذا تم سكب سائل حمضي ضعيف بداخلها، مثل الخل أو حتى عصير العنب، فإن المزيج سيؤدي إلى توليد “البطارية” نحو 1 فولت من الكهرباء.
ويبقى السؤال: لماذا يحتاج سكان بلاد ما بين النهرين البطارية؟
الإجابة غير واضحة، وحتى يومنا هذا لم يجد علماء الآثار سوى بطارية واحدة، ولا يوجد سجل مكتوب يصف وظيفة الجرة بالضبط.
ومع ذلك، لدى الباحثين بعض النظريات السائدة حول الاختراع القديم.
من المحتمل أن تكون بطارية بغداد قد استخدمت في طلاء العناصر بالكهرباء عند الحاجة لوضع أكثر من طبقة معدنية.
واقترحت نظرية أخرى استخدام الجهاز في الاحتفالات الدينية، وربما لصدمة المصلين كهربائياً.
ومع ذلك، فإن الهدف الحقيقي لبطاريات بغداد لايزال قيد المناقشة، مع عدم وجود تفسير حاسم في الأفق.
4- النار الإغريقية
تعد النار الإغريقية تقنية تاريخية مثيرة للاهتمام، فرغم روعتها فإن تركيبتها مازالت لغزاً. استُخدم هذا السلاح القديم بشكل أساسي في الإمبراطورية البيزنطية بين القرنين السابع والثالث عشر. وتتكون من أنبوب مثبَّت على سفن الأساطيل البيزنطية وتطلق نيراناً كثيفة تشبه الهلام على سفن الأعداء.
تشهد عشرات المصادر الموثوقة بوجودها، لكن بنهاية القرن الرابع عشر، اختفت كل الروايات المتعلقة بهذا السلاح.
هناك اعتقاد بضياع التركيبة إما بسبب التدهور التدريجي للإمبراطورية وإما لخسارتها الأراضي التي تحتوي على المكونات والموارد اللازمة.
وتحولت النار الإغريقية إلى سر غامض؛ نظراً إلى قدرتها على البقاء مشتعلة على سطح المياه وصعوبة إخمادها، ويعتقد بعض الخبراء أنها أشبه بالنابالم، وهو سائل هلامي يلتصق بالجلد، قابل للاشتعال.
5- كأس ليكرجوس
ترجع كأس ليكرجوس إلى الملك ليكرجوس في القرن الرابع الميلادي، وهي تحفة فريدة من نوعها.
وبعيداً عن جمالها الخارجي، تظل المكونات الأساسية لكأس ليكرجوس من العجائب القديمة التي يحتار فيها خبراء اليوم.
فزجاج الكأس ثنائي اللون؛ يظهر باللون الأحمر عندما يكون مصدر الضوء من الخلف، وأخضر عندما يكون مصدر الضوء من الأمام.
لا يوجد كثير من الآثار المماثلة في هذه الفترة الزمنية، ويتطلب هذا التأثير اللوني المزدوج معالجة دقيقة ومحسوبة لجزيئات الذهب والفضة الدقيقة.
إلا أنه من غير المرجح أن يكون الرومان توصلوا إلى تقنية “النانو” في القرن الرابع الميلادي، إذ إننا لم نكتشفها إلا في سبعينيات القرن الماضي؛ وهو ما دفع بعض علماء الأثار إلى اعتقاد أن التغيُّر اللوني المزدوج كان محض صدفة.
6- دبابة دا فينشي
ربما كان ليوناردو دافينشي أذكى من عاش على سطح الأرض، ولهذا السبب كان من المحير أن يصمم مركبة حربية مدرعة لا تعمل.
امتلكت الدبابة البدائية الثقيلة، التي أطلق عليها اسم “مركبة ليوناردو الحربية”، درعاً مخروطياً، وكانت تشبه السلحفاة العملاقة.
كانت تشبه السلحفاة فعلاً، لأنها كانت بطيئة جداً وغير عملية في ساحة المعركة. وما يزيد الأمر غموضاً، أن ترتيب التروس اللازمة لحركة المركبة كان عكسياً.
لذا من غير المرجح أن يخطئ المهندس اللامع دافينشي مثل هذا الخطأ، ويعتقد بعض المؤرخين أنه تعمَّد تخريب المركبة؛ حتى لا يستخدمها أحد.
7- جرس أكسفورد الكهربائي
عكس معظم الابتكارات في هذه القائمة، لم يستغرق العلماء وقتاً طويلاً لاكتشاف كيفية عمل جرس أكسفورد الكهربائي. المشكلة هي أن هذا الاكتشاف يتطلب إيقاف تجربة الجرس التي استمرت 181 عاماً دون توقف.
يدق الجرس منذ عام 1840. صممته شركة Watkins and Hill في لندن، واستخدمت بطاريتين جافتين لتزويد تلك الأداة المتأرجحة بالطاقة.
عادةً ما نتوقع استهلاك طاقة تلك البطاريات البدائية بعد فترة قصيرة، لكن المكونات الفريدة للبطاريات المستخدمة في الجرس تجعلها تعمل حتى الآن.
ورغم رغبة العلماء الشديدة في معرفة تلك المكونات، لا يجرؤ أحد على المخاطرة بإنهاء واحدة من أقدم التجارب العلمية في العالم قبل أوانها.
8- نيبينثي
كان نيبينثي دواء استخدمه الإغريق والمصريون القدماء من أجل الشعور بالسعادة وتخفيف الألم. تشير السجلات التاريخية وأساطير تلك الحقبة إلى الدواء باسمٍ معناه “دواء الحزن”.
من الواضح أن “نيبينثي” كان نوعاً من مضادات الاكتئاب أو المواد الأفيونية، لكن ليس لدى المؤرخين أي فكرة عن مادته الأساسية.
تتضمن النظريات المتعلقة بطبيعة دواء “نيبينثي” كلاً من الشيح والقنب والأفيون، والنظرية الأخيرة هي الأكثر شيوعاً. لكن المشكلة هي أن الأفيون كان معروفاً لدى الإغريق بالفعل وكان مستخدماً في جميع أنحاء العالم القديم؛ حتى إنهم جسدوا آلهة النوم تحمل زهرة الخشخاش.
فما الداعي إلى ابتكار مصطلح جديد لدواء معروف إذاً؟
9- آلة أنتيكيثيرا
عُثر على هذه الآلة في حطام سفينة قبالة ساحل جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية، وجمع العلماء ما يكفي من القطع لاكتشاف استخدامها.
هي عبارة عن نموذج للنظام الشمسي أو نظام شمسي ميكانيكي مصنوع في القرن الأول أو الثاني الميلادي على أقصى تقدير، وآليتها متطورة ومعقدة ولم يسبقها مثيل في التاريخ حتى بعد ذلك بـ1200 عام.
تحتوي الآلة على ما لا يقل عن 37 ترساً متداخلة، وتتحرك جميع قطعها بشكل متزامن، للتنبؤ بحركة الأجرام السماوية بدقة معقولة.
تذكر كتب التاريخ أجهزة أخرى مماثلة ترجع إلى ذلك العصر، لكن لم يكن أي منها بنفس تعقيد وتطوُّر آلية أنتيكيثيرا، التي وُصفت بـ”الكمبيوتر التناظري”، حسب موقع Interesting Engineering.
10- صخور ساكسايهوامان
يعد ساكسايهوامان أحد حصون الإنكا خارج مدينة كوزكو في بيرو، ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس عشر. وما يجعل موقع الحصن مبهراً وعجيباً هو جدرانه المصنوعة من الأحجار المتراصة والمكدسة والتي يصل وزن كل منها إلى نحو 100-120 طناً.
طبيعة الأحجار مصقولة وناعمة وتتناسب حوافها بشكل مثالي مع بعضها البعض، مما يشير إلى أنها أذيبت ثم أُعيد تشكيلها داخل نوع من الأفران. ولا يمكن أن يكون هناك فرن بهذا الحجم، لاسيما منذ نحو 600 عام.
انقسم الباحثون حول كيفية صهر تلك الأحجار؛ منهم من اقترح استخدام أنظمة معقدة من المرايا والزجاج تستخدم الطاقة الشمسية وتعززها، لكن لا يوجد ما يشير إلى وجود مثيل لتلك الأنظمة.
بينما اقترح آخرون أن الجدران كانت متعرجة في الأصل لكن الحرائق الطبيعية أدت إلى انصهار الأحجار معاً جزئياً بهذا الشكل. إلا أن التجارب أظهرت أن النيران العادية غير المركزة ليست قوية بما يكفي للتأثير على الحجارة.[ads3]