ألمانيا : تدهور الوضع الوبائي يدفع بإلزامية اللقاح لواجهة النقاش
أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني، صباح الأحد، زيادة معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا المستجد مجدداً ووصوله إلى مستوى قياسي منذ تفشي الوباء.
والتلقيح ضد كورونا رافقته شائعات عدة تكبر ككرة الثلج على منصات التواصل الاجتماعي رغم دحضها بالحقائق العلمية، ومن بين تلك الشائعات أن التطعيم يغير الحمض النووي أو أن الدواء أفضل من التطعيم، ما يعرض صحة الملايين للخطر.
وأوضح المعهد، الأحد، أن هذا المعدل، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ صباح الأحد 372,7، بينما كان المعدل ذاته قبل أسبوع بلغ 289,3، وقبل شهر 85,6.
وأضاف المعهد أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت إجمالي 42 ألفاً و727 حالة إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، فضلاً عن 75 حالة وفاة.
وتشير بيانات المعهد إلى أن إجمالي حالات الإصابة بالفيروس منذ بدء تفشيه في البلاد في ربيع العام الماضي خمسة ملايين و354 ألفاً و942 حالة إصابة، وحذر المعهد من أن إجمالي العدد الفعلي لحالات الإصابة قد يكون أعلى من ذلك كثيراً، نظراً لعدم اكتشاف وتسجيل الكثير من حالات الإصابة.
وسبق للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الصحة ينس شبان في الحكومة المنتهية ولايتها، أن تحدثا عن “وضع كارثي” و”حالة طوارئ” تمر منها البلاد بسبب ارتفاع الإصابات.
ومازال النقاش محتدماً بين القوى السياسية حول الإجراءات التي لا بدّ من اتخاذها في ظل هذا الوضع، لكن الحديث عن إغلاق جديد يبدو محتشماً إلى غاية اللحظة، عدا هيئة الأطباء الألمان التي طالبت “بإجراءات أكثر حزماً” لكسر الموجة الرابعة.
وكانت الآمال معلقة على اجتياز المرحلة الحرجة من الوباء بتلقي أكثر من 70% من السكان للقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، لكن الإصابات عاودت ارتفاعها مع بداية الخريف بشكل غير مسبوق.
وبعد أن لجأت الجارة النمسا إلى إغلاق شامل لأسبوعين مع فرض إجبارية التلقيح، انتقل الأمر إلى قضية في النقاشات العامة بألمانيا، ولم يستبعد مفوض الحكومة لشؤون السياحة بأن تفرض برلين إلزامية التطعيم.
وقال توماس بارايس، المفوض لدى الحكومة الحالية لتسيير الأعمال في ألمانيا، لوكالة الأنباء الألمانية، إن وضع تفشي الفيروس الذي يزداد احتداماً بصورة مستمرة، يجعل من الواضح أنه لا يمكن تجنب فرض إلزام تلقي اللقاح عاجلاً أو آجلاً، وأضاف: “بتأمل الماضي، كان خطأ عدم رؤية ذلك من البداية”.
وقال بارايس: “بالنسبة لي، لم يعد ممكناً سياسياً تحمل مسؤولية أن قطاعات بأكملها وتجار تجزئة ومشغلي مطاعم وحانات وقطاع دور العرض السينمائي وأوساطاً ثقافية ومنظمي فعاليات يعيشون لمدة 20 شهراً في حالة طوارئ تفرضها الحكومة ويواجهون مخاوف وجودية كبيرة، بينما يتمتع آخرون بحرية عدم تلقي اللقاح”.
وأشار إلى أنه تسنى حتى الآن إنقاذ كثير من رواد الأعمال من خلال إجراءات تاريخية وضخ أموال كثيرة، ولكن “ذلك لن يستمر دائما”.
والشي ذاته ذهب إليه رئيس حكومة ولاية بافاريا، ماركوس زودر، معرباً عن اعتقاده “بأنه لن يمكن تجنب ذلك في النهاية”، أما الاشتراكيون، المرشحون لقيادة الحكومة المقبلة في ائتلاف ثلاثي يضم حزبي الخضر والليبرالي الحرّ، فما يزالون يرفضون إلزامية اللقاح.
وبحسب استطلاع تم إجراؤه بتكليف من صحيفة “بيلد آم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية، ونشرته في عددها الصادر الأحد، يرحب 52% من الألمان بفرض إلزام عام بتلقي لقاح كورونا، فيما عارض 42% ذلك، وأحجم 7% عن الإدلاء برأيهم أو لم يحسموا أمرهم. (DPA – AFP – DW)[ads3]