إلزامية التلقيح في ألمانيا ..  ” جدل جديد قديم ! “

تعيش ألمانيا منذ نحو أسبوع على وقع ارتفاع قياسي في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا، فقد وصل عدد الإصابات إلى نحو أو يتجاوز عتبة الـ50 ألف في اليوم، ما يفرض ضغوطات كبيرة على المستشفيات، ويُهدد باتباع إجراءات صارمة لتفادي سيناريو خروج الأوضاع عن السيطرة.

وقال وزير الصحة الألماني ينس شبان، في تصريحات خص بها صحيفة “راينيشه بوست”، إن “الوضع في ولايات ساكسونيا وبافاريا وبادن فورتمبيرغ وتورينغن خطير للغاية.. يتعين علينا لأول مرة نقل المرضى على نطاق واسع داخل ألمانيا”.

ورغم أن السلطات العليا الألمانية قادت حملات كبيرة من أجل تلقي التطعيم، إلا أن فئة تصل إلى نحو 30% ترفض تلقي التطعيم بمبررات مختلفة، منها الأعراض الجانبية للقاح ونظرية المؤامرة، وغيرها.

ويبدو أن معارضة التطعيم في ألمانيا والنقاشات الجارية حالياً هي نفسها التي كانت في القرن التاسع عشر، إذ قال المؤرخ الألماني مالته تيسين إن التطعيم هو أحد إنجازات القرن التاسع عشر، مُضيفاً في مقابلة خص بها القناة الألمانية الثانية “ZDF” أن معارضة التطعيم في ألمانيا لها تاريخ طويل، وأنه دائماً ما كانت هناك مقاومة له.

وقال تيسين: “إذا نظرت إلى الوراء قليلاً، فإنك ستحصل على لمحة عن اليوم”، وأردف: “في نهاية القرن التاسع عشر كان الناس يتجادلون حول ما نتعارك من أجله اليوم.. الحقوق الأساسية ولمن ينتمي الجسد، وأيضاً حول نظرية المؤامرة”.

وتابع: “غرف صدى الإنترنت التي نأسف لها كثيراً كانت موجودة أيضاً في ذلك الوقت.. في المظاهرات وفي المجلات المناهضة للتلقيح زفي الجمهور، حيث يدافع المرء عن نفسه”.

و”غرف الصدى” مصطلح يقصد به البيئة التي يلاقي فيها شخص ما فقط المعلومات والآراء التي تعزز آراءه، مما يمكن أن يجعل غرف الصدى تخلق معلومات مضللة، وتصعب من مهمة الشخص في التفكير، والأخذ بعين النظر وجهات النظر المعارضة، ومناقشة الموضوعات المعقدة، بحسب ما أورده الموقع التعليمي ” GCFLearnFree”.

ويرى المؤرخ مالته تيسين أنه سادت طويلاً حالة من الجدل بشأن الطريقة الأفضل للخروج من الأزمة، إلا أنه في نهاية القرن التاسع عشر ازداد الضغط الاجتماعي، وتم إعلان فرض التطعيم الإجباري، مُضيفاً أنه يشكك في أن التطعيم الإجباري هو “الحل المثالي” رغم ما له من مزايا، فالتطعيم الإلزامي يتسبب في مقاومة أكبر من المعارضين للقاح، كما أنه قد يؤدي إلى ازدهار تجارة شهادات التطعيم المزورة، بحسب رأيه.

وأشار نفس المتحدث أن الأسئلة التي تطرح حالياً بخصوص استراتيجية التطعيم ضد كورونا ليست جديدة.

ويدور في ألمانيا حالياً جدل كبير حول إلزامية التلقيح من عدمه، إذ أن إلزامية التلقيح تثير إشكالات قانونية ودستورية وفق وجهات نظر حقوقيين وسياسيين، بحسب ما أوردته وكالة “د ب أ” الألمانية. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها