BBC: آنالينا بيربوك .. أول و أصغر وزيرة خارجية في تاريخ ألمانيا ؟
أصبحت آنالينا بيربوك، التي تتشارك رئاسة حزب الخضر مع روبرت هابيك، أول امرأة تتولى منصب وزيرة الخارجية في تاريخ ألمانيا.
وستتولى بيربوك، الناشطة البيئية الأربعينية/ التي رشّحها حزب الخضر في الانتخابات التشريعية الأخيرة لمنصب المستشارة، لكنّها فشلت في تحقيق هذا الهدف، مهامها مطلع كانون الأول.
وتشكل ائتلاف حكومي، الأربعاء، بين الإشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين والخضر، والذي سيدشّن عهد ما بعد أنغيلا ميركل، أما الرئيس المشارك الآخر للحزب، فسيكون من جهته على رأس وزارة تجمع بين المناخ والاقتصاد، كما ستصبح بيربوك، أصغر شخص يتولى هذه الحقيبة في تاريخ البلاد.
وتوصف الأم لطفلين، المتزوجة من المستشار السياسي دانيال هوليفليش، بأنها سريعة الحركة ومتشددة، إضافةً إلى اهتمامها الدقيق بتفاصيل السياسة.
ونشأت بيربوك في مزرعة بالقرب من مدينة هانوفر الشمالية، وقد تعرفت مبكراً على السياسة عندما اصطحبها والداها إلى مظاهرات مناهضة للأسلحة النووية في الثمانينيات.
وعندما كانت في سن المراهقة، شاركت في مسابقات الترامبولين، وفازت بثلاث ميداليات برونزية في البطولات الألمانية، ولقد علمتها الرياضة أن تكون “شجاعة”، على حد قولها.
ودرست بيربوك العلوم السياسية والقانون العام في هانوفر، قبل الحصول على درجة الماجستير في القانون الدولي العام من كلية لندن للاقتصاد، وبعد أن جربت العمل في الصحافة، انضمت إلى حزب الخضر في عام 2005، وترقت لتصبح رئيسة فرع براندنبورغ للحزب في عام 2009، ودخلت بيربوك مجلس النواب “بوندستاغ” كنائبة في عام 2013.
وينسب الفضل لبيربوك وروبرت هابيك، بصفتهما زعيما الخضر منذ عام 2018، في إكمال تحول الحزب إلى قوة رئيسية لا يستهان بها.
ووعدت بيربوك، خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بتنشيط الدبلوماسية الألمانية، لا سيّما من خلال تبنّي لهجة أكثر حزماً تجاه كلّ من روسيا والصين.
وبيربوك معارضة شرسة لخط أنابيب الغاز “نوردستريم 2″، الذي سيسمح بمضاعفة إمدادات الغاز الروسي لألمانيا، من دون المرور عبر أوكرانيا، التي كانت حتى الآن دولة الترانزيت التقليدية لهذه المادّة الحيوية.
واتهمت بيربوك موسكو مؤخراً برفع أسعار الطاقة في أوروبا، من خلال وقف إمدادات الغاز حتى يتم اعتماد خط الأنابيب بالكامل، وقالت إن ألمانيا لا يمكنها السماح “بالابتزاز”.
وكذلك، دعت بيربوك إلى “الحوار والصلابة”، وحث الاتحاد الأوروبي على “عدم السذاجة” في تعامله مع العملاق الآسيوي.
ويتعيّن على الحكومة الألمانية المقبلة أن تعتمد “مقاربةً أخرى تجاه الأنظمة الاستبدادية”، إذ إنّ بيربوك تعتبر هذا الأمر “مسألة أساسية” لضمان “سلامتنا وقيمنا”.
ويرى المنتقدون أن بيربوك لم تشغل قط دوراً حكومياً، وكانت سياسيةً غير معروفة نسبيًا حتى بالنسبة للعديد من الألمان منذ وقت ليس ببعيد.
وتم الكشف عن قلة خبرة بيربوك في الحملة الانتخابية، عندما واجهت تدقيقاً بشأن إعلان المكافأة المتأخر، وعدم الدقة في سيرتها الذاتية، ومزاعم السرقة الفكرية في كتابها الجديد.
وفي مرحلة ما، بعد إلقاء كلمة أمام الجمهور، تم التقاط صوتها على الميكروفون وهي تنطق بكلمة بذيئة أثناء مغادرتها المسرح، لكن بيربوك اعترفت بارتكاب أخطاء خلال مسيرتها، ثم سحبت كتابها من السوق لاحقا.
ورد حزب الخضر على الهجمات المتحيزة جنسياً وحملات الكراهية عبر الإنترنت، التي قالوا إنه لم يواجهها أي مرشح آخر خلال السباق.
ونجحت بيربوك في التغلب على العاصفة، بعد أن رفض هابيك الدعوات لاستبدالها كمرشح للمستشار.
وستكون بيربوك ثاني من يتولى حقيبة الخارجية في ألمانيا من حزب الخضر، على خطى يوشكا فيشر المخضرم في الحزب، الذي خدم في عهد غيرهارد شرودر، من 1998 إلى 2005. (BBC)[ads3]