ألمانيا : حكم قضائي بقانونية قيود مكافحة كورونا قبيل اجتماع حاسم

تجري المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل وخليفها المحتمل أولاف شولتس، الثلاثاء، مباحثات مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية الـ 16، وذلك لبحث الخطوات التالية في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد.

وسبق المباحثات حكم من المحكمة العليا، من شأنه أن يؤطر القيود التي سيتم تطبيقها لمعالجة أسوأ تفشي للجائحة في البلاد، فقد قضت المحكمة العليا بأن الحكومة الاتحادية كانت قد تصرفت بصورة قانونية عندما فرضت حظر التجول وقيوداً على التواصل أثناء الموجة الثالثة لتفشي وباء كورونا، في ربيع عام 2021.

وذكرت المحكمة الدستورية الاتحادية في كارلسروه أن الإجراءات تداخلت بصورة كبيرة مع حقوق أساسية مختلفة، ولكنها كانت متماشية مع القانون الأساسي للبلاد “في ظل الخطر الشديد للوباء”، كما أجازت المحكمة ما قررته الحكومة الاتحادية من العمل بنظام الحصص الدراسية بالتناوب وإغلاق المدارس في إطار ما يعرف بتدابير “مكابح الطوارئ، التي تم العمل بها خلال الموجة الثالثة لجائحة كورونا في ربيع العام الحالي.

ورفضت المحكمة دعاوى قضائية مرفوعة ضد هذه الإجراءات من تلاميذ وأولياء أمور، لكنها اعترفت في الوقت نفسه ولأول مرة بـ “حق الأطفال والشباب حيال الدولة في التعليم المدرسي”.

وتتعرض السلطات الألمانية لضغوط لتطبيق قيود جديدة مع ارتفاع أعداد حالات الإصابة بالفيروس واكتشاف حالات إصابة بمتحور أوميكرون الجديد في البلاد.

وترتفع الأصوات من مختلف الأطياف السياسية إلى تطبيق تدابير أكثر صرامة لمكافحة الفيروس، بعد أن وصل معدل الإصابة خلال سبعة أيام إلى مستوى قايسي جديد.

وفي هذا السياق، صرح المتحدث المعني بشؤون الصحة بحزب الخضر، يانوش دامن، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، بأن هناك حاجة إلى “إغلاق جزئي موحد في العديد من مناطق البلاد لكسر الموجة الرابعة” من الوباء.

وقال إن هذا لا يعني إغلاقاً عاماً، بل عمليات إغلاق مستهدفة في المناطق التي تشهد خروج الوضع عن السيطرة، وأضاف: “يجب أن تظل المدارس ومراكز الرعاية النهارية مفتوحة، مع ارتداء الكمامات وإجراء الفحوص اليومية، إذا ما كان ذلك ممكناً”، فيما يعتقد زعيم حزب الخضر، روبرت هابيك، أنه يجب على الولايات الألمانية ذات الإصابات المرتفعة بكورونا تبكير العطلات المدرسية.

ومن جانبه، دعا رئيس حكومة ولاية بافاريا، ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، مجدداً، إلى تحرك حاسم يشارك فيه الجميع.

وقال زودر لإذاعة “بايريشر روندفونك”: “الآن يجب على الحكومة الاتحادية أن تقوم بواجبها”، مشيراً إلى أن هذا يجب أن يشمل إتاحة الفرصة للصيدليات لتقديم التطعيم وضمان توفر لقاحات كافية.

وفي سياق متصل، تظاهر حوالي 1400 شخص في شمال شرق ألمانيا ضد فرض المزيد من التدابير لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية، الثلاثاء، إنه رغم القيود الصارمة، خرجت مسيرات في مدينتي روستوك وغرايفسفالد، مساء الاثنين، فضلاً عن مسيرة احتجاج في نيوبراندنبورغ.

وكانت مظاهرة روستوك هي الأكبر، حيث شارك فيها نحو 900 شخص، قرب ميناء المدينة.

وبحسب مكتب الصحة بالولاية، بلغ معدل الإصابة بالفيروس، الاثنين، 402 إصابة لكل 100 ألف شخص من السكان في غضون سبعة أيام.

وعلى مستوى البلاد، أظهرت بيانات معهد “روبرت كوخ”، الثلاثاء، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا منذ بدء الجائحة إلى خمسة ملايين و836813، بعد تسجيل 45753 إصابة جديدة.

وأشارت البيانات إلى ارتفاع إجمالي عدد الوفيات إلى 101344 بعد تسجيل 388 وفاة جديدة.

وكانت ألمانيا قد سجلت، الاثنين، أعلى معدل إصابة أسبوعي بالفيروس، بلغ 452.4 لكل 100 ألف شخص، وهو مقياس لمدى انتشار الفيروس. (DPA – REUTERS – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها