في الختام .. مشاهد عاطفية مؤثرة لأبطال ” لاكاسا دي بابل “
انتهى الجزء الأول من ”Money Heist“ ضمن سلسلة مواسم ”لاكاسا دي بابل“ الخمسة، بمقتل ”طوكيو“ في مشهد عاطفي أثار ردود الفعل المؤثرة وقتها، وأشعل حماس المشاهدين.
ومثلت النهاية مشهداً قمماً، أبقى شغف الجمهور في العالم لمعرفة ما يتبع هذا الحدث، وقد أثار الاستهجان، إقدام منصة ”نتفلكس“ على تقسيم الموسم الخامس لجزأين.
المسلسل الذي قام ببطولته ألفارو مورتي، وقدم دور البروفيسور، وأروسولا كوربيرو بدور طوكيو، وألبا فلوريس بدور نيروبي، وباكو توس بدور موسكو، وميفيل هيران بدور ريو، وبيدرو ألونسو بدور برلين، وخايمي لورينتي بدور دينفر، وداركو بيريك بدور هلسنكي.
والجمعة، انطلقت أحداث الجزء الثاني من الموسم الخامس للمسلسل الجماهيري، عبر المنصة، بالاهتمام بمقتل طوكيو ومحاولة أفراد العصابة التغلب على الفقد بزوال أحد أفراد العصابة.
وبدا الجزء الثاني عاطفيًا درامياً بالإضافة إلى اعتماده على الإثارة والحركة، ويبرز العرض جانبًا من معنى الحياة، وهو ما أكسبه المزيد من العمق والتأثير، ويحافظ هذا الجزء على ذكريات الماضي المتعلقة ببرلين وطوكيو مبقيًا دوريهما في صدارة المشاهد.
برلين التي قدمت دور أخت سيرجيو وانتهى حضورها في الموسم الثاني، بالموت الدرامي، تعود للحضور عبر الذكريات المؤثرة كونها إحدى العقول المدبرة لسرقة بنك إسبانيا، وكانت طريقة استعادتها بارعة، وأضيف إلى ذلك ابنها الذي مثل ظهوره إضافة للرؤية المعنوية لهذا الجزء.
وفي خاتمة هذا العرض تركز القصة على ماضي برلين، مظهرة دورها الحيوي في التخطيط مع الأستاذ وباليرمو لسرقة البنك واستخراج الذهب، فيما يسترجع الكاتب أليكس بينا في هذا الجزء مشاهد من الماضي عن حياة سيرجيو، مبرزًا كيفية انطلاق السرقة في مدار عائلته.
عرض ديمقراطي
على طريقة تفنيد الانطباعات يعطي المخرج أليكس بينا لكل شخصية ميكروفونها الخاص، لاستعراض خيط من التجربة وإعلان الخذلان العاطفي من استكمال العملية، وإعلان التخوف والتشكك في قدرات الأستاذ على طرح المزيد من الحلول للاستمرار في عملية سرقة بنك إسبانيا.
ويحسب لهذا الجزء الاهتمام بالبعد الجواني للشخصيات، مقدمًا الجوهر والدافع لكل شخصية بشكل منفرد، وكأن العرض استعراض ديمقراطي لآراء شخصيات المسلسل حول العالم، وهي طريقة لافتة ومؤثرة، لختام القصة.
وينجح المخرج في هذا الجزء من استثارة الأدرينالين لدى المشاهدين، من خلال مشاهد حابسة للأنفاس خلال تنفيذ عملية السرقة ومشاهد الماضي حول الشخصيات ضمن دراما إجرامية مدهشة. كما حافظ المخرج على شخصياته خلال هذا العرض، دون فقد أو وفيات كما حدث في المواسم السابقة، لكن هذا العرض كان ممتلئًا بالشهيق المتعمق، لاستعادة ذكريات مؤلمة مع الشخصيات المفقودة.
لكن في جانب الأكشن استعادت العصابة قدرتها على المضي في عملية السرقة في جانب من التكريم لطوكيو ونيروبي، واستعاد البروفيسور قدرته على ضبط الأمور ولجم الفوضى التي أحدثتها أليسيا سييرا بالهروب.
وبينت الأحداث سقوط الكولونيل تامايو وتفوق أفراد العصابة في مهمتهم الإجرامية. ومن خلال الرجوع بالزمن إلى الماضي استعرض هذا الجزء ذكريات باليرمو مع برلين، واحتفالهما بإنجاز مهمة ناجحة في عملية سرقة بدت مستحيلة، وظهر باليرمو مستعرضًا لقدراته في اتخاذ منصب القيادة لإنجاح هذه السرقة.
العودة للبنك
بينما ركز الجزء الأول لهذا الموسم على طوكيو والأرواح المتعددة لها، يركز الجزء الثاني على فقدان سيرجيو وأندريس لوالدهما. وبينما ظن الجميع أن العصابة فقدت الأمل في إكمال المهمة، يدخل البروفيسور البنك بطريقة فيها شيئًا من الكوميديا، واستثمر المخرج هذا التفوق لدمج لحظات مؤثرة بغناء جماعي مرة أخرى لأفراد العصابة لأغنية بيلا تشاو، كما وأعطى المخرج فرصة للمشاهدين بفك احتباس الأنفاس، من خلال خروج مبهج لأفراد المجموعة، من البنك وبحوزتهم الذهب، في مشهد احتفالي مبهج.
ورغم علم الجميع بأن هذا الجزء هو خاتم للمسلسل برمّته لكن المخرج كان مصرًا على إبقاء التقلبات والاعتصار الذهني والعاطفي حتى اللحظات الأخيرة، واستخدم الفلاش باك بطريقة مدروسة، لإظهار رؤية الشخصيات بشكل أوسع ومن كان من الجمهور قد أحب شخصية منهم، فقد تعلق بها أكثر، وقد أظهر أبطال العمل قدرات جديدة هذه المرة من خلال إتقان المشاهد العاطفية بالإضافة للحركات القتالية، فأعطى الحديث الجواني لكل شخصية المزيد من البريق والقبول.
وبحسب شبكة “إرم نيوز”، إنها نهاية مقنعة لمسلسل استمر على مدار سنوات في تقديم المتعة والإثارة للمشاهدين، أنجزت خلاله سرقتين مستحيلتين، كما رآهما البعض، لكنهما قد تمّتا بنجاح وفق سيناريو ذكي مليء بالتقلبات والمواقف الإنسانية.
وعلى الرغم من كون صلب المسلسل عملية سرقة، لكن السيناريو قدم مبادئ وقيم جيدة، من خلال إظهار التضحية والتماسك العاطفي بين أفراد المجموعة، وإصرار البروفيسور على اجتياز المهمة بنجاح. كما كانت طريقة تقديم الشخصيات الإجرامية بتسليط الكاميرا على الجانب الجوهري لهم مما زاد من عشق المشاهدين لهم.
وهذا المسلسل بعمومه كان لعبة شطرنج مذهلة تحققت فيه كافة أركان الذكاء، من خلال صراع عقلي أيدولوجي، فالأمر لم يكن فقط إتمام عملية سرقة بل قدرة على تحويل رأي الجمهور في جانب من التعاطف والتقبّل لهذه المهمة، وعدم تقبل رأي السلطات حول العصابة، وقد نجح البروفيسور في ذلك ومجموعته.[ads3]