مربية نحل ألمانية تقدم نصيحة للآخرين : ” حافظ على رفاهية النحل “
انتشرت تربية النحل في المناطق الحضرية بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة، بعد أن ظهرت مستعمرات للنحل في الكثير من المدن حول العالم، حيث يمكن العثور عليها فوق أسطح المباني، وفي الساحات الخلفية، وحتى الشرفات.
ومن الناحية الفنية، يمكن لأي شخص أن يقوم بتربية النحل بدون أن يتلقى تدريباً محدداً، سواء كان ذلك في مدينة أو أي مكان آخر، وهو ما قد يفسر حجم الشعبية التي صارت هذه الهواية تحظى بها.
ومع ذلك، فغالباً ما يوصي الخبراء بتلقي الدروس أو التعلم من مربي النحل من ذوي الخبرة أولاً، لأن هذه الهواية التي تتطلب الكثير من الوقت، تأتي مع مسؤولية تجاه الآلاف من الكائنات، وتتطلب الكثير من المعرفة الفنية والتفاني والاخلاص.
وفي ألمانيا، على سبيل المثال، تعتبر تربية النحل مهنة معترف بها أيضاً، تتضمن تلقي تدريب لمدة ثلاثة أعوام.
وتعمل كيارا كوزر، كمربية نحل محترفة، في غرفة الزراعة بولاية شمال الراين فيستفاليا، الواقعة غربي ألمانيا، وتتسم وظيفتها بالصعوبة وتتطلب المثابرة والثبات، بحسب ما توضحه الشابة (23 عاماً) خلال مقابلة معها.
والدرس الأول المتعلق بوظيفة مربي النحل، هو أن كل يوم في تلك الوظيفة يختلف عن اليوم السابق، وذلك لأنها تتضمن القيام بمهام معقدة ومتنوعة.
وتوضح كوزر أنه “في اليوم العادي خلال فصل الصيف، نقوم بتحميل الشاحنة بأدوات ومعدات في الصباح الباكر”، ثم تسافر مع فريقها لتفقد مستعمرات النحل.
وتقول مربية النحل: “علينا أن نتأكد من أن النحل لديه مساحة كافية تناسب مراحل الحصول على العسل التى تبدأ بوضع البيض، وذلك لمنع التكدس، كما نقوم بإنشاء غرف جديدة للعسل إذا لزم الأمر، ونتحقق بصورة أساسية مما إذا كانت جميع المستعمرات تعمل بصورة جيدة”.
ويتعين على كوزر توثيق كل خطوة بعناية من أجل زملائها.
وعلى الرغم من أن النحل يكون نشطاً خلال أشهر الصيف الدافئة، إلا أن فصل الشتاء ما زال يمثل فترة حافلة جداً بالنسبة لمربي النحل.
وتقول كوزر: “يتعين علينا تجهيز النحل لفصل الشتاء، للتأكد من أنه لديه ما يكفيه من الطعام”.
وفي أثناء هذا الوقت، تقوم أيضاً بمعالجة أقراص الشمع الفارغة وتنظيفها وتخزينها، لحمايتها من غزو الحشرات، وتجهيزها للموسم التالي.
وبالإضافة إلى ذلك، دائماً ما يكون هناك شيء يحتاج إلى إصلاح بين خلايا النحل، وتحتاج كوزر أيضاً إلى الوقت من أجل تجهيز نفسها للأسواق التي تقوم ببيع العسل والشمع فيها.
وبالنسبة لمربية النحل الشابة، فإنه من المهم أن تتنقل مع نحلها من مكان إلى آخر، مما يعني أنها تجمعه في الصباح الباكر وتقوم بإطلاقه في مكان آخر.
ويبدو الأمر غريباً، إلا أن المربية الشابة تتطلع أيضاً إلى تعرضها إلى لدغة النحل الأولى في بداية كل عام، حيث يعني ذلك بالنسبة لها أن الموسم قد بدأ، بحسب ما توضحه.
وتشرح، قائلةً: “نحاول العمل بدون استخدام أدوات واقية مثل الأقنعة أو القفازات، لأن ذلك يسمح للمرء، ببساطة، أن يحصل على رؤية وإحساس أفضل بالنحل ومستعمراته”.
ويعني ذلك أن كوزر تتعرض للدغ النحل مرةً واحدة على الأقل يومياً خلال الموسم الرئيسي، موضحةً: “لكن المرء سريعاً ما يعتاد على ذلك”.
ويجب أن تكون رفاهية النحل دائماً في مركز اهتمامات من يقوم بتربية النحل، مما يعني الاضطرار إلى اتخاذ قرارات صعبة، أحياناً، بسرعة كبيرة.
وتحذر كوزر أن ذلك قد يكون صعباً في بعض الأحيان، وذلك على سبيل المثال، عندما تهدد مستعمرة بالانهيار ويحاول المرء السيطرة على تعرضها لغزو ما.
وتقول الخبيرة: “لا يمكن للمرء التهرب من المسؤولية والعواقب، لأنه في النهاية يكون الهيئة التنفيذية المسؤولة عن الخلية”.
ويقلل الكثير من مربي النحل الطموحين بشكل خاص، من الجهد البدني المطلوب لهذه المهمة، التي توضحه كوزر، بفولها: “أنها مهمة شاقة للغاية، لأنها تتضمن الكثير من الحرفية، بالاضافة إلى بعض أعمال التنظيف”.
وإذا كان المرء على استعداد لبذل الجهد ولم يكن عازماً على تحقيق الأرباح، فإنه من الممكن أن تكون تربية النحل وسيلة مجزية للتفاعل مع الحيوانات والبيئة. (DPA)[ads3]