ذوبان الجليد يكشف مئات الكائنات و عشرات الفيروسات و كنوزاً مدفونة منذ سنوات

قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، في تقرير، إن الذوبان السريع للأنهار الجليدية في أماكن مثل غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) له آثار مروعة على مستقبل الكوكب، لكنه ذو آثار إيجابية أيضاً على البشرية.

حيث كشفت تقارير عن تقلص الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا بسرعة أكبر بكثير من الأنهار الجليدية في أجزاء أخرى من العالم، مما يهدد إمدادات المياه لملايين الأشخاص في آسيا.

إضافة إلى تسبّب فقدان الجليد على مستوى العالم في تشوه قشرة الأرض، تشمل الأضرار الجانبية الناجمة عن هذا المصنوعات اليدوية والاكتشافات العلمية التي كشف عنها الجليد المنحسر.

إذ كشف ذوبان نهر جليدي في شمال إيطاليا عن مجموعة من كنوز الحرب العالمية الأولى في مايو/أيار 2021 .

ففي كهف بجبل سكورلوزو، حيث احتمى 20 جندياً نمساوياً في الحرب، اكتُشِف طعام وأطباق وسترات وأشياء أخرى.

قال المؤرخ ستيفانو موروسيني لشبكة “سي إن إن”، إنَّ الباحثين دخلوا الكهف لأول مرة في عام 2017، عندما ذاب النهر الجليدي المحيط، وعثروا على ما مجموعه 300 قطعة نتيجة للذوبان، مع مراتب من القش وعملات معدنية، وخوذات وذخيرة، وزجاجات، وحتى صحف.

في حين أبلغت صحيفة “إندبندنت”، في أغسطس/آب 2021 عن اكتشاف 28 فيروساً جديداً يُعتقَد أنَّ عمرها 15000 عام تعيش داخل الأنهار الجليدية.

عُثِرَ على الفيروسات، التي تختلف عن المعروفة للعلماء، في عينات الجليد المأخوذة من الغطاء الجليدي “غوليا” في هضبة التيبت غربي الصين.

قالوا إنَّ العلماء حددوا 33 جينوماً فيروسياً في المجمل؛ و28 منها على الأقل جديدة. وعُثِر على أربعة من الفيروسات المعروفة تصيب البكتيريا.

لا يُعتقَد أنَّ هذه الفيروسات الجديدة ضارة بالبشر، وفقاً للعلماء الذين يأملون في أن تساعدهم على فهم المزيد عن تطور الفيروس وتغير المناخ.

وفقاً للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فقدت هضبة التيبت، التي تُعرف أحياناً باسم “القطب الثالث” في العالم، ما يقرب من ربع جليدها منذ عام 1970، بسبب أزمة المناخ.

بالمثل، كشف ذوبان الجليد داخل التربة الصقيعية في القطب الشمالي الروسي عن حياة قديمة مدفونة هناك منذ آلاف السنين.

وجد تحقيق أجرته قناة “سكاي نيوز”، في الضرر البيئي الناجم عن ذوبان مخازن الكربون الضخمة في هذه المنطقة أجزاء من أنياب حيوانات الماموث، بالإضافة إلى شظايا من عظم وحيد القرن الصوفي.

جابت تلك الحيوانات في الماضي الأراضي العشبية في القطب الشمالي قبل أن تنقرض؛ ويعود وحيد القرن إلى حوالي 14000 إلى 15000 عام، والماموث إلى حوالي 10500 عام، في نهاية العصر الجليدي الأخير.

توصل تقرير إلى أنَّ الذوبان السريع للتربة الصقيعية في القطب الشمالي يمكن أن يطلق نفايات مشعة من الغواصات النووية التي تعود لحقبة الحرب الباردة والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والفيروسات الجديدة.

بين عامَي 1955 و1990، أجرى الاتحاد السوفييتي 130 اختباراً للأسلحة النووية في أرخبيل نوفايا زمليا قبالة الساحل الشمالي الغربي لروسيا. وأطلقت التجارب حوالي 265 ميغا طن من الطاقة النووية وأُغرِقَت أكثر من 100 غواصة نووية خرجت من الخدمة في بحر كارا وبارنتس القريبين.

إضافة إلى ذلك، أنتج مرفق Camp Century الأمريكي للأبحاث تحت الجليد الذي يعمل بالطاقة النووية في غرينلاند “نفايات نووية وديزل هائلة”.

في الوقت نفسه، فإنَّ التربة الصقيعية التي يزيد عمقها على ثلاثة أمتار هي واحدة من البيئات القليلة على الأرض التي لم تتعرض للمضادات الحيوية الحديثة.

حيث وُجِد أنَّ أكثر من 100 من الكائنات الحية الدقيقة المتنوعة، التي عُثِر عليها في التربة الصقيعية العميقة في سيبيريا، مقاومة للمضادات الحيوية، ومع ذوبان الجليد الدائم، هناك احتمال أنَّ تختلط هذه البكتيريا بالمياه الذائبة وتُكوِن سلالات جديدة من الفيروسات الموجودة مقاومة للمضادات الحيوية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها