اللياقة البدنية : هل تحقق تطبيقات الهواتف نفس كفاءة المدرب الشخصي ؟

مع بداية عام 2022 يستأنف كثيرون معركتهم من أجل إنقاص الوزن والحصول على لياقة بدنية، وفي ظل توافر مجموعة كبيرة من تطبيقات اللياقة البدنية عالية التقنية لمساعدة المستخدمين لتحقيق الهدف، يبرز سؤال: هل هي بالفعل أشبه بتوظيف مدرب شخصي بشري؟

كانت جيني وينر، قبل أربع سنوات، تعاني من تراجع لياقتها البدنية.

وأرادت وينر تحسين صحتها الجسدية والنفسية، بيد أن التمارين التي كانت تمارسها كانت غير مكثفة فضلا عن عدم اتباعها لبرنامج تدريبي مناسب.

وقالت إنها عندما ذهبت إلى صالة ألعاب رياضية، كانت غالبا تختار الخيارات “السهلة”، مثل الركض على جهاز المشي، تفاديا لممارسة المزيد من التمارين الشاقة.

كما لم يتوفر لديها الاستعانة بمدرب شخصي يرشدها بسبب التكلفة العالية، إذ تبدأ أسعار الساعة الواحدة عادة من 30 جنيها استرلينيا.

اكتشفت وينر، البالغة من العمر 32 عاما، وتعمل مديرة تنظيم أنشطة في مدينة سانت ألبانز البريطانية، تطبيق “فريليتكس” للياقة البدنية.

وبحسب “هيئة الإذاعة البريطانية”، لاستخدام التطبيق يتعين أولا إدخال معلومات عن تجاربك السابقة في اللياقة البدنية وتفضيلاتك وأهدافك، ثم يستخدم المدرب الافتراضي هذه المعلومات للتوصية بنظام تدريب شخصي.

وفي نهاية كل تمرين، يطلب تطبيق “فريليتكس” من وينر تقديم ملاحظاتها عن مدى الملاءمة والصعوبة، ثم يستخدم نظام الذكاء الاصطناعي في التطبيق إجاباتها، فضلا عن إجابات 53 مليون مستخدم آخرين في شتى أرجاء العالم، لتعديل جلسات التدريب في المستقبل.

وتقول وينر: “الذكاء الاصطناعي كان أحد الأشياء الرئيسية التي أثارت اهتمامي. كنت أذهب في الماضي إلى صالة الألعاب الرياضية كل يوم، لكني لم أحصل على نتائج”.

وأضافت: “عندما اكتشفت (تطبيق) فريليتكس، كان بمثابة مدرب شخصي في جيبي، ورفيقي في صالة ألعاب رياضية”.

وتقول إنها رأت التمارين ممتعة، نظرا لعدم تماثل اثنين على الإطلاق، ونتيجة لذلك، ساعدها التطبيق على إنقاص وزنها (24.4 كجم).

تصل تكلفة تطبيق المدرب الشخصي الرقمي الخاص بتطبيق فريليتكس، الذي يطلق عليه اسم “كوتش”، 1.78 جنيها إسترلينيا في الأسبوع.

ويقول كورنيليوس برونر، كبير مسؤولي المنتجات والتكنولوجيا في الشركة، إن التطبيق “أصبح أكثر ذكاء وأفضل” بفضل تقديم المستخدمين المزيد من الملاحظات.

وعلى الرغم من ذلك يقول أنتوني باباثوماس، خبير علم النفس الرياضي واللياقة البدنية، إن مثل هذه التطبيقات ليست بديلا عن المدربين الشخصيين من البشر.

ويضيف باباثوماس، كبير المحاضرين في المركز الوطني للطب الرياضي والتمارين الرياضية بجامعة لوبورو: “من خلال العلاقة الشخصية، ستكتشف هذا الإحساس المتزايد النابع من الاحتياجات”.

ويقول: “إذا كنت لا تحب الجلسة، أو إن لم تكن في حالة مزاجية جيدة، فهذا هو الحال غالبا، لا سيما مع تغيير سلوك التمرين، لست متأكدا ما نوع إشعار التنبيه الذي يمكن أن تحصل عليه على هاتفك، مع الأخذ في الاعتبار أننا بشر ولدينا اهتمامات أخرى غير الصحة ولياقتنا البدنية”.

ويقول باباثوماسى إن المدرب “البشري” من المرجح أن يتعاطف أكثر كما “أن التمرين قد يكون مستداما فقط إذا استمتعنا به”.

ويضيف توم بورليت، مستشار التسويق في برايتون، إنه اعتاد ممارسة الرياضة، لكنه فقد الحافز بعد ارتباطه بعلاقة.

تلقى بورليت وشريكته دعوة لحضور حفل زفاف، وقرر كلاهما إنقاص قدر معين من الوزن لاستعادة لياقته في الحفل.

اكتشف بورليت تطبيق “فيتنس إيه آي”، الذي يستخدم طريقة مشابهة بتطبيق “فريليتكس”والبحث في بيانات المستخدمين لتحسين وتخصيص جميع التمارين المناسبة لهم.

ويقول: “غالبا ما أستخدم البيانات في عملي، وأجدها مفيدة بشكل رائع للتأكد من إحراز تقدم باستمرار، لذا أعجبتني الطريقة بأكملها”.

ويضيف: “يمكن أن يكون أحد أوجه الاعتراض في التدريب هو الاستمرار في أداء نفس الأشياء (تكرار تمرين معين)، أو الأوزان، كل أسبوع، وعدم التحفيز في كل مرة. وعلى الرغم من ذلك، ساعد التطبيق في تحديد ما يجب عليّ أن أسعى لتحقيقه كل أسبوع”.

وعلى الرغم من اعتياد بورليت على أخذ فترات راحة طويلة، من دقيقتين إلى ثلاث دقائق بين كل مجموعة من التمارين في صالة الألعاب الرياضية، فإن الذكاء الاصطناعي للتطبيق حافظ له على الهدف، وأعطاه فترة راحة دقيقة واحدة، وفقا للتمرين المحدد أو جلسة رفع الأثقال وطريقة الأداء.

ويقول إن التطبيق ساعده، بشكل عام، في تحقيق هدفه في إنقاص وزنه (19 كيلوغراما) قبل شهر تقريبا من الحفل.

ويعتقد جيك مور، مؤسس تطبيق “فيتنس إيه آي”، أن الطريقة الحسابية للذكاء الاصطناعي تجعله أفضل من المدرب الشخصي.

ويقول: “يجري التطبيق الكثير من العمليات الحسابية في الخلفية لمعرفة الشكل الذي يجب أن تبدو عليه خطة التمرين، وعلى الرغم من أن المدربين يعتبروا عوامل تحفيز كبيرة للمتدربين، إلا أنهم ليسوا محترفين في العمليات الحسابية”.

وربما ليس من الغريب أن تعترض إيمي فيكتوريا لونغ، مدربة شخصية في لندن، على هذا الطرح.

وتقول: “المدربين الشخصيين تكلفتهم أعلى، ولكن عندما تُنظم جلسات فردية، يمكنك التحقق من هيئة الفرد البدنية، لترى أنهم يؤدون التمارين بشكل صحيح، هذا يضمن بالفعل عدم تعرضهم لأي إصابات بسبب التمارين التي يمارسونها، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث بالفعل حال استخدام تطبيق”.

وتضيف: “لا أعرف صحتهم البدنية فحسب، بل صحتهم النفسية، لأنه في بعض الأحيان يتدرب الأشخاص طوال الوقت، وقد لا يكون ذلك جيدا لصحتهم النفسية. الأمر الذي لا يكتشفه التطبيق”.

وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تساعد تطبيقات اللياقة البدنية، في بعض الأحيان، من خلال طرح أسئلة على المستخدم قد يشعر المدرب البشري بحرج عند طرحها.

مثال ذلك تطبيق “جينيس”، وهو تطبيق لياقة بدنية للبطلة الأولمبية البريطانية جيسيكا إينيس-هيل، يطلب بيانات من المستخدمات عن دوراتهن الشهرية، من أجل برمجة تدريباتهن الرياضية بشكل أفضل.

وتفسر ذلك إينيس-هيل وتقول: “المحادثات اليومية التي نجريها (عبر التطبيق) مع كل امرأة تعني أننا نجري تحديثات للتوصيات لهن بانتظام، بحيث تحصل المستخدمة دائما على تمارين أكثر ملاءمة لملفها الهرموني”.

وتضيف: “يعني ذلك أنك تفعل ما يناسب جسمك، وتحقق أكبر استفادة من التمرين، كما تستفيد من نشاطك الهروموني كل يوم”.

الفكرة تروق لراشيل كاري، جندية بريطانية سابقة تبلغ من العمر 37 عاما، وتقول إنها تحصل على مزيد من تمارين القوة بعد عملية التبويض، بينما تحصل في أول 14 يوما من الدورة الشهرية، على مزيد من التمارين عالية الكثافة.

وتضيف كاري: “توصيات التمارين بناء على خارطة الدورة الشهرية أكثر ملاءمة بكثير من الناحية الفسيولوجية بالنسبة لي”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها