لاعب يعود لكرة القدم بعد إيقافه 12 عاماً

انتظر المهاجم الإيطالي فرانشيسكو فلاتشي، هداف سامبدوريا السابق، 12 عاماً للعودة إلى الملاعب من جديد، بعد قضاء واحدة من أطول فترات الإيقاف بتاريخ كرة القدم، على خلفية تورطه في تعاطي الكوكايين والتلاعب بنتائج المباريات.

ولعب فلاتشي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بين عامي 1993 و2010، مع فريقي فيورنتينا وسامبدوريا، وتم إيقافه بعد ذلك أكثر من مرة خلال فترة لعبه لفريق بريشيا، إلا أن العقوبة الأخيرة كانت قاسية وامتدت فترة الإيقاف 12 عاماً.

وعلى الرغم من كونه يبلغ من العمر 46 عاماً، فإن فلاتشي لم ييأس وقرر العودة إلى الملاعب بعد انتهاء فترة الإيقاف، إذ انتقل إلى فريق سيينا الذي ينافس في دوري الدرجة الخامسة الإيطالي، وتدرَّب معه لخمسة أشهر قبل المشاركة في مباراته الأولى.

ولعب فلاتشي نصف ساعة في مباراة سيينا الأخيرة بالدوري، ونال ترحيباً حاراً من الجماهير، بينما كان اللاعب المخضرم متأثراً بالأجواء.

وقال فلاتشي لموقع Football-Italia بعد المباراة: “شعرت بالدوار قبل المباراة، لم أنم خلال الليلة السابقة، أنا سعيد للغاية الآن، وأريد أن أشكر كل أولئك الذين جعلوني أشعر بأنني لاعب كرة قدم مرة أخرى”.

ويرغب فلاتشي بالاستمرار في كرة القدم رغم تقدمه بالعمر، وقال: “الرحلة بدأت للتو، لنرى ما سيحدث لاحقاً”.

في أوائل عام 2007، كان فرانشيسكو فلاتشي في طريقه لأن يصبح أسطورة في سامبدوريا، بعدما سجل أكثر من 100 هدف واستُدعي للمشاركة مع منتخب إيطاليا لأول مرة.

لكن حياة فلاتشي تغيرت في الساعات التي تلت مباراة سامبدوريا أمام إنتر ميلان، في 28 يناير/كانون الثاني 2007 عندما ثبت تعاطيه الكوكايين.

وعلى الفور تم إيقاف فلاتشي عن ممارسة أي نشاط كرة قدم، قبل أن يتم إيقافه لمدة عامين.

وقال فلاتشي لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”: “لقد فقدت كل شيء في تلك اللحظة بالذات، لقد بدأت العام بهدفين وتم استدعائي للمنتخب الوطني”.

وفلاتشي ليس بعيداً عن الجدل، ففي عام 2006، وبناءً على عمليات التنصت الهاتفية اتُّهم بمحاولة التلاعب بنتائج المباريات وتم إيقافه لمدة شهرين، وقال وقتها: “لا علاقة لي بهذا الأمر، لم أقبل هذا الإيقاف قط”.

ووضعت أهداف فلاتشي وعددها 110 مع سامبدوريا اللاعب في المركز الثالث على قائمة هدافي النادي، خلف روبرتو مانشيني وجيانلوكا فيالي.

وقال فلاتشي: “بعد الغياب القسري لمدة عامين، عُرضت عليَّ فرصة للعب مع فريقَين في دوري الدرجة الثانية وهما بريشيا وإمبولي، لكن أحداث السنوات السابقة كان لها أثرها، فمن الناحية الذهنية، لم أعُد الشخص نفسه ولم أستطع تجنب الوقوع مرة أخرى فيه”.

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2009، أثبتت نتائج الاختبار تعاطي فلاتشي الكوكايين مرة أخرى، وتم إيقافه 12 عاماً.

وبدا من المؤكد أن فلاتشي لن يلعب مرة أخرى، لكن الآن وبعد 12 عاماً من إيقافه الثاني عاد إلى كرة القدم رغم أنه بلغ من العمر 46 عاماً.

وفي الوقت الذي كان يُحظر فيه على فلاتشي لعب كرة القدم؛ تولى تدريب فريق باجنو ريبولي المحلي بشكل غير رسمي، وفاز بلقبي الدوري والكأس على صعيد الهواة، كما قام بتدريب فرق الشباب في سيينا، ومنذ تفشي فيروس كورونا، يعطي دروساً فردية حول تقنيات كرة القدم لـ50 طفلاً.

وبدأت قصة عودة فلاتشي بعد ممازحة بينه وبين صديقه أندريا باليريني، رئيس نادس سيينا.

وقال فلاتشي قبل أشهر من عودته: “أنا متحمس جداً، لأن الموعد يقترب، بدا كل شيء على أنه مزحة، ولكن بعد ذلك أصبحنا أكثر جدية بشأن ذلك، كنت أساعد سيينا، حيث قدمت يد المساعدة في قطاع الشباب”.

وأوضح: “بدأ أندريا في استفزازي ويقول لي: “لا يمكنك اللعب بعد الآن، أنت كبير في السن”.

وتابع: “لم أدخل إلى ملعب كرة قدم مناسب مكون من 11 لاعباً لمدة 12 عاماً، لكنني رجل كرة قدم وأنا أعيش من أجل المشاعر التي فاتني كثيراً، أتدرب الآن والأحاسيس تشبه تلك التي شعرت بها كلاعب حقيقي، التعرض والضغط مختلفان، لكن بعض ديناميكيات كرة القدم، مثل الحياة في غرفة الملابس، هي نفسها على جميع المستويات”.

وأكمل فلاتشي: “أعلم أنني ارتكبت خطأ وعوقبت على ذلك، أعرف أيضاً أنني لست بالسرعة التي كنت عليها، لكن يمكنني القيام بدوري ومساعدة هؤلاء الرجال على الإيمان بأنفسهم، أريدهم أيضاً أن يفهموا كم هي جميلة كرة القدم”.

وأضاف: “بعد هذا العار، تفكر في كل شيء، من المهنة التي ألقيتها في سلة المهملات، صورتك العامة، الألم الذي سببته لعائلتك، لم يتفاعل الناس بشكل جيد في البداية، لكن مع مرور الوقت أثبتُّ أنني فهمت أخطائي ويمكنني إعادة بناء معظم العلاقات”.

وواصل: “في البداية، كانت مشاهدة كرة القدم تجعلني أشعر بالمرض، ولكن بعد ذلك شمَّرت عن ساعدي ومضيت ببطءٍ مرة أخرى، لقد فتحت مطعمين في فلورنسا وقضيت وقتي في تقديم الطعام، منذ أن عرفت أنني سألعب تلقيت كثيراً من المكالمات والرسائل، وهذا يثبت أن كثيراً من الناس ما زالوا يحبونني”.

وأقر فلاتشي: “أنا لست ضحية، لقد ارتكبت خطأ ولا أريد أن يسلك الآخرون المسار نفسه، أتلقى كثيراً من ردود الفعل الإيجابية من تدريبي”.

وواصل: “من السهل جداً الحُكم عليَّ من الخارج، أولئك الذين يعرفونني يعرفون أيضاً ما أنا عليه، أنا الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل 20 أو 30 عاماً”.

وختم فلاتشي: “أعلم أن المرء يمكنه أن يرتكب الأخطاء ويسقط، ولكن المرء يمكنه أيضاً أن يقف على قدميه، الحياة مليئة بالأحداث غير المتوقعة، ما أريده هو أن أقوم بدوري وأن أُظهر أنني أستطيع أن ألعب دوراً في كرة القدم”.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها