الأدوار الإقصائية في البطولات الأوروبية بحلتها الجديدة !

مع دخولنا إلى المراحل الإقصائية في البطولات الأوروبية يتجدد الحماس لمعرفة أبطال النسخة الجديدة من البطولة القارية الأعرق في القارة العجوز دوري أبطال أوروبا، بجانب بطولة الدوري الأوروبي ودوري المؤتمرات الأوروبي، البطولة الأحدث في سجلات اليويفا. لكن المراحل الإقصائية هذه المرة تأتي بطابعٍ جديد ومختلف.

منذ عام 1965 أقدمت اليويفا على إضافة خاصية فريدة للمباريات الإقصائية، بحيث يتضاعف فعالية هدف الفريق الذي يسجل خارج أرضه، ولطالما غير هذا القانون مجرى أحداث البطولات الأوروبية، بحيث تغيرت بطاقة تأهل العشرات من الفرق في العديد من الأدوار الإقصائية على مدار العقود الماضية، ما شكل قائمة الأبطال التي نعرفها اليوم.

وبحسب صحيفة “القدس العربي”، أحد الأمثلة على القانون رأيناه في مواجهة روما وبرشلونة في ربع نهائي موسم 2017/18 التي انتهت فيها مباراة الذهاب على ملعب “كامب نو” 4-1 لصالح برشلونة، فيما انتهى الإياب في استاد “الأوليمبيكو” في روما 3-0 لنادي العاصمة الإيطالية ما أهله إلى نصف النهائي.

فرغم انتهاء المباراتين بمجموع 4-4 إلا أن هدف روما على أرض الكتالان أعطاه الأسبقية في التأهل للدور التالي. كما وصل توتنهام إلى نهائي 2019 بعد تغلبه على إخفاقه 1-0 في أرضه في مباراة الذهاب مع أياكس لينتهي مجموع المباراتين بالتعادل مع تسجيل لوكاس مورا ثلاثية في ملعب “يوهان كرويف” في أمستردام في مباراة الإياب.

اليوم، وبعد سنوات من التكهنات، قرر اليويفا إلغاء قاعدة الأهداف خارج الأرض بدءاً من هذا الموسم في مباريات خروج المغلوب في دوري الأبطال والدوري الأوروبي في مباراتي الذهاب والإياب. وعلى هذا الأساس، فإن النتيجة الإجمالية ستكون الآن العامل الحاسم، والتعادل في مجموع الأهداف سيدفع إلى الوقت الإضافي. فإذا ظلت العدد متساويا بعد 30 دقيقة إضافية، تذهب المباراة إلى ركلات الترجيح كما هو معروف.

ووفقا للهيئة الحاكمة في كرة القدم الأوروبية، فهناك فجوة بنسبة 17% فقط بين الأندية التي تفوز على أرضها أو خارجه، مقارنة بفارق 42% في السبعينات. كما أن عدد الأهداف التي سجلتها الفرق على أرضها وخارجه أقرب بكثير مما مضى. كما علق رئيس اليويفا أليكساندر تشيفيرين على القرار الجديد قائلاً: “مع الأخذ في الاعتبار تشابه أساليب لعب الأندية في جميع أنحاء أوروبا، والعديد من العوامل المختلفة التي أدت إلى تراجع ميزة اللعب على الأرض، اتخذت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم القرار الصحيح بتبني وجهة النظر القائلة أنه لم يعد مناسباً الهدف خارج الأرض ليحمل وزناً أكبر من هدف واحد على أرضه”.

كلام تشيفيرين لا يأتي من فراغ، حيث شكل القانون الكثير من الجدل خلال العقود الماضية، خصوصاً خلال الفترة القليلة الماضية بعدما تقاربت قدرات الأندية الكبرى بصورة كبيرة في القارة العجوز. فنظراً لتقارب النتائج ولكمية تأثير هذا القانون على مجريات البطولة بشكلٍ كبير، فقد تقرر إلغاؤه.

ربما يعد هذا القرار صائبا من اليويفا وطال انتظاره. ورغم أن القرار سيقتل شيئاً من الإثارة الدائمة التي رافقت البطولات الأوروبية في السنوات القليلة الماضية، إلا أن تقارب أداء الأندية الأوروبية ونتائج مواجهاتها يؤكد على أهمية القرار الذي سيجنب رسم نتائج البطولة بصورة غير عادلة. فالهدف هو أعلى “هيئة/سلطة” في اللعبة، وعوامل ثانوية كموقع أرضية المباراة يجب ألا يؤثر أو يزعزع من قيمة السلطة الأهم في اللعبة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها