ماذا ينتظر روسيا بعد حرمانها من استضافة نهائي دوري الأبطال ؟

ألقت العملية العسكرية التي تشنها روسيا على أوكرانيا بظلالها على الألعاب الرياضية بجميع أنواعها، وكانت لها نتائج وخيمة على الرياضة والشركات الروسية؛ منها ما ظهر خلال الأيام القليلة الماضية، وأخرى من المتوقع أن يُعلن عنها خلال الساعات أو الأيام التالية.

بدأت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا في وقت مبكر من صباح، الخميس 24 فبراير/شباط 2022، وهي خطوة لاقت انتقادات كبيرة من اتحادات إقليمية ووطنية رياضية أوروبية، وأندية أيضاً.

ومنذ الساعات الأولى لبدء العملية العسكرية، تعالت أصوات عديدة بفرض عقوبات رياضية، تصل إلى حد حرمان روسيا من استضافة الأحداث الرياضية على أراضيها، كما تهدد منتخبها لكرة القدم بالاستبعاد من المشاركة في الملحق الأوروبي المؤهل لمونديال كأس العالم، نرصدها في هذا التقرير الذي اورده موقع “عربي بوست”.

نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من روسيا

استجاب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للضغوط الأوروبية، وقرر بشكل رسمي نقل المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي 2021-2022 من مدينة سانت بطرسبورغ.

وكان من المقرر إقامة نهائي أمجد وأقوى البطولات الأوروبية على ستاد “غاز بروم أرينا”، يوم 28 مايو/أيار 2022، لكن “يويفا” قرر سحب تنظيمها من روسيا، ونقلها إلى ستاد “دو فرانس”، في نفس اليوم.

ويستضيف الملعب، الواقع في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 2000 و2006.

وجاء القرار بعد اجتماع استثنائي عقده “يويفا” يوم الجمعة 25 فبراير/شباط 2022، لتقييم الوضع واتخاذ جميع القرارات اللازمة، فيما يتعلق بتداعيات العملية العسكرية الروسية.

وبالإضافة إلى ذلك يدرس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قرار حرمان روسيا من استضافة كأس السوبر الأوروبي في عام 2023، وهي المباراة التي تُقام سنوياً بين بطلي مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي.

أرض محايدة لمباريات منتخب وأندية روسيا

عقب اجتماع الجمعة أيضاً، قرر “يويفا” إقامة مباريات المنتخبات والأندية الروسية والأوكرانية على أراض محايدة حتى إشعار آخر.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: “قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي إقامة المباريات البيتية للأندية والمنتخبات الروسية والأوكرانية في المسابقات الأوروبية على أرض محايدة حتى إشعار آخر”.

ويتعلق الأمر بنادي سبارتاك موسكو الذي ضمن تأهله إلى دور الـ16 في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) وأوقعته القرعة أمام لايبزيغ الألماني.

بولندا ترفض مواجهة روسيا

مع تصاعد الهجوم الروسي على أوكرانيا ارتفع سقف الانتقادات والمطالب الرياضية، إذ أعلن الاتحاد البولندي لكرة القدم، على لسان رئيسه سيزاري كوليزا، أن المنتخب لن يلعب المباراة ضد روسيا، ضمن التصفيات الحاسمة من الملحق الأوروبي، المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022.

وكتب كوليزا: “لا مزيد من الكلمات، حان وقت العمل، بسبب عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا، لا ينوي المنتخب البولندي خوض مباراة فاصلة ضد روسيا”.

وأتم كوليزا: “هذا هو القرار الوحيد الصحيح، نجري محادثات مع اتحادي السويد والتشيك لكرة القدم، من أجل تقديم موقف مشترك للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بهذا الخصوص”.

وأثنى روبرت ليفاندوفيسكي، مهاجم المنتخب البولندي وفريق بايرن ميونيخ الألماني، على موقف اتحاد بلاده، وغرَّد: “إنه القرار الصحيح! لا أستطيع تخيل أنني سأخوض مباراة أمام المنتخب الروسي، في ظل استمرار العدوان المسلح على أوكرانيا”.

وأضاف: “لاعبو كرة القدم والمشجعون الروس ليسوا مسؤولين عن هذا الأمر، لكن لا يمكننا التظاهر بأن لا شيء يحدث”.

ومن المحتمل أن تؤدي هذه الخطوة، إلى حرمان المنتخب الروسي من المشاركة في الملحق الأوروبي المؤهل للمونديال، وتعويضه بأحد منتخبي المجر أو سلوفاكيا، وفق صحيفة “ذا صن” البريطانية.

الأولمبية الدولية تدخل على الخط

المظلة الرياضية الأعلى في العالم كان لها موقف من الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ طالبت اللجنة الأولمبية الدولية جميع الاتحادات الرياضية بنقل أو إلغاء الأحداث المقررة في روسيا وبيلاروسيا، كما أدانت بشدة “خرق” روسيا للهدنة الأولمبية.

وناشدت اللجنة بعدم رفع أعلام الدولتين، وعدم عزف النشيد الوطني لهما في المحافل الرياضية العالمية.

عقوبات اقتصادية

كذلك تحركت بعض الأندية الأوروبية وبدأت اتخاذ إجراءات “عقابية” ضد الشركات الروسية التي لديها اتفاقيات رعاية معها.

فقد قرر نادي شالكه، المنافس في دوري الدرجة الثانية الألماني، إلغاء عقد رعايته مع شركة “غاز بروم” الروسية، وقام بإزالة اسم الشركة عن قمصان الفريق، وكتب اسم الفريق بدلاً عنها.

لكن “يويفا” ما زال في مرحلة دراسة القيام بنفس الخطوة، وكلَّف مجموعة من المحامين بدراسة هذه المسألة، قبل أن يتخذ موقفه النهائي ضد واحدة من أكثر الشركات تحقيقاً للربح مع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012.

كما قرر نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وقف تعامله مع شركة الطيران الروسية “إيروفلوت”، التي تعاقد معها في عام 2013.

كرة السلة و”الفورمولا ون” أيضاً

كان لكرة السلة والتنس نصيب أيضاً من القرارات، فطالبت رابطة الدوري الأوروبي لكرة السلة، بنقل المباريات التي كانت ستقام في روسيا، إلى دول أخرى، وذلك عقب اجتماع مسؤولي 18 نادياً يشاركون في البطولة، عُقد يوم الجمعة 25 فبراير/شباط 2022.

وعليه ستلعب أندية سيسكا موسكو وزينيت سانت بطرسبورغ ويونكس قازان الروسية، مبارياتها في البطولة، خارج بلادها.

كما سيتأثر لقاء سيسكا موسكو وبرشلونة، المقرر إقامته يوم الأحد 26 فبراير/شباط 2022، والذي تم تأجيله بالفعل، بهذا القرار.

إلى ذلك، أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة العالم “للفورمولا ون”، إلغاء سباق جائزة روسيا الكبرى، الذي كان مقرراً إقامته في روسيا يوم 25 سبتمبر/أيلول 2022.

وجاء في بيان للجنة في موقعها الرسمي formula1 “ناقشت مساء الخميس الفورمولا واحد والاتحاد الدولي للسيارات “فيا” والفرق موقف رياضتنا، وتوصلنا إلى استنتاج، مع الأخذ في الاعتبار رأي جميع أصحاب المصلحة، أنه من المستحيل تنظيم جائزة روسيا الكبرى في ظل الوضع الحالي”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها