” إنهم يسرقون لاعبينا ” .. غضب في هولندا بسبب استقطاب الرباط لاعبين من أصول مغربية

عاد الاتحاد المغربي لكرة القدم، ليخلق الجدل مجدداً داخل الأوساط الرياضية والإعلامية بهولندا، بعدما “خطف” ثلاثة لاعبين مزدوجي الجنسية (هولندية-مغربية)، من المنتخب الهولندي لكرة القدم داخل الصالة، قبل أيام عن انطلاق كأس أوروبا للأمم لكرة القدم داخل الصالة 2022 بهولندا.

ويتعلق الأمر بكل من حارس مرمى نادي فاينورد الهولندي يوسف بنسلام، وسفيان شراوي لاعب هوفوكيبو الهولندي، وزميله بالفريق نفسه إلياس بوزيت.

وخلّف ما أقدم عليه الاتحاد المغربي لكرة القدم غضباً كبيراً من جانب مسؤولي الرياضة والإعلام في هولندا، الذين باتوا يرون في الاتحاد المغربي مؤسسة تجني ثمار سنوات من العمل مع اللاعبين وتأطيرهم وصرف مبالغ كبيرة على تكوينهم.

الكرة الهولندية، التي عانت مما تعتبره “سرقة مواهبها” في كرة القدم من قبل الاتحاد المغربي لكرة القدم، كحكيم زياش نجم تشيلسي، ونصير المزراوي لاعب أياكس أمستردام الهولندي، وجدت نفسها مهددة من جديد بفقدان اللاعبين والمواهب، لكن هذه المرة في كرة القدم المصغرة “داخل الصالة”، لا سيما أن هولندا تزخر بالعديد من المواهب ذات الأصول المغربية داخل الأندية والمنتخبات الصغرى.

حسب معطيات تحصلت عليها “عربي بوست” من مصادر مطلعة، فإن القداحة التي أشعلت الجدل، كانت مغادرة اللاعب سفيان شراوي، التجمع الإعدادي الذي كان يقيمه المنتخب الهولندي بأمستردام، شهر يناير/كانون الثاني 2022 بعد محادثة هاتفية جمعته بهشام الدكيك، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم المصغرة.

وعرض عليه المدرب خلال المكالمة الانضمام لأسود الأطلس، وطلب منه عدم المشاركة في منافسات كأس أوروبا للأمم، التي اختتمت فبراير/شباط 2022 الأمر الذي شكل صدمة لمدرب المنتخب والاتحاد الهولندييين، خاصة أن شراوي أعلن صراحة، بعد المكالمة، عن نيته في تغيير جنسيته الرياضية والدفاع عن ألوان بلده الأصلي.

والتحق سفيان شراوي بحارس مرمى فاينورد الهولندي يوسف بنسلام، الذي سبقه قبل أسبوع من ذلك اليوم، وشارك رفقة المنتخب المغربي الأولمبي في تجمع إعدادي بمدينة الرباط.

غير أن وقع رحيل بنسلام لم يكن قوياً على مسؤولي الكرة والإعلام الرياضي في هولندا، كما حدث مع شراوي، لا سيما أن الحارس الشاب، صرح قبل مغادرته بأنه لم يحسم قراره بعد بشأن مستقبله الدولي، ويريد فقط التعرف على الأجواء داخل وفي محيط المنتخب المغربي.

غير أنه تبين بعد ذلك أن بنسلام اقتنع فعلاً باللعب للمغرب، ورفض دعوة رسمية من منتخب هولندا للكبار الأسبوع الماضي.

في المقابل، خلف اختيار سفيان الشراوي اللعب لصالح المغرب ضجة كبيرة؛ إذ دق المسؤولون عن كرة القدم المصغرة في هولندا ناقوس الخطر، خاصة أن المنتخبات الهولندية للفئات السنية، تضم العديد من اللاعبين من أصول مغربية.

وأبدوا تخوفهم من أن تنطلق موجة جديدة ومن نوع خاص من الهجرة إلى المنتخب المغربي، كما هو الحال عليه في أوساط لاعبي كرة القدم، أمثال حكيم زياش ونصير مزراوي وكريم الأحمدي ومنير الحمداوي وغيرهم من لاعبي الجيل الحالي أو الأجيال السابقة، الذين فضلوا المنتخب المغربي، رغم ترعرعهم داخل أندية هولندية، في ظل التحركات الكبيرة التي يقوم بها الاتحاد المغربي لكرة القدم عن طريق وكيله في هولندا.

واستناداً إلى المصادر ذاتها، فإن مسؤولي المنتخب الهولندي للكرة المصغرة، حاولوا بكل الطرق، ثني شراوي عن قراره، لا سيما أنه استدعي ضمن القائمة التي كانت تستعد لنهائيات كأس أوروبا، التي جرت في الفترة ما بين 19 يناير/كانون الثاني، و6 شباط/فبراير الماضيين بهولندا.

وراهن الهولنديون على احتضان بلدهم المنافسات من أجل التألق والسير بعيداً في البطولة، غير أن قرار شراوي والأحداث التي تلت ذلك، أثرت بشكل كبير على معنويات لاعبي منتخب هولندا في توقيت حساس، وكان من بين أسباب خروجه مبكراً من دور المجموعات.

وكان مقرراً أن يشارك شراوي في بعض المعسكرات الإعدادية التي عقدها المنتخب المغربي الشهر الماضي، غير أن القرار السابق بتعليق الرحلات الجوية الواردة على المغرب، حال دون ذلك، لكنه تعهد بعدم المشاركة رفقة المنتخب الوطني الهولندي وينتظر أول فرصة للالتحاق بمركب محمد السادس لكرة القدم والمشاركة في تدريبات المنتخب المغربي خلال الأسبوع المقبل.

لم يخف سفيان شراوي سعادته الكبيرة بعد توصله بدعوة رسمية من الاتحاد المغربي لحمل القميص الأحمر، بعدما تدرَّج في جميع الفئات العمرية للمنتخب الهولندي، وكان يستعد رفقة منتخب “الطواحين” للمشاركة في كأس أوروبا للأمم.

وقال شراوي، في تصريح لموقع “عربي بوست”، إنه لم يتردد لحظة واحدة في الموافقة، بمجرد توصله بمكالمة من هشام الدكيك مدرب المنتخب المغربي، مؤكداً: “قبلت دعوة الاتحاد المغربي لأنني بكل بساطة مغربي، وقلبي مغربي، رغم ترعرعي في هولندا، أنا سعيد بالانضمام لمنتخب بلدي”.

وأبدى المتحدث افتخاره بحمل ألوان المغرب الذي يمتلك في الوقت الحالي مستوى كبيراً وتوّج بلقب البطولة العربية والإفريقية، وسجل حضوراً قوياً في نهائيات كأس العالم التي جرت بلتوانيا؛ إذ بلغ دور ربع النهائي وخرج بصعوبة بالغة أمام العملاق البرازيلي بهدف واحد دون رد.

وأضاف شراوي أنه شعر باختلاف كبير بين المنتخب المغربي والمنتخبات الأوروبية بشكل عام، من خلال ما سمعه من المدرب هشام الدكيك، أو من خلال المعطيات التي توصل بها من وكيل الاتحاد المغربي بهولندا (المنقب عن المواهب ذات أصول مغربية).

وأشار المتحدث إلى الانطباع الإيجابي الذي خرج به حارس فاينورد روتردام يوسف بنسلام من المعسكر الإعدادي، الذي خاضه مع منتخب أقل من 23 سنة بمركز محمد السادس الدولي بالمعمورة، موضحاً أن الدكيك يعامل اللاعبين كأبنائه، وأن المنتخب الوطني يعيش داخل أجواء عائلية إبّان المعسكرات التدريبية وهي أمور يفتقدها في هولندا.

وتدرج سفيان شراوي في جميع الفئات العمرية للمنتخب الهولندي، وخاض رفقته العديد من المباريات، غير أنه قرر الحسم في مستقبله الدولي رفقة كبار المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالة، الذي صار واحداً من أقوى منتخبات العالم.

تلقى المنتخب الهولندي لكرة القدم المصغرة، صفعة جديدة، بعدما اختار لاعب تغيير جنسيته الرياضية؛ إذ قرر إلياس بوزيت لاعب المنتخب الهولندي ذو الأصول المغربية، الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي، في الوقت الذي لم يهضم فيه بعد الشارع الرياضي الهولندي، رحيل سفيان شراوي وقبله يوسف بنسلام.

ووصفت مصادر “عربي بوست” هذه التطورات بـ”الزلزال الذي ضرب المنتخب الهولندي” قبيل انطلاق بطولة أمم أوروبا، بفقدانه لاعبين أساسيين كان يراهن عليهما خلال هذه البطولة، فضلاً عن الآثار السلبية لذلك على معنويات اللاعبين، وسط ترقب كبير من المسؤولين عن كرة القدم المصغرة الهولندية، الذين حذروا من موجة هجرة اللاعبين مزدوجي الجنسية.

وسارع بوزيت بحسم قراره، قبيل انطلاق بطولة أوروبا، على اعتبار أن مشاركته في البطولة بالقميص الهولندي، كانت ستمنعه من تغيير جنسيته الرياضية؛ إذ لم يسبق له خوض مباراة رسمية مع الطواحين، ويعد من المواهب الصاعدة التي كان يراهن عليها المنتخب الهولندي في البطولة القارية، شأنه شأن سفيان شراوي.

ساهم تألق المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة، على المستوى العالمي والقاري والعربي، فضلاً عن جهود وكيل الاتحاد المغربي، في حسم قرار اللاعبين من أصول مغربية، بحمل القميص الوطني.

هذا الأمر الذي أجمع عليه العديد من الفاعلين في كرة القدم المصغرة الهولندية على رأسهم ماكس تشادن مدرب المنتخب الهولندي، الذي صرح بأن “المنتخب المغربي في الوقت الراهن يتفوق على نظيره الهولندي، ويبدو أكثر إغراء للاعبين للتوقيع على مسار رياضي أفضل، بعدما بات أقوى منتخب إفريقي، بل وينافس على المستوى الدولي”.

وأبدى المتحدث ذاته أسفه على قرار اللاعب سفيان شراوي وسفيان بوزيت، مضيفاً في تصريحات للإعلام الهولندي، أن اللاعبين تركا فراغاً في المنتخب الهولندي، على اعتبار أنهما كانا يعدان من أبرز المواهب الصاعدة، فضلاً عن أخلاقهما الكبيرة، وعلاقتهما الجيدة مع جميع زملائهما السابقين بالمنتخب الهولندي.

وأضاف المتحدث أن “قرارهما كان في ظرف جد دقيق، ولا يمكنني إنكار تأثير رحيلهما عنا، أخشى أن يكون العقد قد انفرط، وقد نشاهد رحيل لاعبين آخرين من أصول مغربية، ينتمون للمنتخبات الهولندية نحو منتخبات بلد أصولهم”.

ولم يخف المتحدث ذاته الأهمية التي كانت لشراوي وبوزيت داخل المنتخب الهولندي، وقال: “لقد سببا لي صداعا في الرأس، في نهاية المطاف علينا تقبل الأمر”.

وأوضح المتحدث أن المنتخب المغربي في الوقت الراهن، متفوق على نظيره الهولندي من الناحية التقنية، وبات ينافس على مستوى عالٍ، كما أنه يعد أقوى منتخب في إفريقيا، ما يجعل مهمته في الفوز باللقب القاري أو تحقيق التأهل للمونديال، أسهل مقارنة مع المنتخب الهولندي، الذي يتنافس مع منتخبات أوروبية قوية جداً، تصعب مهمته في التتويج القاري أو حتى في التأهل لنهائيات كأس العالم.

لم يستسغ الإعلام الرياضي انتقال هجرة لاعبيه من كرة القدم العادية إلى الكرة المصغرة، خاصة أن سفيان شراوي كان يعد أحد الركائز الأساسية في منتخب الطواحين.

وخصصت قناة “نوس” الهولندية، برنامجاً حوارياً، للحديث حول قرار اللاعب سفيان شراوي، استضافت خلاله وجوهاً رياضية هولندية بينها اللاعب السابق المغربي-الهولندي سفيان توزاني، الذي اعتبر أن قرار اللاعب كان “قراراً رياضياً محضاً” على اعتبار التطور الكبير للكرة المصغرة في المغرب.

وأضاف المتحدث أن المغرب بات يمتلك منتخباً من أفضل المنتخبات العالمية، وأيضاً رغبة اللاعب في خوض نهائيات كأس العالم، التي تجد هولندا صعوبة في التأهل إليه، فضلاً عن المعاملة والترحاب اللذين يتمتع بهما لاعبو المنتخب المغربي من قبل الاتحاد المغربي لكرة القدم.

واحتدم النقاش داخل البرنامج المذكور، لا سيما من قبل الصحفي الهولندي المنشط للحوار، الذي أبدى استياءه من التوقيت غير المناسب لهذا الاختيار، على بعد أسابيع قليلة من انطلاق أمم أوروبا، معتبراً أن هذا القرار أفقد الطواحين واحداً من أعمدته الأساسية، في وقت حساس، وأحدث ارتباكاً داخل المنتخب البرتقالي.

وأشار المتحدث إلى عن عدم رضاه عن تطور الأمور، وانتقال استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية من منتخبات كرة القدم العادية إلى كرة القدم المصغرة، مضيفاً قوله: “الشراوي سبب صدمة في الشارع الرياضي الهولندي، على بعد أيام من انطلاق كأس أمم أوروبا، والجميع كان ينتظر تألق المنتخب الهولندي غير أن هذا الحدث أثر سلباً على معنويات زملائه السابقين”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها