بكيس و رقم هاتف على يده .. سلطات سلوفاكيا تحتفي بطفل سوري و تصفه بالبطل بعد أن قطع مئات الكيلومترات و وصل إليها قادماً من أوكرانيا ( صور )

في رحلة شاقة جديدة، وبعد 9 سنوات من فرارها من الحرب في سوريا إلى أوكرانيا، اضطرت أسرة الصبي السوري حسن الخلف، البالغ من العمر 11 عاما، إلى تركه يفر وحده من مدينة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، حتى الحدود السلوفاكية في رحلة بلغت 1500 كيلو مترا واستغرقت أربعة أيام.

وفوجئت السلطات السلوفاكية، عندما استقبلت على الحدود مع أوكرانيا، حسن وهو يحمل فقط كيسا بلاستيكيا وجواز سفر، دون أي مرافق. ووصفه ضباط الشرطة بأنه “بطل”.

ونجح أصدقاء المتطوعة الأوكرانية في منظمة خيرية، أناستيا ميتيليفا، أخيرا في العثور على الصبي، “قبل أن يتم إيداعه في مركز خاص بالأطفال الأيتام، وهو أمر لم نكن نريده بالطبع”، بحسب ما أفادت ميتيلفا لقناة الحرة.

وقالت الشرطة السلوفاكية على صفحتها على فيسبوك: إنه “بفضل الرقم الموجود على يده وقطعة من الورق في جواز سفره، تمكنوا من الاتصال بأحبائه الذين جاؤوا من أجله فيما بعد، وانتهت القصة بشكل جيد”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مناشدات للآباء والأمهات بأن يضعن في يد وأعناق الأطفال معلومات عنهم في حالة إذا ما ضاعوا أو افترقوا بسبب التكدس الرهيب، حيث وصل عدد الفارّين من أوكرانيا في اليوم الحادي عشر من الحرب إلى نحو مليون شخص.

وميتيلفا تنتمي لنفس المدينة التي أتى منها حسن وتعرف أسرته منذ خمس سنوات، ودرست مع شقيقه زكريا سابقا، ويدرس الاثنان حاليا في سلوفاكيا.

وقالت الفتاة المتطوعة في مؤسسة خيرية تدعى “إمبولسا يو أيه”: “أرسلنا إليه صديقتي على الحدود بينما كنت أساعد أنا عائلة أخرى كانت قد وصلت الحدود في وقت سابق”.

وأضافت: “ساعدت أخاه في أن يأخذ حسن حتى لا تأحذه السلطات السلوفاكية كأحد الأيتام وهو ما لا نريده بالطبع لأن لديه عائلة بالفعل”.

ولم يكن الصبي حسن، هو أول إخوته الذين فروا من المدينة، بل سبقه ثلاثة من إخوته يبلغون من العمر 17 و16 و14 عاما.

وقال زكريا الخلف، شقيق حسن، للقناة: “لم تكن السلطات تسمح بعبور الأطفال حتى سن 11 عاما دون مرافق بالغ، وهو ما جعل حسن لا يغادر مع إخوتي”.

وكان على الأم أن تترك ولدها الصغير يفر وحده بدون مرافقته بسبب اضطرارها لمراعاة جدة حسن البالغة من العمر 84 عاما، التي لا تستطيع التحرك، وتقول “عندما تكون الأوقات صعبة، عليك اتخاذ قرارات صعبة”.

ولم يستطع زكريا، بدوره أن يستقبل شقيقه الصغير على الحدود “لأنني كنت مضطرا إلى العمل في ذلك الوقت من أجل توفير لقمة العيش لإخوتي، ولم أكن أعلم في أي وقت بالضبط سيصل، الرحلة استغرقت أربعة أيام”.

وأضاف: “بفضل قطار الإنقاذ الأوكراني، تمكن أخي حسن من الوصول إلى مدينة لفيف. و هناك، وضعه متطوعون لطيفون في قطار لفيف-أوزهورود بناء على طلبه. ومرة أخرى، وبفضل التعاطف الإنساني وعمل شاق، اصطحبه المتطوعون الأوكرانيون والسلوفاكيون إلى الحدود”.

وولد زكريا وأشقاؤه الأربعة في سوريا، وانتقلوا مع والدتهم الأوكرانية الأصل إلى أوكرانيا، عام 2013، لكن الوالد لم يسافر معهم.

وقال الخلف: “لم يرد والدي أن يفر معنا إلى أوكرانيا لأن والديه في سوريا، وتمسك بالعيش في وطنه سوريا وقال إنه لا يحب أن يخرج منه خاصة من أجل والديه”.

وأضاف: “بعد فرارنا بفترة، لم نسمع عن والدنا شيئا، ثم أخبرنا أهلنا الذين ظلوا في سوريا إنه قتل بالرغم أنهم لم يحصلوا على أوراق رسمية تثبت ذلك، ولم نحصل على معلومات بشأن كيفية مقتله”.

ويعتبر زكريا أن روسيا هي من تسببت في خراب بلديه سوريا وأوكرانيا ويقول:”بوتين مهبول، ربما لديه مرض في رأسه”.

وقال: “لا أعرف ماذا نفعل الآن، ونحن في وضع مزري للغاية، لكن ما أعلمه جيدا أنه بات من الصعب أن أترك أهلي يعيشون في أوكرانيا بعد الآن”. (alhurra)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها