الحكومة السورية المؤقتة : القمح يكفينا حتى هذا التاريخ و لا تدعمنا سوى تركيا
قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة عبد الرحمن مصطفى، السبت، إن المناطق الخاضعة لسيطرتهم تمتلك مخزون قمح يكفي حتى نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، أي بداية الموسم الجديد للمحصول.
وأكد مصطفى أن حكومته لا تتلقى الدعم من أي دولة، موضحا أن “تركيا هي فقط من تدعمنا”.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش أعمال النسخة الثانية من “منتدى أنطاليا الدبلوماسي”، المنعقد في مدينة أنطاليا غرب تركيا، بين 11 ـ 13 مارس/ آذار الجاري.
واعتبر مصطفى في مستهل حديثه أن “منتدى أنطاليا الدبلوماسي مهم جدا للمعارضة (السورية)، وكان لدينا فرصة لقاء الممثلين والمشاركين من كل دول العالم، كوفد موحد من قوى المعارضة”.
وأضاف أن “ارتفاع الأسعار عالميا للوقود والطاقة له انعكاسات سلبية على جميع المنطقة وحتى المناطق المستقرة تعاني مثل أمريكا وغيرها نرى مستوى التضخم فيها مرتفعا”.
وأطلقت روسيا، في 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
** مخزون القمح
مصطفى تطرق إلى الوضع في مناطق سيطرة المعارضة ومدى تأثرها بموضوع استيراد القمح بالقول: “بالنسبة للقمح هي المادة الأساسية التي يعتمد عليها المواطن السوري، ومؤسسة الحبوب التابعة للحكومة المؤقتة لديها مخزون يكفي حتى نهاية سبتمبر المقبل”.
وأضاف: “حاليا نملك مخزونا إلى حين بداية الموسم الجديد، وإن شاء الله لن تكون هناك أي أزمة هذا العام”.
وبالنسبة لأسعار الخبز في مناطق حكومته، وصفها مصطفى بـ”شبه المستقرة” مؤكداً أنها “مدعومة من الحكومة ومتوفرة ولا توجد أي أزمة للمواد الأساسية في المناطق المحررة”.
ولفت إلى أنه “العام الماضي ونتيجة قلة المياه كانت هناك احتياجات، وجزء من القمح تم استيراده من الخارج، وجزء آخر من الإنتاج المحلي”.
وتواجه إمدادات القمح والذرة وفول الصويا العالمية إرباكات كبيرة منذ بدء روسيا أكبر مصدر للقمح بالعالم، عمليتها العسكرية في أوكرانيا التي تحتل المركز الخامس في توريد هذه السلعة.
** حاجة للدعم
وحول حاجة الحكومة المؤقتة للدعم لتقديم خدماتها، نوه مصطفى بأنه حكومته غير مدعومة من الاتحاد الأوروبي أو أي دولة أخرى، لافتاً إلى أن “الدولة التركية الشقيقة هي فقط من تدعمنا”.
وبيّن أن “هناك حوالي 4 ملايين سوري متواجدين في مناطق المعارضة (..) نحن بحاجة للدعم في القطاع الصحي والتعليمي خاصة في ظل أزمة كورونا التي ضربت كل دول العالم”.
وقال مصطفى: “نحن بصدد استكمال بناء وتطوير المؤسسات والحوكمة الرشيدة في المناطق المحررة، وهذا يتطلب تعاون الجميع”.
وأوضح أن “هناك استقراراً أمنياً رغم التهديدات من أعداء الثورة من النظام والروس والإيرانيين ومنظمة بي كا كا الإرهابية وخلايا داعش المتبقية في المنطقة (..) كلهم يحاولون تهديد استقرار المنطقة، لكن نتيجة جهود الجيش الوطني والقوى الأمنية تم الحد من نسبة المفخخات”.
وأكد أن حكومته “تحاول توثيق قصف المدنيين والانتهاكات التي يرتكبها أعداء الثورة وتقديمها إلى المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة”.
** الحرب الروسية الأوكرانية
وحول الحرب الروسية الأوكرانية والازدواجية في تعامل الدول قال مصطفى: “منذ بداية الأزمة السورية تخاذل المجتمع الدولي معنا، وكانوا يرون اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب تهديدا لأمنهم، ومشكلة أمنية وليست إنسانية”.
وذكر أنه “في أوكرانيا رأينا العكس تماماً وهو شيء مؤلم”، متسائلاً “كيف تكيل الدول المتحضرة ومدعو حقوق الإنسان بمكيالين؟”.
واستطرد: “حتى عند الحدود البولندية هناك تمييز بوضع الأجانب على جانب والأوكرانيين على جانب آخر، وهذا أظهر نفاق من يدعي الحضارة وحقوق الإنسان”.
وشدد على أن “نظام بشار الأسد لا يمثل الشعب السوري، ولا نعتبر النظام مسيطرا على البلاد من عام 2015، ونرى اليوم كيف أن روسيا تستغل شبيحة النظام في سوريا أولا وفي ليبيا وأذربيجان وفي أوكرانيا، هم مرتزقة وشبيحة لا يمثلون الشعب السوري”.
وختم مصطفى بالقول إن “الشعب السوري موقفه واضح مما يجري، بأنه مع الشعب الأوكراني والحكومة الشرعية، ولكن النظام السوري غير الشرعي يسعى لتدمير نظام شرعي، فمن يقتل الشعب السوري هم مرتزقة وشبيحة وهم من يذهبون إلى أوكرانيا”. (ANADOLU)[ads3]