فريق علمي يعلن عن مسح جديد بالأشعة الكونية لـ ” هرم خوفو ” المصري

قال موقع Futurism الأمريكي، إن فريقاً علمياً سيستخدم تقنية الأشعة الكونية لمسح هرم “خوفو”، أحد أهرام الجيزة الثلاثة الشهيرة (غربي العاصمة القاهرة)؛ بحثاً عن حجرة دفن مخفية، وذلك بعدما حصل الفريق على موافقة وزارة السياحة والآثار المصرية على إجراء عمليات المسح المطلوبة.

حيث أوضح ألان بروس، العالم في مختبر فيرميلاب الأمريكي، خلال مقابلةٍ مع موقع Live Science الأمريكي، أنّه حصل مع فريقه من نخبة علماء الآثار والفيزياء على تصريحٍ من الحكومة المصرية باستخدام تقنية الأشعة الكونية عالية الحساسية لمسح الهرم الأكبر في محافظة الجيزة؛ بحثاً عن حجرة مخفية محتملة.

فيما تكشف ورقةٌ بحثية، لم تخضع لمراجعة الأقران بعد، عن خطة بروس وفريقه. وتقوم الخطة على تجارب أُجرِيَت قبل نحو 50 عاماً باستخدام نسخةٍ أكثر بدائية من نفس تقنية مسح الأشعة الكونية التي يقترحونها الآن.

ووفق ما اورد موقع “عربي بوست”، تلك التقنية يُمكن القول إنها تقوم على تجربة مسح الهرم المحتملة التي ستعتمد في الأساس على الميونات، وهي جسيمات أولية تنشأ حين تصطدم الأشعة الكونية بالذرات الموجودة في الغلاف الجوي. وتتفاعل هذه الجسيمات دون الذرية سالبة الشحنة بطرقٍ مختلفة مع الأحجار وغيرها من المواد الكثيفة، ويكون تفاعلها أكبر من الجسيمات الأخرى؛ نظراً إلى أن كتلتها أكبر من الإلكترونات بمئات المرات.

في حين دفعت هذه التفاعلات العلماء على مدار عقود إلى استخدام أجهزة كشفٍ عالية الحساسية لمسح محتوى الميونات على هياكل مثل الأهرام، ورسم خريطةٍ للمساحات الخالية.

كما تتحدث الورقة عن الهرم الأكبر الذي بُنِيَ في القرن الـ26 قبل الميلاد من أجل الفرعون خوفو ويحتوي على رفاته حالياً. حيث تُشير إلى أن هذا الهرم قد خضع لتجارب مسح الميونات مرتين حتى الآن، أولاهما في أواخر الستينيات على يد الفيزيائي لويس ألفاريز، وثانيتهما بين عامي 2015 و2017 خلال مشروع مسح الأهرام.

إلا أن التجربة الأخيرة تحديداً كانت قد استخدمت أدوات كشف تلسكوبية أكثر حساسية من تلك التي استُخدِمَت في الستينيات. كما كشفت عن وجود فراغين كبيرين داخل الهرم، ويعتقد علماء الآثار أن أحدهما قد يكون الممر المؤدي إلى قبر خوفو.

بحسب الورقة العلمية، ستتمتع التلسكوبات الجديدة “بحساسيةٍ أكبر بـ100 ضعف” من المعدات المستخدمة في مشروع مسح الأهرام، كما ستُوضع حول قاعدة الهرم، لأنها أكبر من أن تدخل إلى داخله.

في هذا الإطار، يأمل الفريق البحثي أن يساعده مسح الميونات “من جميع زوايا التقريب” على أن يصبح أول فريقٍ “يُنتج صورةً مقطعية حقيقية لهيكلٍ بهذه الضخامة”، وذلك من أجل رسم خريطةٍ شديدة التفصيل باستخدام تلسكوبات ميونية فائقة الحساسية.

كذلك، أشار بروس إلى أن مهمة الباحثين، التي أطلقوا عليها اسم “مشروع استكشاف الهرم الأكبر”، قد ترصد أيضاً بعض القطع الأثرية داخل الفراغات المخفية بالتفصيل، لدرجةٍ ستُمكنهم حتى من تمييز نوعية المادة التي صُنِعَت منها القطعة (فخار أو معدن أو حجر أو خشب).

لكن المشروع ليس جاهزاً للانطلاق بالكامل، حيث أخبر بروس الموقع الأمريكي بأن مهمة المشروع ما تزال بحاجةٍ لتأمين مزيد من الأموال قبل البدء في بناء التلسكوبات، التي سيستغرق صنعها سنوات.

رغم ذلك فنحن أمام مثالٍ رائع على التداخل بين الفيزياء والآثار، وعلى طريقة تطوير العلم لنفسه سريعاً، وفق موقع Futurism الأمريكي.

جدير بالذكر أن هرم خوفو يتكون من مدخل في الناحية الشرقية يؤدي إلى منحدر، ثم ممر أفقي يؤدي في النهاية إلى الغرفة الأولى، ومن المدخل نفسه هناك ممر أفقي آخر يؤدي مباشرة إلى غرفة دفن الملكة، ثم البهو العظيم الذي يؤدي إلى الغرفة الثالثة، وهي غرفة دفن الملك خوفو.

في حين يرتبط اسم الملك خوفو الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة الفرعونية القديمة، بهرم يعد أحد المباني العظمى في تاريخ البشرية.

هذا الهرم بُني في أوائل القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، ليكون مقبرة للملك خوفو، ويبلغ ارتفاعه 146 متراً.

يشار إلى أن الآثار الفرعونية الموجودة في مصر تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنها الأهرام الثلاثة وتمثال أبو الهول والعديد من الآثار الأخرى والمتاحف.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها