مجلة بريطانية : أموال الإمارات لن تدفع ” الديكتاتور المنبوذ ” للتخلي عن إيران
قالت مجلة “إيكونوميست” إن استقبال رئيس النظام في الإمارات دليل على تراجع التأثير الأمريكي على حلفاءها.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان: “جاء الربيع لبشار: الديكتاتور السوري المنبوذ يعود إلى العالم العربي” أن الأسد خرج في 18 آذار من عزلته وهبط في الإمارات بزيارة تشبه أي زيارة يقوم بها رئيس دولة، فقد كان هناك حرس شرف في استقباله، ولقاءات مع الشخصيات الكبيرة”.
ووفق المجلة ترى الإمارات أن عزل “الأسد” لم ينجح. وجعله منبوذا لم يفشل فقط بل زاد من اعتماده على إيران.
وأضاف:”الصادم في الزيارة هو التوقيت. فتاريخ 18 آذار كان الذكرى الـ 11 للتظاهرات الأولى في مدينة درعا جنوبي سوريا، وهو تاريخ يراه السوريون بداية لانتفاضتهم. والرمزية في التوقيت لم تفت الكثيرين”.
وتعلق المجلة أن الإماراتيين فسروا بدقة سبب استقبالهم للأسد، لكنهم لم يقدموا تفسيرا واضحا عما يمكن تحقيقه من الزيارة. فهو يريد تجارة وإعادة بناء بلاده المحطمة. فسوريا تبدو مثل مكان رهيب للاستثمار، لكن هناك بعض المشاريع قد تكون مربحة، فشركة موانئ دبي العملاقة راغبة بالاستثمار في طرطوس على البحر الأبيض المتوسط، المنطقة الهادئة من سوريا.
وأكدت المجلة في الوقت ذاته أنه لا يوجد ما يدعو للثقة أن مال الإعمار والمساعدات ستدفع الأسد إلى رمي حُماته الإيرانيين أو أن سوريا الديكتاتورية والفاسدة ستكون عامل استقرار وخير للمنطقة.
[ads3]
النتيجة التي وصلت اليها مجلة الايكونمست البريطانية صحيحة، وهذا ما نحن متيقنون منه كسوريين، فمن يعرف التاريخ السوري الحديث ومحطاته السوداء، منذ تولي لجنة 23 شباط الحكم، وانقلاب الاسد الاب ” التصحيحي ” وتأسيس النظام الحالي، ووراثة ابنه من بعده والكوارث التي عملها، وطبيعة الخطأ الذي ارتكباه بحق سورية والسوريين وحجمه، يدرك ان المجلة تعرف كثيرا عن هذه المرحلة وخفاياها، سيما وان المخابرات البريطانية هي التي دعمت الاسد الاب واعدته وساعدت في تمكينه من الحكم بعد غدره باصحابه..
كذلك يمكنني القول ان اقلوية النظام وفئويته واعتمادة المطلق على طاقات طائفته، وتوظيفيها بشكل بشع في تثبيت دعائم حكمه، يدرك انه من الصعوبة بمكان ان يتخلى رئيسه المرعوب من الاكثرية السورية عن اي من صلاحيته الدستورية، التي بطبيعة الحال تم تفصيلها على مقاسه ولشخصه حصراً، او يتم التخلي طواعية عن النهج الاجرامي التخريبي الذي انتهجة ضد العرب والعروبة مهما تكن الاغراءات لذلك، وحتى القائمون على النظام والكتلة الصلبة به يدركون جيداً انهم مكروهين وغير مقبولين لا في الداخل السوري ولا في المحيط العربي، ولذلك من الذي سيقنعهم بالسقوط في فخ مسعى التقارب العربي هذا..!؟
من الاخر النظام سيبقى عامل تخريب وعدم استقرار للمنطقة، فهذا دورة ووظيفته، طالما أنه موجود في دمشق، ولن يسقط الا بسقوط حكم الداعمين الاساسين له او احدهما، او ضم ايران الى جامعة الدول العربية، ومن يعتقد بغير ذلك فهو واهم ..