4 أنواع لمتلازمة القولون العصبي .. تعرف على أسبابها و الأعراض و العلاج

تفسد الإصابة بالقولون العصبي متعة أي وجبة تتناولها، حتى الأعراض التي تليها تختلف وفقاً لنوع المتلازمة، التي تعد من أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشاراً.

إذا كنت كثير الشكوى من مشاكل الهضم، نعدد في ما يلي، الأنواع المختلفة من متلازمة القولون العصبي، من الأعراض وحتى العلاج، كي تكون على دراية بما ينبغي مناقشته مع طبيبك إذا بدا أي منها مألوفاً.

الفرق بين متلازمة القولون العصبي وداء الأمعاء الالتهابي

متلازمة القولون العصبي هي حالة تتميز بمجموعة من أعراض متكررة تُصيب الجهاز الهضمي، منها آلام البطن وتغير في حركة الأمعاء.

ووفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في أمريكا، لا يعرف الخبراء تحديداً سبب الإصابة بها، لكنهم يعتقدون أنها تظهر عندما تكون الأمعاء شديدة الحساسية للإشارات القادمة من الجهاز العصبي.

لتوضيح ذلك، يُرسل الدماغ إشارات كهربية تتحكم في حركات الجسم ومنها عملية الهضم، وعندما يواجه الدماغ والأمعاء مشكلة في التفاعل يمكن أن تزيد حساسية الأمعاء للطعام، ما يُسبب آلام المعدة والانتفاخ.

أو في حالة أخرى يمكن أن تتقلص عضلات القولون إما أبطأ أو أسرع، فتُسبب الإمساك أو الإسهال، بحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى. وبالنسبة للبعض، فإن أطعمة بعينها أو أدوية طبية أو حتى الشعور بالتوتر يمكن أن تُثير أعراض متلازمة القولون العصبي، وفقاً لمركز كليفلاند كلينك.

إلا أن متلازمة القولون العصبي تختلف عن داء الأمعاء الالتهابي -الذي يشمل داء كرون والتهاب القولون التقرحي- وهو حالة أخرى تُسبب أعراضاً متشابهة مثل الإسهال أو آلام المعدة.

في حالة داء الأمعاء الالتهابي، يُخطئ الجهاز المناعي في اعتبار بكتيريا الأمعاء تهديداً ويهاجم أجزاء مختلفة من القناة الهضمية، ما يؤدي بالتالي إلى التهابات مزمنة. وإذا تُرك داء الأمعاء الالتهابي دون علاج، فإنه قد يُدمر الأمعاء أو القولون نهائياً، في حين لا تتسبب متلازمة القولون العصبي في ضرر بعيد المدى على القناة الهضمية.

والآن بعد أن وضّحنا الاختلاف بين الحالتين، إليك الأنواع الأربعة لمتلازمة القولون العصبي:

1- متلازمة الإمساك العصبي ذات الإمساك (IBS-C)

تتميز متلازمة القولون العصبي ذات الإمساك بالبراز الصلب غير المنتظم (الإمساك). ويُصاب بهذا النوع نحو 30% من مرضى القولون العصبي، وفقاً لورقة نُشرت عام 2017 في المجلة الدولية للطب العام.

وفقاً لمركز كليفلاند كلينيك، يحدث الإمساك عندما تكون تقلصات القولون بطيئة، ما يُبقي الطعام في القناة الهضمية وقتاً أطول ويُفقده المياه (التي تجعله أقل صلابة وأسهل في الخروج)، حسب ما نشره موقع مجلة SELF.

وتعني متلازمة القولون العصبي ذات الإمساك تحديداً أن يكون البراز صلباً أو متكتلاً أكثر من 25% من الوقت في الأيام التي تكون فيها حركة الأمعاء غير طبيعية.

لكن هناك أشكالاً أخرى للإمساك، كأن تقل عدد مرات البراز عن 3 في الأسبوع، أو أن يكون البراز مُجهداً أو أن تشعر بأنك لم تُخرج كل ما في أمعائك (إن كان هذا واضحاً).

وتشمل الأعراض الأخرى لهذا النوع من القولون العصبي الغازات والانتفاخ وآلام البطن.

2- متلازمة القولون العصبي ذات الإسهال (IBS-D)

تحدث متلازمة القولون العصبي ذات الإسهال عندما يعمل الجهاز الهضمي أسرع من المعدل الطبيعي، فينتج عن ذلك براز سائل بالغ الليونة، أو ما يُعرف بالإسهال. ويُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعاً، إذ يُصاب به ما يصل إلى 40% من مصابي القولون العصبي.

والخلاف أن الذكور هنا أكثر عرضة بالإصابة به مقارنةً بالإناث.

تشمل الأعراض زيادة مرات البراز عن 25% في الأيام التي تشهد فيها تغيراً في حركة الأمعاء، ومن الشائع في هذا النوع أيضاً الغازات والانتفاخ وآلام البطن الحادة، التي تصل شدتها إلى إعاقة النوم.

3- متلازمة القولون العصبي ذات حركات الأمعاء المتباينة (IBS-M)

يختبر البعض متلازمة القولون العصبي بكل من الإمساك والإسهال (لحسن حظهم). وتعني متلازمة القولون العصبي ذات حركات الأمعاء المتباينة إمكانية الإصابة بالإسهال أو بالإمساك نتيجة تسارع حركة الأمعاء أو تباطؤها في أوقاتٍ مختلفة.

ووفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فما يدل على الإصابة بهذا النوع هو أن تصاب بالإمساك أو الإسهال أكثر من 25% من الأوقات حيث تكون حركة الأمعاء غير طبيعية.

إذن فمن الممكن أن تُصاب بالإمساك في الصباح ثم على غير المتوقع تُصاب بالإسهال في منتصف النهار.

وتشير الأبحاث إلى أن كلاً من الذكور والإناث معرضون بالقدر نفسه للإصابة بهذا النوع من القولون العصبي.

4- متلازمة القولون العصبي ما بعد العدوى

خلافاً للأنواع الأخرى من القولون العصبي حيث لا يوجد سبب محدد، يحدث هذا النوع بعد إصابة المريض بمرض في الجهاز الهضمي، مثل التسمم الغذائي أو جرثومة المعدة، اللذين يحدثان عادة عند تناول طعام ملوث ببكتيريا مثل السالمونيلا أو الإصابة بعدوى فيروسية مثل نوروفيروس، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ووفقاً لمركز كليفلاند كلينيك، يعاني المصاب بالتسمم الغذائي الأعراض المبدئية كالإسهال والقيء وتقلصات المعدة. ثم تهدأ أعراض المرض، فيختفي القيء، لكن يظل الإسهال والتقلصات الحادة بلا تحسن.

وبحسب موقع “عربي بوست”، يتعامل 46% من مرضى القولون العصبي بعد العدوى مع الإمساك والإسهال في الوقت نفسه، ما يعني أنهم فعلياً مصابون بالنوع الثالث (IBS-M) منه، إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن سبب تشخيصهم بنوع ما بعد العدوى هو أن سبب ظهور المرض كان واضحاً.

ويصل عدد المرضى الذين يعانون الإسهال فقط في نوع ما بعد العدوى إلى 40% مقارنة بـ 15% من المرضى به يعانون الإمساك فقط.

ويمكن أن تظهر هنا جميع الأعراض الشائعة التي ذكرناها في الأنواع السابقة، مثل الغازات والانتفاخ وآلام البطن.

عادةً لا تكون الإصابة بنوع القولون العصبي ما بعد العدوى مزمنة، إلا أنه ليس هناك وقت محدد معروف لاستمرار الأعراض؛ فقد تبقى لأسابيع أو شهور حتى بضع سنوات.

وليس معروفاً لماذا يُصاب المرضى بهذا النوع من القولون العصبي أو لماذا تختفي أعراضه سريعاً عند البعض وتستمر وقتاً أطول عند البعض الآخر.

ما هي أشكال العلاج من متلازمة القولون العصبي؟

يعتمد العلاج على الأعراض المحددة التي تعانيها ومحفزاتها أيضاً، ووفقاً لمركز كليفلاند كلينيك، يبدأ كثير من المرضى خطة علاجهم بإدخال تغييرات حياتية معروفة مثل:

– ممارسة التمرينات الرياضية: أظهرت أبحاث متعددة أن ممارسة التمارين القلبية متوسطة الشدة (مثل ركوب الدراجة أو المشي السريع) تساعد في تحسين أعراض القولون العصبي باختلاف أنواعه. لكن إذا كان السبب هو التوتر فممارسة الرياضة تساعد في السيطرة على مشاعر الضغط والقلق المرتبطة بها. كما أن التمرينات الرياضية تعمل على موازنة التقلصات في الأمعاء الغليظة، ما يساعد في تخفيف حدة الإمساك. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ينبغي أن يهدف البالغون إلى ممارسة الرياضة متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً.

– الإقلاع عن التدخين: وفقاً لجامعة نيويورك لانجون، يزيد التدخين حالة بعض مرضى القولون العصبي سوءاً. ويفترض الخبراء أن النيكوتين يُثير القولون ويُسبب الإسهال. بينما على الجانب الآخر، يقول باحثون آخرون إن التدخين ربما يُبطئ تقلصات القولون لدى بعض الأشخاص ويُسبب الإمساك.

– التحكم في التوتر: كما ذكرنا سابقاً من شأن التوتر أن يزيد حالة القولون العصبي سوءاً عند بعض المرضى. وفي حين أنه يستحيل التخلص من التوتر بالكامل، يمكن أن تساعدك محاولة الاسترخاء بقدر الإمكان في تحسين حالتك.

– تغيير النظام الغذائي: يؤثر كل ما تأكله في حركة الجهاز الهضمي، وتوجد أطعمة معينة تحفز ظهور أعراض القولون العصبي، لكن قبل أن تجري أي تغييرات جذرية في نظامك الغذائي، استشر طبيباً كي تفعل ذلك على نحو آمن، وقد يساعد الطبيب عبر التوصية بتناول أدوية ملينة لإدارة الآلام.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها