آلية كيميائية جديدة تقمع الذكريات المرعبة و تقضي على الخوف‎

تؤثر الأحداث المخيفة؛ مثل الحروب والمجاعات والزلازل سلبيا على الدماغ البشري، ويمر الجنود عادة بتجربة اضطراب ما بعد الصدمة بعد أشهر من انتهاء الحروب.

وعلى الرغم من وصف مثبطات امتصاص السيروتونين والبنزوديازيبينات لعلاج تلك الحالات، لا يحصل كثير من المرضى على فوائد علاجية.

وفي هذا الإطار، نفذ باحثون في جامعة طوكيو للعلوم تجارب على الفئران، واكتشفوا مسارات بيوكيميائية مرتبطة بآلية دقيقة لقمع الذكريات المخيفة.

وحدد الباحثون مركبا كيميائيا؛ هو ”كي إن تي127“ يسهم في التصدي للذكريات المخيفة، ونشروا نتائج دراستهم في مجلة ”فرونتيريز“ لعلم الأعصاب السلوكي.

وقال الأستاذ الدكتور أكيوشي سايتو، مؤلف الدراسة، إن ”مركب (كي إن تي127)، ناهض انتقائي للمستقبلات الأفيونية، يسهل عملية تلاشي الخوف القديم عند الفئران، ومع ذلك تبقى آلية عمله في الدماغ مبهمة، ما دفعنا إلى فحص مناطق الدماغ ومسارات الإشارات الخلوية المتواسطة في عمله“.

من جانبه، قال الباحث دايسوكي يامادا: ”زودنا بعض مناطق الدماغ بمركب (كي إن تي127)، وحددنا بناء على ذلك المناطق المسؤولة عن تعزيز تلاشي الخوف، من خلال تنشيط مستقبلات دلتا“؛ وفقا لما نقلت شبكة “إرم نيوز” عن موقع ”دوت أورج“ التقني.

وخلال اختبار التكيف مع الخوف وتطويعه، لاحظ الباحثون ربط الفئران لمحفز مشروط محايد مع منبه غير مشروط وإظهار استجابة خوف مشروطة.

وبعد التكييف الأولي للخوف، أعاد الباحثون تعريض الفئران للاختبار مدة 6 دقائق كجزء من التدريب على قمع الخوف، وحقنوا خلالها المركب العلاجي ”كي إن تي127“ في مناطق مختلفة من الدماغ.

وتضمنت مناطق الدماغ المستهدفة في العلاج، النواة القاعدية والحصين واللوزة الدماغية والمناطق دون الحوفية لقشرة الفص الجبهي الأنسي.

وأوجد الباحثون الدور الرئيس لمسارين من مسارات الإشارات الأساسية داخل الخلايا في التأثير على انقراض الخوف بوساطة مركب ”كي إن تي127“.

وقال الأستاذ الدكتور هيروشي ناجاس: ”اعتمدنا في إنشاء مركب (كي إن تي127) على الفصل الناجح بين الأفعال المسببة للتشنج، وتوفر نتائج دراستنا معلومات مفيدة لتطوير العلاجات بآلية عمل جديدة تستهدف المستقبلات الأفيونية“.

ويأمل الباحثون مستقبلا، أن تساعد نتائج دراستهم في محاربة الخوف، نظرا لازدياد حالات اضطراب القلق حول العالم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها