عشرات الأهالي يمضون ليلتهم في العراء بانتظار وصول معتقلي العفو المزعوم .. الإعلام الموالي يحذف تقريراً مؤثراً و الشرطة العسكرية تهدد المنتظرين ( فيديو )
أمضى عشرات السوريين ليلتهم في العراء قرب جسر في دمشق، وكانوا ما يزالون في المكان الأربعاء في انتظار وصول أقربائهم من السجناء المشمولين بقانون العفو الرئاسي والذين أعلنت وزارة العدل إطلاق المئات منهم.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن المئات من رجال ونساء كانوا تجمعوا بعد ظهر الثلاثاء في المنطقة التي تعد نقطة انطلاق رئيسية للحافلات الى مختلف المحافظات. وتسلّق شبان الجسر وافترشت نساء الأرض في حديقة مجاورة في انتظار سماع خبر أو وصول سجناء، ومنهم من مضى على اعتقاله أكثر من عشر سنوات.
وذكرت وزارة العدل قي بيان ليل الثلاثاء أنه “تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية”، على أن يصار الى إطلاق جميع المشمولين بالعفو “تباعاً خلال الأيام المقبلة” في انتظار استكمال الإجراءات. ولم تنشر الوزارة قوائم بأسماء أو أعداد من يشملهم العفو.
وقالت أم ماهر لوكالة فرانس برس بينما كانت في عداد الحشد قرب جسر الرئيس “أنتظر أولادي الخمسة وزوجي منذ العام 2014. لقد سلمتهم الى ربي”.
وأضافت بحرقة “ستة أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل. نحن لا علاقة لنا بالإرهاب، عمر أكبرهم 25 سنة وأصغرهم 15”.
على غرار أم ماهر، تتلهّف أم عبدو لرؤية ابنيها اللذين لا تعلم شيئاً عن مصيرهما منذ اختفائهما في العام 2013 إثر توجههما الى عملهما.
وأوضحت لفرانس برس بينما كانت تنتظر مع جارتها “آمل أن يعودا، لم نتسبب بأذية لأحد طيلة حياتنا”.
وتابعت مع ابتسامة تعلو ثغرها “قلت لجارتي +أمسكيني اذا رأيتِهما، قد أفقد الوعي+ لا أعرف إذا ما كنت سأتعرّف إليهما أم لا”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، جرى حتى الآن الإفراج عن أكثر من 250 معتقلاً بموجب مرسوم العفو. وقد خرج بعضهم من سجن صيدنايا الذائع الصيت.
وجاء صدور العفو الرئاسي بعد نشر صحيفة “غارديان” البريطانية ومعهد “نيولاينز” الأسبوع الماضي مقاطع فيديو مروعة تعود لعام 2013 تظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية في حي التضامن في دمشق.
ونقلت شبكة “صوت العاصمة” الأبرز في تغطية أخبار المحافظة، عن بعض الموجودين في المنطقة أن “دوريات من الأمن الجنائي والشرطة العسكرية، بدعم من أمن الدولة المسؤول عن المنطقة، أبلغوا الأهالي بضرورة فض التجمع والذهاب إلى المنازل، وسط تهديدات مبطنة بحدوث مشاكل بحق المتواجدين، مؤكدين عدم صحة الشائعات التي تتحدث عن إخلاء سبيل المعتقلين في تلك المنطقة، وتحدث أحد العائدين عن تهديد تعرض له من أحد ضباط الشرطة العسكرية، حين طلب منه وعائلته مغادرة المكان قائلاً له (روح على بيتك أحسن ما لحقك بيلي عم تستناه)”.
ونشرت إحدى الإذاعات المحلية الموالية مقطعاً مصوراً يظهر مقابلات مع سيدات ينتظرن خبراً عن معتقليهم في المنطقة ذاتها، وحفلت المقابلات بالعديد من المشاهد والمعلومات المؤلمة المتعلقة بمعتقلين مضى على اختفاء بعضهم أكثر من 10 سنوات.
وبعد ساعات من نشرها للفيديو عبر يوتيوب وفيسبوك، قامت القناة بحذف التقرير المصور.
عمر قصير – عكس السير
[ads3]