خطوة نادرة و جريئة .. صحفيان ينشران مقالات مناهضة لبوتين في موقع موال للكرملين

في خطوة جريئة ونادرة، ملأ صحفيان روسيان موقعاً إلكترونياً شهيراً مؤيداً للكرملين بمقالات مناهضة للغزو الروسي لأوكرانيا صباح الاثنين.

الصحفيان أقدما على خطوتهما هذه في وقت كانت البلاد تحتفل فيه بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وحيث كانت أنظار العالم تتجه إلى الساحة الحمراء في موسكو، ومع توجيه بوتين خطابه السنوي أمام 11 ألف جندي والذي سعى فيه إلى تبرير غزوه لأوكرانيا، وربط القتال الحالي بالنصر السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

هذا العمل المعارض لبوتين وحربه في أوكرانيا، يعد ثاني عمل احتجاجي كبير يسجل في رحاب وسائل الإعلام الحكومية الروسية منذ الخطوة التي أقدمت عليها مارينا أوفسيانيكوفا، محررة القناة الأولى الروسية، في منتصف آذار/ مارس حين اقتحمت استديو نشرة الأخبار في القناة أثناء بث نشرة على الهواء مباشرة وهي تصرخ: “أوقفوا الحرب.. لا للحرب”.

الموقع الذي شهد نشر المقالات، الاثنين، تزامناً مع يوم النصر الروسي هو موقع “لينتا” (Lenta.ru) الموالي للكرملين، أما المقالات المنشورة فمضامينها تتهم بوتين بشن “أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين”، وتصفه بأنه “ديكتاتور مثير للشفقة”، بحسب ما أوردت صحيفة “غارديان” البريطانية.

يقول إيغور بولياكوف، أحد هذين الصحفيين، للغادريان: “كان علينا أن نفعل ذلك اليوم..أردنا تذكير الجميع بما حارب أجدادنا من أجله حقًا في يوم النصر الجميل هذا من أجل السلام”. وأضاف بولياكوف: “ليس هذا ما يدور حوله يوم النصر..الناس العاديون يموتون والنساء والأطفال المسالمون يموتون في أوكرانيا. بالنظر إلى الخطاب الذي رأيناه، لن يتوقف هذا. لم يعد بإمكاننا قبول هذا الأمر بعد الآن. ما فعلناه هو الشيء الوحيد الصحيح الذي يمكننا القيام به”.

وفقاً لبولياكوف، الذي يعمل مراسلاً في موقع “لينتا” (Lenta.ru)، إنه وزميلته ألكسندرا ميروشنيكوفا نشرا أكثر من 40 مقالاً ينتقدان فيها الكرملين وأفعاله في أوكرانيا.

المقالات حُذفت لاحقاً، لكن يمكن الوصول إليها من خلال تقنية أرشيف الويب.

ويعد “لينتا” أحد أكبر المواقع في البلاد، يتصفحه أكثر من 200 مليون مستخدم شهرياً وكان جزءاً من آلة الدعاية الروسية التي تعمل على تبرير الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو مملوك لشركة “رامبلير” (Rambler)، المجموعة الإعلامية التي تم شراؤها في عام 2020 من قبل “سبير بنك” (Sberbank)، أكبر بنك في روسيا مملوك للدولة ويخضع لعقوبات أمريكية وبريطانية.

ومما جاء في عناوين المقالات التي كتبها ونشرها بولياكوف وميروشنيكوفا صباح الاثنين: “فلاديمير بوتين كذب بشأن خطط روسيا في أوكرانيا” و “تبين أن الجيش الروسي جيش من اللصوص” و “تتخلى روسيا عن جثث القتلى في صفوف قواتها في أوكرانيا”.

يقول بولياكوف إن مصدر كل مقال هو “المعلومات المتاحة على الإنترنت”، والتي أكد أنه لا يُسمح له عادة باستخدامها نظراً “للموقف التحريري” للموقع وقواعد الرقابة الصارمة التي تجرم التقارير المستقلة.

نشر بولياكوف وميروشكينا أيضاً رسالة شخصية على الموقع حثا فيها القراء على التحلّي بالشجاعة: “لا تخافوا! لا تصمتوا! دافعوا! أنتم لستم وحدكم، هناك الكثير مثلنا! المستقبل لنا!”.

وفي إشارة إلى القوانين الأخيرة التي أقرتها روسيا والتي تهدف إلى خنق المعارضة المناهضة للحرب، قال بولياكوف إنه الآن “قلق” على سلامته.

وأقرت روسيا عدداً من القوانين التي تجعل نشر معلومات “مزيفة” عن الجيش الروسي جريمة يعاقب عليها بغرامات مالية أو بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً. ووجهت السلطات الروسية اتهامات بالفعل إلى 46 شخصاً بموجب هذه القوانين، 14 منهم الآن خلف القضبان.

يقول بولياكوف: “بالطبع أنا خائف”، لا أخجل من الاعتراف بذلك، لكنني كنت أعي ما أفعله، وماذا يمكن أن تكون العواقب”. (EURONEWS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها