علماء يجدون خليطاً كيماوياً في الأغذية المعلبة يضر بكفاءة الحيوانات المنوية
وجد بحث جديد صلةً بين مزيج من الملوثات الكيميائية التي قاسها في أجسام الأشخاص، بانخفاض جودة السائل المنوي.
حيث يُعتقَد أنَّ المواد الكيميائية مثل البيسفينول والديوكسينات، تتداخل مع الهرمونات وتضر بجودة الحيوانات المنوية، ووجدت الدراسة أنَّ مجموعات من هذه المركبات موجودة بمستويات “مذهلة”، تصل إلى 100 ضعف تلك التي تعتبر آمنة.
قال العلماء إنَّ مادة “بيسفينول أ” هي المسؤولة عن أكبر المخاطر، وتوجد هذه المادة الكيميائية في الحليب والأغذية المعلبة، لأنها تتسرب من بطانات العبوة، وقال الباحثون إنَّ الخطوات الرئيسية للنمو الجنسي الصحي للذكور تحدث أثناء الحمل؛ مما يجعل نتائج الدراسة ذات صلة خاصة بالأمهات الحوامل، وذلك وفق ما قالته صحيفة “غارديان” البريطانية في تقرير نشرته، الجمعة.
في حين حذّر العلماء من أنَّ أعداد الحيوانات المنوية وتركيزها قد شهدا انخفاضاً ينذر بالخطر في الدول الغربية لعقود، مع انخفاض عدد الحيوانات المنوية إلى النصف في الأعوام الأربعين الماضية.
وتتزايد الاضطرابات الجنسية الذكرية الأخرى مثل تشوه القضيب وسرطان الثدي والخصية المُعلّقة، والمواد الكيميائية المسببة لاضطراب الهرمونات هي المشتبه به الرئيسي في ذلك، وتلقي الدراسة ضوءاً جديداً على احتمالية تسبب هذا الخليط من المواد الكيميائية في إحداث ضرر.
قال فريق الدراسة، بقيادة البروفيسور أندرياس كورتينكامب، من جامعة برونيل لندن، إنهم “فوجئوا بحجم مؤشر الخطر” لقياس مستوى تهديد المزيج الكيميائي، وفوجئ الفريق أيضاً بأنَّ مادة “بيسفينول أ” هي المادة الكيميائية الأكثر إثارة للقلق؛ نظراً إلى أنَّ الأبحاث السابقة ركزت على الفثالات التي تُستخدَم في صناعة البلاستيك.
في حين قيّم البحث، الذي نُشِر بدورية Environment International، قياسات تسع مواد كيميائية، من ضمنها مادة بيسفينول أ، وفثالات، وباراسيتامول، في عينات بول من نحو 100 رجل دنماركي تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً. كما استخدم أيضاً البيانات الموجودة، ومعظمها من وكالة معايير الغذاء الأوروبية؛ لتقدير تعرض الناس لعشرين مادة كيميائية أخرى.
حيث تعرض جميع الرجال الذين شملتهم الدراسة لمزيج غير آمن، وسجّل الأكثر تعرضاً لهذه المواد في الدراسة مستويات أعلى 100 مرة من القيم المقبولة، بمتوسط 17 مرة. وخلص الباحثون إلى أنَّ “تقييمنا يكشف عن تجاوزات مقلقة للتعرضات الكيميائية المركبة المقبولة”.
قال الباحثون: “في ضوء كثرة المواد الكيميائية التي يتعرض لها البشر، فإنَّ هذه القيود تعني بالتأكيد أننا قللنا من تقدير مخاطر الخليط الكيميائي”. وقد تضر ما تسمى بـ”المواد الكيميائية الباقية إلى الأبد”، أو المركبات الفلورية غير المتحللة، الحيوانات المنوية أيضاً، لكنها استُبعِدَت من الدراسة، لأنَّ البيانات محدودة. وقد يؤثر تلوث الهواء أيضاً في جودة السائل المنوي.
بإضافة إلى تأثير المواد الكيميائية، اقترح العلماء أسباباً أخرى لانخفاض جودة الحيوانات المنوية، إذ أشارت الأبحاث إلى وجود روابط بينها وبين وزن الجسم وقلة النشاط البدني والتدخين.
لكن على الجانب الآخر، قال البروفيسور ريتشارد شارب، من جامعة إدنبره: “عكس الدراسة الجديدة، والعديد في المجتمع العلمي، ما زلت غير مقتنع بأنَّ التعرض لمواد كيميائية بيئية ليس له تأثير كبير في الغدد الصماء، تسهم بدور سببي مهم في تراجع عدد الحيوانات المنوية”.
وأضاف أنَّ الدليل المباشر على أنَّ معظم المواد الكيميائية التي تقيّمها الدراسة تسببت في ضرر لنمو الخصية البشرية كانت غير متوافرة، على الرغم من وجود دليل جيد على أنَّ الباراسيتامول له هذا التأثير.[ads3]